الوسائل السلوكية والعلاجية لعلاج التبول اللاإرادي

2011-03-12 08:18:46 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ارتفاع في وظائف الكلى، ومثانة عصبية، وأستخدم قسطرة بولية من نوع النيلتون كل يوم ثلاث أو أربع مرات، وكنت أستخدم دواء (تفرانيل) لظروفي الصحية، لكن هذا الدواء منع من السوق المصري! لا أعرف السبب؟!
حاولت أن أستخدم أدوية أخرى لكن ليست بنفس كفاءة تفرانيل، مثل: يوريبان – تروكسبات، وهكذا.
فهل يوجد دواء بنفس فعالية دواء تفرانيل لمنع التبول اللاإردي عندي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Homes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لم تذكر سبب المثانة العصبية عندك، فكما تعلم أن هناك أسباباً عديدة للمثانة العصبية، هل سببها إصابة في العمود الفقري، أم التهاب في الأعصاب المعصبة للمثانة، أو نتيجة فالج، أو التصلب العصبي المتعدد، أو الإمساك المزمن؟

أو يكون أحياناً مجهول السبب، وقد يعود ذلك إلى فقدان سيطرة الجهاز العصبي على المثانة وآلية التبول، ومن الأسباب الأخرى التي قد تسبب أو تساهم في حدوث الأعراض البولية الالتهابات وانسداد الإحليل بسبب ضيق فيه أو تضخم البروستاتا الحميد وأمراض المثانة وضعف الصمام الخارجي وداء السكري.

ولمعرفة السبب فإنه يتم فحص المريض مع التركيز على الجهاز العصبي والبولي والتناسلي، ويتم فحص بوله المجهري وزرعه ويستعمل التخطيط الإلكتروني على المثانة والصمام لإثبات التشخيص واتباع معالجة خاصة مركزة على سبب توتر المثانة العصبي خصوصاً في حال فشل العلاج الدوائي أو قبل القيام بأية عملية جراحية لعلاجه.

وعلاج المثانة العصبية يكون على عدة محاور:

1- العلاج السلوكي الذي يشمل التقليل من الإفراط في شرب السوائل خصوصاً التي تدر البول ليلاً كالشاي والقهوة مع تدوين اليوميات حول السوائل المشروبة يومياً ونسبة التبول مع حدوث إلحاح أو سلسل بولي.

ويتم تثقيف المريض أو المريضة حول آلية التبول وحدوث تقلصات غير إرادية في المثانة تدفعهم إلى اللجوء إلى إفراغها المتكرر بعد الشعور بالإلحاح ربما لمنع حدوث سلس بولي مفاجئ إذا لم يصلوا إلى الحمام بسرعة.

وينصح المريض بإفراغ مثانته بطريقة منتظمة، أي كل ساعة مثلاً في البداية ومن ثم محاولة تمديد تلك الفترة الزمنية بمعدل زيادة خمس عشرة دقيقة عن الزمن السابق كل أسبوع أو أسبوعين تقريباً باستعمال عدة وسائل منها تحويل انتباهه من الحاجة إلى التبول إلى مهام أخرى كاستعمال الهاتف مثلاً والجلوس على كرسي بعيداً عن الحمام والقيام بإعمال روتينية وإجراء عدة تقلصات للصمام الخارجي حتى تزول الرغبة في التبول فينتظر المريض أو المريضة خمس أو عشر دقائق قبل اللجوء إلى الحمام لتفريغ المثانة.

ويتم تدريب المريض على تمارين تقلصات الصمام الخارجي أو عضلات الحوض ثلاث مرات يومياً والقيام بها بمعدل عشرات المرات في الصباح والظهر والمساء لمدة 6 إلى 10ثوان لكل تقلص بعد التأكيد أنه يدرك تماماً موقع هذا الصمام، وقد يلجأ الطبيب أحياناً إلى إظهار تلك التقلصات باستعمال الجهاز الإلكتروني الموصول إلى الصمام وإلى شاشة تلفزيونية.

2- العلاج الدوائي: مهم جداً لأنه يساعد المريض على ضبط إلحاح وتكرار تبوله إذا ما استعمل لعدة أسابيع أو أشهر وتقبله المريض وثابر عليه.

ثمة عقاقير تستعمل لمعالجة المثانة العصبية أو المفرطة النشاط أهمها المرخيات للعضلات الملساء المثانة، وأهمها:

(أوكسيبيو تيتين) Oxxbutinin (ditropan) و(تولتيرودين) Tolterodine (detrusitol) و(بروبيفيرين) Propiverin التي تكبح تقلصات المثانة غير اللاإرادية التي تسبب أعراض المثانة العصبية.

ونسبة التحسن قد تصل من 60% إلى 75% من تلك الحالات في تخفيف حدة الأعراض البولية، ومنها السلس البولي إذا ما توجد، إلا أن أعراضها الجانبية المزعجة التي قد تحصل بنسبة 15إلى 35% قد تدفع المريض إلى التوقف عند استعمالها.

ومن أهم تلك الأعراض الإحساس بجفاف شديد في الحلق والفم وعدم وضوح النظر والإمساك وخفقان القلب وقلة الدمعان مع جفاف العيون وألم المعدة والصداع والدوام والتعب الجسدي والدوار والنعاس وانتفاخ البطن ونشاف الجلد والحساسية الجلدية وغيرها.

وبسبب تلك الأعراض الجانبية انتجت الشركات المصنعة تلك العقاقير بقالب جديد ذات مفعول طويل المدى وأهمها (ديتروزتيول) Detrusitol xl) xl أو (ديتروبان) Ditropan xl xl التي تعطي نتائج جيدة مع نسبة متدنية من الأعراض الجانبية لا تتعدى 15% تؤخذ مرة في اليوم.

ومن الأدوية أيضاً لصقة جلدية (اوكزيترول) Oxytrol توضع على الجلد مرة كل 3 أيام أي مرتين في الأسبوع مع نجاح مرتفع وأعراض طفيفة.

لذا إن لم تكن قد جربت هذه الأدوية فيمكن أن تناقش الموضوع مع طبيبك المشرف.
وقد يلجأ الطبيب إلى زيادة الجرعة التدريجي حتى تتحسن الحالة دون أن يكون هناك أعراض جانبية مزعجة.

وإذا ما فشلت جميع تلك الوسائل يمكن حقن مادة (البوتوكس) في عضلات المثانة أو زرق مادة (الكبسيكين) أو (رزينيفرا توكسن) في جوف المثانة بواسطة القسطرة مع نتائج جديدة تتعدى 60% من الحالات.

ومن الوسائل الحديثة والتي تستخدم في الحالات المستعصية تكون بالتنبيه العصبي بواسطة جهاز (مولد) كهربائي يوضع تحت الجلد متصل بأسلاك معزولة ومتصلة مع الأعصاب الرئيسية للمثانة التي تنشأ في أسفل النخاع الشوكي العجزي فيستطيع المريض التحكم بالتقلصات غير الإرادية في المثانة بضبطه جهازاً خصوصياً موجوداً خارج الجسم وهي فعالة في أكثر من حوالي 60% من بعض تلك الحالات إذا ما توفرت الشروط الضرورية لاستعمالها.

وإذا ما فشلت جميع الوسائل المذكورة أو إذا لم يتحملها أو رفضها المريض يمكن نادراً وفي الحالات المستعصية يتم اللجوء للجراحة.
والله الموفق.

www.islamweb.net