الحوار في تربية الأبناء مع وجود الجوال

2011-03-02 09:48:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقكم الله لما تقدمونه للناس من نصح.

ابنتي عمرها (19) عاماً، غير ملتزمة دينيا، ولا تعرف قيمة الوقت، وقد طلبت شراء جوال (البلاك بيري)، فحاولنا إقناعها ولكنها تمسكت بطلبها بشدة، فسمحنا لها بشرائه، ولكني الآن قلقة، وأفكر في أنها قد تدخل مواقع غير صالحة، أو تشترك في مواقع اجتماعية غير محدودة، مع أني آخذه منها فترة الليل، فماذا أفعل حتى أطمئن وأحميها من شرور متوقعة؟

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في حبك لابنتك وقربك منها ومصاحبتها عصمة لها بعد توفيق الله، فأكثري لها من الدعاء، وامنحيها ثقتك، وربيها على الصراحة والوفاء، ولا تظهري لها ما عندك من المخاوف، فإن الخوف الزائد والمتابعة الخاطئة تدفعها للتمرد، وتُفقدها الثقة، وأبناؤنا يخرجون كظننا فيهم، فأسمعيها كلماتك الجميلة، ورسخي في نفسها العقيدة والفضيلة.

وأرجو أن تعلمي أن الفتاة في هذه السن تحتاج للتحاور؛ لأنه سبيل إلى الإقناع، فإذا شعرت أن (البلاك بيري) فيه خطورة عليها، فاجلسي معها جلسة هادئة، وحاوريها وبيني لها المخاطر، ولا مانع بعد ذلك من اتخاذ قرار إداري، لأنها لا تتضرر من آثاره إذا سبقه تحاور.

وأما أسلوب المنع دون تحاور فإنه يدفعها للمكابرة والعناد، ويشعرها بأنها أقل من الأخريات، وأنها مظلومة، ونحو ذلك من المعاني السلبية.

كما أرجو أن تعامليها كصديقة، وتعطيها مساحة من الحرية، وأن تتفهمي طبيعة المرحلة التي تمر بها، فإن فترة المراهقة أصحبت طويلة في هذا الزمان الذي أصبح فيه العالم شاشة واحدة، فتأثر الأبناء بما يحدث في بلاد أهل الغفلة والشقاء.

ولا يخفى على أمثالك أننا بحاجة إلى وضع برامج للمشاهدة، وخطة للاستفادة من وسائل الاتصال مع الحماية من الجوانب السلبية، وحبذا لو جعلنا المشاهدة جماعية، ووضعنا الإنترنت في صالات مكشوفة.

ولست أدري هل هي راضية بأن يكون (البلاك بيري) ليلاً معك؟ وكم تمنينا أن يحصل ذلك عن اقتناع منها، وأن تتفهم مشاعرك ودوافعك من وراء هذا التصرف.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالتربية عليها، فإن فيها العصمة بحول الله وقوته، واعلمي أن دعاء الوالدة أقرب للإجابة فأكثري لها من الدعاء، واسألي الله أن يصلحها وأن يبعد عنها السفهاء والأشقياء، ونشكر لك هذا الاهتمام ومرحباً بكم في موقعكم.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net