معظم وقتي يذهب في أحلام اليقظة

2010-12-25 19:10:26 | إسلام ويب

السؤال:
أنا طالبة بالصف الأول الثانوي،أعاني من كثرة أحلام اليقظة، حيث أسرح فيها معظم وقتي ولا أستطيع المذاكرة بسبب ذلك، وأظن أن صلاتي لا تقبل، بسبب التفكير المتواصل فيها، علما بأنها لا تأتيني عندما أكون في المدرسة أو مع أصدقائي، وأصبح لي عالما خاصا بمخي، وأصبحت أظنه هو العالم الحقيقي، وأصبح ليس لي رغبة في المذاكرة وأعشق أفلام الرعب، علما بأنني متفوقة وحصلت على مجموع 292/300 في الصف الثالث الإعدادي، وقد كانت عندي هذه الأحلام وكنت أستطيع السيطرة عليها.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ e‏ حفظها ‏.الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن أحلام اليقظة في المرحلة العمرية التي تمرين بها تعتبر ظاهرة طبيعية، وأحلام اليقظة إن كانت بدرجة معقولة ربما تكون إيجابية لأنها تساعد في تنمية الإنسان فكريًا ومعرفيًا، وتحسن لديه الدافعية من أجل الإنجاز ومن أجل أن يصل إلى ما يصبو إليه، ولكن أتفق معك تمامًا إذا كانت هذه الأحلام تأتي بصورة مسرفة وكثيرة ومسيطرة، وفي جميع الأوقات لا شك أنها سوف تكون ذات عائد سلبي، وفي مثل هذه الحالة يُعتقد أن هذه الأحلام مرتبطة بقلق نفسي لم يُعبر عنه، وأصبح التفكير المتواصل أو ما يسمى بأحلام اليقظة أصبح هو المتنفس للنفس من خلاله تتنفس النفس، ويحدث نوع من التفريغ النفسي؛ لأن وسائل التعبير الأخرى لم تتوفر.

ولذا ننصح بالإكثار من ممارسة التمارين الرياضية، لأن الرياضة فيها شيء من المتنفس النفسي والجسدي كذلك.

حاولي أن تمارسي أي رياضة تناسبك كفتاة، وهنالك أيضًا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة جدًّا، فيمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت لمعرفة كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء وأرجو أن تكوني حريصة عليها جدًّا.

أحلام اليقظة هذه حاولي أن تقسّميها إلى أجزاء، وقولي لنفسك (هذه الفكرة فكرة أفضل من غيرها، سوف أركز على هذه الفكرة وأتجاهل بقية الأفكار) هذا النوع من الاختيار لفكرة معينة يرفع درجة التركيز على هذه الفكرة مما يُسقط الأفكار الأخرى من حساباتك. أعرف أن هذا التمرين ربما يكون ليس بالسهل ولكن لا توجد استحالة في تطبيقه. هذه أحد الوسائل وأحد الطرق التي تساعد.

إدارة الوقت بصورة صحيحة والإصرار على تنفيذ الجدول الزمني اليومي مهما كانت الظروف، وحقيقة إذا الإنسان جعل الصلوات الخمس مرتكزًا يتحرك من خلاله لإدارة وقته بصورة صحيحة يستطيع أن يقلل من هذا التفكير الذي يسيطر عليه والذي هو أحد بواعث القلق كما ذكرت لك، وهو ناشئ أصلاً من القلق. حددي مثلاً وقولي (بعد صلاة المغرب سوف أقوم بعمل كذا، وبعد صلاة الفجر سوف أقوم أتجهز للمدرسة) وهكذا، اجعلي هذه النقاط وهذه الركائز موجودة في حياتك وديري من خلالها الوقت بصورة صحيحة.

أنت الحمد لله متميزة من حيث التحصيل الأكاديمي، وليس هنالك حقيقة ما يقلل من رغبتك في المذاكرة، بل العكس لابد أن يكون لك الدافعية، لابد أن يكون لديك الحماس من أجل التميز، وتذكري قيمة العلم، وضعي صورة لنفسك بعد عشر سنوات من الآن، ضعي هذه الصورة الذهنية أمامك، لا شك أن التميز الأكاديمي سيكون هو المعين الحقيقي لك لتصلي إلى الأهداف التي تودين الوصول إليها.

لا شك أن الإدمان على أفلام الرعب هذه أحد المصائب التي تعطل الإنسان في تفكيره وهي من وسائل إضاعة الوقت، ومن وسائل الاضطراب النفسي كذلك حقيقة، فإن هنالك دراسات كثيرة جدًّا أن انعكاس هذه الأفلام على الإنسان وعلى صحته النفسية يؤدي إلى الكثير من السلبيات، فأنا أنصحك وأنت الحمد لله إنسانة جيدة وذكية ومستبصرة وتستطيعين أن تتحكمي في مشاعرك وفي إرادتك وفي تصرفاتك يجب حقيقة أن تضعي نقطة سوداء في مكان هذه الأفلام وتبتعدي عنها تمامًا، إن أردت أن تشاهدي التلفاز فهنالك أشياء أطيب وأفضل كثيرًا من هذه الأشياء التي هي في الأصل مضيعة للوقت ولها سلبيات كثيرة جدًّا على الإنسان نفسيًا ومعنويًا، فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تتخذي هذا القرار وهو الابتعاد عن هذه الأفلام فلا فائدة ولا خير فيها.

بقي أن أقول لك أن للأدوية النفسية المضادة للقلق دور جيد جدًّا في التحكم أحلام اليقظة هذه وكذلك القلق المصاحب لها.

هنالك دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أنا أنصحك بتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناوله.

أعتقد أن هذا الدواء سوف يكون سببًا إن شاء الله في أن يجعلك في حالة من الاسترخاء المزاجي، وهذا إن شاء الله ينتج عنه اختفاء القلق وكذلك أحلام اليقظة بالصورة التي تسبب لك الإزعاج الآن.

لا أعتقد أنه لديك مشكلة أساسية، وأعتقد أنه باتباع الإرشادات السابقة إن شاء الله سوف تجدين أنك في وضع صحي أفضل.

بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net