ارتداء الحجاب وتجنب الكلام مع الشباب في الجامعات المختلطة

2011-03-15 10:02:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة محجبة، أفكر في ارتداء النقاب، وحبي كبير للتدين ولله الحمد، ولكني لست من حفظة القرآن، ولست ممن يمتلكون الصفات التي تليق به، فأريد أن أعرف ما يجب أن أكون عليه عندما ألبسه، لأني أشعر أنه يحتاج لالتزام كبير، وأخاف أن لا أكون كفؤا لهذه المسئولية، ويزيد عقابي.

وأريد قبل لبسه أن أشعر أني سأتمكن من الالتزام به، فأرجو منكم إرشادي بهذا الاتجاه، علماً بأن الدراسة في جامعتي مختلطة، ولا أعرف كيف ستكون معاملتي مع الجميع من مدرسين ومدرسات وزملائي وزميلاتي بعد لبسه، فأرشدوني

نسأل الله لكم كل خير لما تبذلونه من جهود لمساعدتنا، وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ النداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدنا ارتداؤك للحجاب، وأفرحتنا رغبتك في لبس النقاب، وأنت أهل لكل الفضائل والمكرمات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات، ويصلح لنا ولكم الأعمال والنيات، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن يلهمك رشدك وأن يحشرك في صحبة رسولنا والصالحين والصالحات.

ولا يخفى عليك أن التعلق بالكمالات والسير على خطى القدوات من أهم ما يرفع الدرجات، ويحقق الأهداف والغايات، وقد ورد أن الإمام أبا حنيفة سمع من يقول: (أبو حنيفة يقوم الليل، فما ترك قيام الليل بعدها)، فإذا ظن الناس بك خيراً فارتفعي لمستوى ظنهم، واسألي الله المغفرة والمزيد من فضله.

وإذا كنت في كلية مختلطة فالنقاب أصوب لك؛ لأن تغطية الوجه تتأكد عند مواجهة الرجال، وننصحك بصحبة الصالحات، والبعد عن أماكن الشهوات والشبهات.

وأرجو أن تعلمي أن الإسلام لا يمنع المرأة من الكلام مع الرجال إذا احتاجت لذلك، ولكنه يضع لذلك شروطا في طريقة الكلام ونوع الكلام ومقدار الكلام، قال تعالى: (( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ))[الأحزاب:32].

ولا يجوز للمرأة أن تتكسر، وتتصنع في الكلام مع الرجال، ولا يجوز أن يكون الكلام منكراً وفاحشاً، مع ضرورة أن لا تطيل الكلام، فإذا كان عشر كلمات كافية، فلماذا تجعلها عشرين كلمة، وقد تكلمت المرأة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع الراشدين ومع الأمراء والعلماء، ولا تزال تتكلم معهم، وقد سمع الله تعالى كلام خولة رضي الله عنها وهي تجادل رسولنا صلى الله عليه وسلم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وأن يلهمك السداد والرشاد، ومرحباً بك في موقعك وسوف نسعد بتواصلك مع موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net