أحلام اليقظة وتشتت التركيز

2010-12-30 12:55:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أشكر الدكتور محمد عبد العليم على استشاراته الطيبة، أما استشارتي التي أرجو أن تجيبوا عليها هي:

أنا طالب جامعي، عمري (25) سنة، مشكلتي بدأت منذ سنوات عديدة من المرحلة الإعدادية، حيث أصبحت أعاني من نقص في التركيز وكثرة التخيلات وأحلام اليقظة، وقد انعكس ذلك على حياتي مع الناس وعلى دراستي، حيث أصبحت أستغرق وقتاً طويلاً في الدراسة، حيث أنني أحس بأن قراءتي صعبة وبطيئة، مع أنني شخص ذكي ـ والحمد لله ـ ولكن مشكلتي هي التركيز وهذه الخيالات.

هذه الأحلام عادةً عن مواقف أكون فيها الأفضل، أو عن مستقبل جميل، أو عن الجنس، وأحياناً عن أشياء حزينة، كنت في مراهقتي كثير الانعزال بحجة الدراسة، وكانت درجاتي عالية بالرغم من هذه الأحلام، لكن شيئاً فشيئاً زاد ضعف التركيز، وبدأ مستواي بالهبوط.

لدي اكتئاب بسبب هذا الفشل، فأنا دائماً أتخيل نفسي قوياً مع الناس وفي دراستي، ولكن عندما أصطدم بالواقع أكتئب، كما أني من النوع الذي أسعى لأن يكون كل شيء عندي كاملاً ومتميزاً، وأضغط على نفسي كثيراً في سبيل هذا.

عانيت من هذه المشكلة (أحلام اليقظة) كثيراً، والتي جعلتني أحس بالغباء وأنني أقل من أقراني، وحاولت كثيراً التخلص من هذه الأحلام، لكن دون جدوى، فما هي مشكلتي؟ وما هو الحل؟

أرجو مساعدتي .. وشكراً لكم.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمشكلتك تنحصر في أنك تعاني من سمات القلق النفسي، والقلق النفسي كثيراً ما ينتهي بشيء من الإحباط والشعور بالكدر وافتقاد الفعالية.

أولاً: التخيلات وأحلام اليقظة وفقدان التركيز هي مؤشرات رئيسية جداً على أنك تعاني بالفعل من القلق النفسي، وأنصحك بأن تعيد التفكير حول ذاتك وتقييم نفسك بصورة صحيحة، فأنت الحمد لله في عمر يتميز بوجود طاقات نفسية وجسدية ووجدانية عالية، ويجب أن تسأل نفسك لماذا لم أستفد من هذه الطاقات بصورة أفضل؟ لماذا لا أكون منتظماً في أي أمر أريد أن أنجزه؟ لماذا لا تكون لديّ دافعية أفضل؟ وألحق هذا النوع من التفكير ببرامج عملية، تقوم على توزيع الوقت وإدارته بصورة جيدة وملتزمة، لأنك تحتاج فعلاً لأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وهذا أمر مفيد، ويعرف عنه أنه يمثل الحل الرئيسي لمثل هذا النوع من الاضطراب النفسي البسيط الذي تعاني منه.

ثانياً: الذي أنصحك به هو ممارسة الرياضة، والرياضة تجدد الطاقات وتحسن من الدافعية وهي مطلوبة جداً في عمرك.

ثالثاً: عليك بالرفقة الطيبة والقدوة الحسنة، فالإنسان في حاجة لمن يساعده ويرشده نحو أمور دينه ودنياه.

أنت محتاج أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، وتلحق ذلك بممارسة الرياضة كما ذكرت لك، وهاتان الجزئيتان، يجب أن تأخذا اهتماماً خاصة في توزيعك وقتك؛ لأن الراحة مع الرياضة تحسن الدافعية نحو التركيز والقراءة والتحسن في الدراسة إن شاء الله.

أيها الفاضل الكريم- ربما يكون من الجيد بالنسبة لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق الاكتئابي وهنالك أدوية كثيرة جداً منها عقار يعرف باسم زولفت (Zoloft) والاسم العلمي هو سيرترالين (Sertraline) ويمكن تناوله بجرعة 50 مليجرام حبة واحدة ليلاً ومدة العلاج المطلوبة في حالتك هي ستة أشهر.

ويمكنك أن تتواصل مع القسم الطبي النفسي بمؤسسة حمد الطبية، حيث أنه يوجد أطباء متميزون، ويمكنك أن تتحصل على الأدوية من المستشفى وسوف يساهم الأطباء بتوجيهك وإرشادك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net