أرغب في الطلاق من زوجي العقيم ولكن أخلاقه طيبة.

2010-11-30 11:29:29 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستشير سيادتكم في مشكلتي.

أنا متزوجة منذ سنتين ونصف، ولم أحمل، وعرفت أن السبب من زوجي، ولا يوجد علاج له حتى الآن.

زوجي رجل يخاف الله، ويحبني، ولكني أريد أن يكون لي أطفال؛ لأن هذا حلم عمري، فهل إذا طلقت منه أكون ظلمته؟ وهل بعد ذلك من الممكن أن يعاقبني المولى -عز وجل- بأن يزوجني زوجاً سيئاً؟

أنا في حيرة شديدة، أفيدوني مشكورين.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارة إسلام ويب، ونحن نشكر لك إنصافك لزوجك، وهذا -إن شاء الله- دليل على رجاحة عقلك وإيمانك وإنصافك، ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقك الذرية الطيبة، وأن يقر عينك بزوجك وأبنائك.

أما عن الاستشارة والسؤال حول طلب الطلاق بسبب أن الزوج عقيم؛ فلا شك ولا ريب أيتها الكريمة أن الإنجاب من أعظم مقاصد النكاح التي شرع الله عز وجل من أجلها الزواج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود).

وقد امتن الله سبحانه وتعالى على بني آدم بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً وجعل لهم من أزواجهم بنين وحفدة، كما أخبر بذلك في سورة النحل، ومن أعظم مقاصد النكاح تحصيل الولد الصالح، وأهميته معلومة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث، منها ولد صالح يدعو له.

ومما لا شك فيه ولا ريب أن النصوص الشرعية متوافرة ودالة على أن من أعظم مقاصد النكاح تحصيل الولد، وأن تفويت هذا المقصود ضرر على الإنسان وإيذاء له، ومن ثم أفتى العلماء بأنه يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إذا تبين لها أن زوجها عقيم، وليس في ذلك إيذاء له ولا ظلم له، لكن إذا كان هذا الزوج بالصفة التي ذكرتها من الصلاح والدين، وأنه يحبك؛ فإن نصيحتنا لك ألا تتعجلي بطلب الطلاق، وإن كان أمراً جائزاً لك، ولكن ننصحك ألا تتعجليه.

اصبري مع هذا الزوج وأكثري من دعاء الله تعالى له، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك منه الذرية الطيبة، فكم من إنسان رزق الذرية بعد عمر مديد من الحرمان، هذه النصيحة بأن الزوج يتصف بما وصفته من الصفات الطيبة من الديانة والأخلاق، وإلا فالأمر جائز لك أن تطلبي الطلاق إذا رأيت أن مصلحتك في ذلك، وننصحك باستخارة الله تعالى قبل الإقدام على ذلك، ومشاورة العقلاء من أهلك.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يتولى عونك ويرزقك الذرية الطيبة، وبالله التوفيق والسداد.


www.islamweb.net