الوالد المصاب بمرض الفصام والمعاناة منه .. نظرة طبية

2011-02-10 07:57:18 | إسلام ويب

السؤال:
أبي يعاني من مرض الفصام في الشخصية، وليس بمقدورنا معالجته بسبب الوضع المادي، والمرض زاد كثيراً، لدرجة أنه يريد أن يقتل، وأيضاً حرق ممتلكات لأناس من أقربائنا.

أرشدوني ماذا أفعل؟

وشكراً لكم.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن من فضل الله أنه توجد أدوية فعالة جدّاً لعلاج الفصام، وهي أدوية رخيصة جدّاً وغير مكلفة، هذه المجموعة من الأدوية قديمة نسبياً، ولكن فعاليتها معروفة وممتازة، وهي متوفرة حسب ما أعرف في فلسطين، ومن هذه الأدوية دواء يعرف تجارياً باسم (سيرانيز Serenace) ويعرف علمياً باسم (هلوبريادول Haloperidol).

ودواء آخر يعرف تجارياً باسم (استلازين Stelazine) ويعرف علمياً باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine).
ودواء ثالث يعرف تجارياً باسم (لارجكتيل Largactil) ويعرف علمياً باسم (كلوربرومازين Chlorpromazine).

والدك ما دام لديه انفعالات سلبية ويميل إلى العنف والإضرار بالآخرين، فسوف يكون (الهلوبريادول) علاجاً جيداً بالنسبة له، والجرعة التي يتناولها هي خمسة مليجرام صباحاً وخمسة مليجرام مساءً لمدة أسبوع، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحاً وعشرة مليجرام مساءً، ويمكن أن يستمر عليها لمدة سنتين أو ثلاث.

بجانب الهلوبريادول نعطيه دواءً مضاداً للآثار الجانبية التي قد يمثلها الهلوبريادول، والتي قد تظهر في شكل انشداد عضلي، والدواء المضاد يعرف باسم علمياً باسم (بنزكسول Benzohexol) ويعرف تجارياً باسم (آرتين Artane) ويتم تناوله مع الهلوبريادول بجرعة خمسة مليجرام صباحاً وخمسة مليجرام مساءً.

إذا كان لديه شكوك شديدة فيعتبر عقار استلازين هو الأفضل، وجرعته هي خمسة مليجرام صباحاً وخمسة مليجرام مساءً لمدة شهر، بعد ذلك تُرفع الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة سنتين أو ثلاثا، ويعطى أيضاً مع هذا الاستلازين الدواء الذي ذكرناه سابقاً وهو آرتين، وجرعته هي خمسة مليجرام صباحاً ومساءً.

هنالك إبر تعطى مرة كل ثلاثة أسابيع، ربما تكون مفيدة جدّاً في حالة هذا الأخ، خاصة إذا كان غير متعاون مع تناول الدواء، وهذه الإبر رخيصة جدّاً، أعرف أن قيمتها لا تتجاوز دولارين، والإبر تعرف تجارياً باسم (مودوكيت Modecate) وتعرف علمياً باسم (فلوفينازين Fluphenazine) وهي متوفرة وتعطى بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً في العضل كل ثلاثة أسابيع.

إذا كان لديه اضطراب في النوم نعطيه عقار (لارجكتيل) وهو من أقدم الأدوية وأفضلها، ويمكن أن نعطيه مع هذه الإبرة (لارجكتيل) جرعة خمسين مليجراماً أو حتى مائة مليجرام ليلاً، ويعطى مع هذه الإبرة عقار (بنزكسول) الذي ذكرناه أيضاً.

وبالنسبة للأدوية الجديدة يوجد أيضاً عقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، وهذا العقار مكلف نسبياً، ولكن هنالك منتجات ممتازة جدّاً لشركات هندية تكلفتها المادية بسيطة جدّا، أذكر من هذه المنتجات المنتج التجاري للرزبريادون، والذي يعرف باسم (رزنا Risna)، فهو زهيد الثمن ويساعد كثيراً.

أخي الكريم: إن شاء الله تعالى الأمر محلول وهذه الأدوية غير مكلفة جدّاً، والفصام حقيقة لا يعالج إلا عن طريق تناول الدواء؛ لأنه في الأصل خلل في كيمياء الدماغ لا يُصحح إلا من طريق هذه الأدوية.

هنالك علاج إسعافي سريع جدّاً، وهو الجلسات الكهربائية، والتي من المفترض أن تكون متوفرة في المستشفى الحكومي مجّاناً، هذه الجلسات يمكن أن تُعطى له في العشرة الأيام الأولى، وذلك من أجل تهدئته، بعد ذلك يستمر في العلاج الدوائي.

هذا هو الأمر المهم، أي أن نعطيه فرصة للعلاج، خاصة أنه يُشكل خطورة على نفسه وعلى الآخرين، ويجب أن لا نتهاون في هذا الأمر أبداً، يجب أن يُذهب به إلى المستشفى، وحاولوا إقناعه عن طريق شخص مؤثر، وأعتقد أنه سوف يستجيب، وإن كانت هنالك أي صعوبة بعد ذلك فيمكن إخطار الطبيب، وسوف يضع الطبيب خطة لإحضاره للمستشفى، والتي قد تتطلب في بعض الأحيان أن يمسك عليه الأهل ويأخذوه إلى المستشفى، أو حتى يكون ذلك عن طريق تدخل الشرطة.

معظم مرضى الفصام حين يكونون في قمة المرض وتختل مشاعرهم وتضطرب تصرفاتهم، لا يذكرون أبداً ما حدث لهم أو ما حدث منهم، وذلك بعد أن يتلقوا العلاج الصحيح وتتحسن أحوالهم، فعليكم بالصبر عليه واحتساب الأجر عند الله.

فيا أخي الكريم: أقدموا على علاجه، ولكم إن شاء الله الأجر والمثوبة، ونسأل الله له العافية والشفاء.

www.islamweb.net