كيفية التخلص من العصبية والغضب على الأولاد؟

2004-08-07 19:58:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أعاني من عصبية شديدة جداً، فأنا أتعامل مع أولادي بعصبية فظيعة، وأحاسبهم على أقل هفوة، وأضربهم بدون وعي، فأمد يدي بالضرب قبل أن أفكر في أي شيء بديل؛ وهذا يسبب مشاكل كثيرة لي مع زوجي، كما أنه يضايقني جداً؛ لأنني أحس أني هكذا أخسر أولادي، لأنهم ضعاف الآن، لكن عندما يكبرون، سأصبح أنا الضعيفة.

حاولت كثيراً شرب مشروبات مهدئة، والعد من 1 إلى 10 أو 20، وقراءة القرآن، مع أني أتعامل مع الجميع بالصبر والهدوء والحب، وأحبهم جداً، وأحاول إسعادهم.

ربما لأني تربيت تربية قاسية، تخلو من أي مظاهر عاطفية؛ فلا أعرف كيف ألعب معهم، كيف أضمهم إلى صدري! أشعر أني أم سيئة فظيعة، ولا أتعامل معهم إلا بالصوت العالي، مع أني أحب زوجي، ولكن أحس أن بداخلي مشاعر متناقضة، لو كان هناك اختبار نفسي، أو أسئلة أجيب عنها تفيدكم في تشخيص حالاتي.

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الكريمة/ أم محمد حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أختي أم محمد حفظك الله ورعاك! اعلمي أنه قد يتعرض كل منا في حياته اليومية إلى مثل هذه الأمور التي تتكلمين عنها؛ فيتغير مزاجه أو انفعالاته: مرة يكون مسروراً، ومرة يكون حزيناً، وتمر على الإنسان حالات الغضب والقلق والانفعال والاكتئاب أو الإحباط، إلا أن هذا الأمر لا يدوم أكثر من وقت قصير، فقد تتغير الظروف، ويتحسن المزاج.

ولكن يبدو أن الحالة التي تتكلمين عنها هي مخلفات من الماضي، وأنا لا أريدك أن تبقي في سجن الماضي، فقد تمر على الإنسان طفولة بائسة كما ذكرت، وصعوبات حياتية مع عائلته، وهذا شيء طبيعي قد يحدث لكثير من الناس، ولكن غير العادي أن يستمر الإنسان في هذه الظروف دون أن يحاول هو أن يخرج منها، فحاولي أن تسألي نفسك هذه الأسئلة؛ لكي تقيمي نفسك: هل أنت إيجابية وتستطيعين أن تتحرري من سجن الماضي، أم أنك سلبية، كثيرة الأعذار، وتظلين أسيرة الماضي، لا تستطيعين الفكاك منه، وتصبحين جزءاً منه:

- من أنا؟

- وماذا أكون؟

- ولماذا أعيش؟

- وما هو هدفي في الحياة؟

- ما هي أولوياتي؟

- وماذا حققت في هذه السنوات التي أعيشها؟

- وماذا أريد أن أكون بعد سنة من الآن؟

- وماذا أريد أن أكون بعد 5 سنوات من الآن؟

- وماذا أريد أن أكون بعد 10سنوات من الآن؟

- هل أنا قادرة على أن أتغلب على مزاجي العصبي؟

- هل علاقتي الزوجية مبنية على جسر صحيح؟

- ما هو العائق الذي يقف في سعادتي الزوجية؟

- هل أستطيع أن أربي أولادي بمفردي؟

حاولي أن تجلسي مع نفسك، وتجيبي على هذه الأسئلة؛ حتى تقيمي نفسك هل أنت امرأة إيجابية تستطيع أن تتغلب على المشاكل، تخرج من سجن الماضي، تسعد زوجها وأولادها، أم تكون عكس ذلك: كثيرة الأعذار، كثيرة التسويف!

حاولي ألا تعدي المشاكل التي تواجهك في حياتك اليومية، بل احسبي عدد الدروس المستفادة التي تعلمتها، وعدد الخبرات التي تضاف إلى رصيد خبراتك، واحصي كم من حكمة تستفيدين منها.

واعلمي - أختي أم محمد - أن الحياة الزوجية رأس مالها الحب، وهو مادة التعامل، وهو حب في الله وفي مرضاته، وما كان له دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

واعلمي أن الأطفال يتعلمون من الأم كيف تتكلم، وكيف تتصرف، سواء كان في صخب مزعج، أو صوت خافت، أم صوت معتدل، بل ويتعلم ما يصحب ذلك من إشارات ورسائل للتوضيح، والأم التي تملأ البيت صراخا، إنما تصب في هذا القالب المرذول من الصوت الصاخب أسلوب أبنائها في الحديث.

وأنصحك - أختي الفاضلة- باتباع الخطوات التالية، لعل الله يذهب عنك هذه العصبية والنرفزة:

1- اعلمي أنك معهد للتربية الذي يتربى فيه الطفل، وأي سلوك تقومين به ينقله الطفل كما هو؛ فحاولي أن تراقبي نفسك في كل سلوك!

2- إذا رأيت ما يجعلك عصبية، فحاولي أن تبتعدي عنه دون إثارة لأعصابك.

3- التزمي الابتسامة دائماً مع زوجك، ومع أولادك، ومع الآخرين، واعلمي أن الابتسامة في وجه غيرك صدقة؛ فلا تحرمي نفسك من كثرة الصدقات.

4- أكثري من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والاستغفار، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).

5- عالجي أخطاء أولادك بالهدوء دون اللجوء إلى العصبية ورفع الصوت، وحاولي أن تتركي المجال لأبيهم؛ لكي يعلمهم ويربيهم!

6- علمي أولادك الصراحة في الكلام، والابتعاد عن الكذب؛ لأن الغضب والعصبية والضرب يولد لدى الطفل الخوف وضعف الشخصية.

7- التنفس العميق يجنبك التوتر والقلق والنرفزة، حاولي أن تملئي رئتيك بالهواء، بالأكسجين، وتنفسي بعمق، تعودي الاسترخاء والتنفس من الأعماق، تجلب لك الصحة والاسترخاء والسعادة، وتحتفظ بهدوء أعصابك ورباطة جأشك.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net