كيفية علاج مشاكل الذاكرة الناتجة عن تعاطي عقار (الريفوتريل)

2011-03-09 12:30:08 | إسلام ويب

السؤال:
كنت أتعاطى الريفوتريل لمدة طويلة، وقد توقفت عنه، والمشكلة أني نسيت فترات كثيرة من حياتي وتعليمي، فكيف أستعيد ذاكرتي والمواد التي درستها؟

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الريفوتريل عقار ينتمي لمجموعة البنزوديزبينات، وهو من الأدوية المفيدة من الناحية العلاجية، ولكن يُعاب عليه أنه دواء يؤدي إلى الإدمان وإلى التعود، وإحدى تبعات الاستعمال لفترات طويلة تشتت الذاكرة وإضعاف التركيز، ولكن بفضل الله تعالى نستطيع أن نقول أن تشتت التركيز هذا ليس من النوع الدائم، فيمكن أن تحدث عملية ترميم تامة لخلايا الدماغ التي أثر عليها هذا الدواء وذلك بعد التوقف من تناوله.
أنت الحمد لله تعالى قد توقفت عنه، ونهنئك على ذلك، ولا شك أن هذا إنجاز كبير جدّاً، وأود أن أطمئنك أن التوقف في حد ذاته وبمرور الوقت سوف ينتج عنه نتائج إيجابية كبيرة جدّاً، تنتهي إلى تحسن في ذاكرتك، وإليك بعض الخطوات التي أريدك أن تتبعها لكي تُساعدك إن شاء الله في حالتك:
أولاً: يجب أن تمارس الرياضة، أكثر من ممارسة رياضة الجري والمشي؛ فهذه تنشط بعض المواد الكيميائية داخل المخ، وتحسن من مستوى الأكسجين الذي يذهب إلى خلايا الدماغ، مما ينتج عنه -إن شاء الله- تحسن كبير في الذاكرة.

ثانياً: عليك أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة؛ فهذا أيضاً يُساعد في ترميم خلايا الدماغ، ويجب أن تتجنب النوم النهاري؛ لأن النوم الليلي هو النوم الأفضل، وترميم خلايا الدماغ يحدث من خلال النوم الليلي، فكن حريصاً على ذلك أيها الفاضل الكريم.

أرجو أن تقرأ القرآن الكريم بتدبر وتمعن، وهنالك مؤشرات كثيرة تدل على أن قراءة القرآن تحسن من الذاكرة عند الإنسان، قال تعالى: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ))[الكهف:24].

ثالثاً: هنالك عقار يُسمى (نتروبيل) هذا الدواء من الأدوية التي تحسن من مستوى الدورة الدموية داخل الدماغ، وتحسن من إفراز مواد كيميائية معينة تسمى بالمرسلات العصبية، فيتحسن تركيز الإنسان. تناول النتروبيل بجرعة أربعمائة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها أربعمائة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء دواء بسيط جدّاً ولا يحتاج لوصفة طبية، وبالطبع هو ليس إدمانياً.

رابعاً: لا بد أن يكون هنالك جهد كبير من جانبك للاستفادة من الوقت، واستغلاله بصورة صحيحة، وإدارته بصورة جيدة، ولابد أن تخصص وقتاً للدراسة، حاول أن تكرر ما تقرأ، وحاول أن تدرس في فترات الصباح بعد صلاة الفجر مثلاً، فهذا الوقت يكون استيعاب الإنسان فيه جيداً جدّاً، وحاول أيضاً أن تدرس مع مجموعة من الأصدقاء متى ما أُتيحت لك الفرصة، فهذا كله إن شاء الله يُساعدك كثيراً، وأنا –حقيقة- أركز على إدارة الوقت بصورة صحيحة؛ لأنها مفتاح النجاح، وكما ذكرت لك سابقاً الرياضة سوف تكون ذات عائد إيجابي عليك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net