تردد الفتاة في قبول الخطّاب ودور الاستخارة في ذلك

2004-04-04 20:13:47 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاماً، أحببت شاباً منذ فترة، واتفقنا على الزواج، لكن بسبب الظروف سوف تطول المدة ويطول الانتظار، وأنا أحبه جداً وأتمنى من الله أن يجمعني به.

لقد تقدم لي الكثير، وفي البيت يحاولون التأثير علي لكي أوافق على أحدٍ منهم، ولم أستطع أن أقرر، فهل أنتظر ذلك الشاب الذي ليس بيده شيء غير أن ظروفه وظروف الحياة هي التي حالت دون الارتباط؟

لا أدرى ماذا أفعل، فأنا أخاف الله، أتمنى أن ترشدوني إلى الطريق القويم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مديحة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا قلوباً عامرة بمحبته سبحانه، وجوارح تسارع في طاعته وبعد:

إن المسلمة تستخير ربها إذا لم يتبين لها وجه الصواب، والاستخارة هي طلب الدلالة على الخير، وهي أن يصلي الإنسان ركعتين من غير الفريضة وتدعو بالدعاء المعروف ... ثم قولي: (اللهم إن كنت تعلم أن في ارتباطي بفلان خيراً فيسره لي .. وبارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن في ذلك الأمر شراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري عاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به).

بعد الاستخارة احرصي على استشارة أهل الخير والصلاح من أرحامك والزميلات ثم قرري المناسب، ولن يخيب من استخار الخالق واستشار الصالحين من الخلائق.

نحن ننصحك بعدم التوسع في العلاقة مع هذا الشاب ولا مع غيره، لأن ذلك لا يجوز، فهذا الشاب أجنبي عنك وحتى إذا خطبك فذاك وعد بالزواج، والإسلام لا يعترف إلا بالرباط الشرعي، فإذا كان هذا الرجل صاحب دين فعليه أن يتقدم لخطبتك ويكمل مراسم زواجه ويأتي البيوت من أبوابها، وعليك أن ترتضى بالقليل، وابشري بقول الله: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور:32]، وكان ابن مسعود يقول التمسوا الغني في النكاح، ويكفي في الرجل إذا كان صاحب دين أن تكون عنده همه وإرادة وحرص على العمل والاجتهاد في طلب الرزق والله هو الرازق ذو القوة المتين.

إذا لم يوافق هذا الشاب على الرباط الشرعي، وتقدم لك من هو أفضل في دينه، فخير البر عاجله، وليس في مصلحة الفتاة أن تتأخر في الزواج بأسباب واهية، فنحن في زمن الشهوات والفتن، وأرجو عدم استخدام مثل هذه الكلمات، فإن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي، وذلك هو الحب الذي يصمد أمام الصعاب التي تواجه الحياة الأسرية.

قد سمى القرآن تلك المشاعر بالمودة والرحمة، وثبت بالتجربة أن مشاعر الحب الحاصلة قبل الرباط الشرعي غالباً ما تكون من قبيل المجاملات وقضاء الأوقات، وتبدأ الحياة الزوجية إذا بدأت بفتور في مشاعر الحب، بخلاف الحب الشرعي الذي تؤسسه ضوابط شرعية وتقويه روابط الإيمان والتقوى والخوف من الرحمن.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net