أعاني من المزاج المتقلب ..ما خطورة استعمال أدوية الاكتئاب؟

2011-04-19 09:37:12 | إسلام ويب

السؤال:
الدكتور محمد عبد العليم الفاضل ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أما بعد التحية..

فأريد أن أستشيرك في موضوعين:

الأول:

هو أنني أعاني من المزاج المتقلب, وأنا عن نفسي أكره هذا السلوك في شخصيتي جدا جدا, ولا أستقر على مزاج واحد ونفسيه واحدة, فأنا أتعامل تارة بطريقة جيدة, وتارة أخرى بطريقة عصبية (سعيد ومكتئب, مسرور وغضبان , حاسم ومتردد , جريء وجبان , كريم وبخيل, نشيط و متعب,الخ لا أعرف كيفية موازنة الأمور)
فهل هذا طبيعي؟

و نظرا لهذه المشاعر المتخبطة والمتقلبة أشعر في معظم الأحيان أنني إنسان غير سوي ومزاجي من الطراز الأول ,أحاول في الفترة الأخيرة أن أخفي هذه المزاجية, وأن أتعامل مع المحيط بصورة معتدلة ولكنني أشك في نسبة نجاحي في ذلك
فهل من دواء لكي أكون على حالة نفسية واحدة؟
أم أن الموضوع سلوكي ولا علاقة للدواء به.

الثاني:

هو أنني خلال ثلاث سنوات أو يزيد تناولت العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب, فقد كنت مصابا بحالات من القلق, والخوف, والوساوس, والتوتر, وقلة النوم, وعدم التركيز, والنسيان إلى آخر الأعراض.

و بعدما جربت 90% من أدوية الاكتئاب وجدت أن سيبراليكس( 20 SIPRALEX) و موتيفال(MOTIVAL) (حبة من كل دواء يوميا قبل النوم) قد أراحني بشكل ملحوظ, واستمررت عليه لمدة تسعة أشهر.

والسؤال إلى أي أمد أستطيع تناول الدواء؟

وهل من مدة معينة أم أنني أستطيع تناول هذه الأدوية لمدة طويلة؟

علما أن الدكتور المعالج قد وجه بتخفيف جرعة سيبراليكس من 20 إلى 10 بعد أن رأى تحسنا في الوضع النفسي بشكل عام, وأنا غير مقتنع بذلك

هل من آثار جانبية مضرة لهذه الأدويه على المدى الطويل؟

سمعت أنها تؤثر على الحيوانات المنوية و بالتالي الخصوبة وأيضا في حالة حدوث حمل قد يأتي الجنين مشوها.

فهل هذا صحيح؟؟

علما أنني مقدم على الزواج.

و أخيرا أريد أن أخبرك بأنني لا أشعر بالسعادة, لدي إحساس أن مشاعري غير طبيعية و غير صادقة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر المهندس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تقلب المزاج موجود لدى الكثير من الناس، وهو يتفاوت في حدته وشدته من إنسان إلى آخر، لكن في بعض الأحيان يكون الإنسان حساسًا جدًّا, ولا يخلو من شيء من الوساوس، ولذا قد يكون حكمه على نفسه ليس دقيقًا، وفي مثل هذه الحالة سيكون الأفضل أن يسأل من حوله -خاصة ممن يثق فيهم- إذا كانوا فعلاً قد لاحظوا عليه أي نوع من التقلبات المزاجية أو الانفعالات المتقلبة، هذا هي الوسيلة الأفضل للتشخيص.

وهنالك أيضًا نوع من الاستبيانات التي يمكن أن تساعد الإنسان لتحديد توجهاته النفسية, وكذلك مزاجه وشخصيته، لكن هذه يجب أن تكون مباشرة المختصين.

أخي الفاضل: الذي استنتجته حقيقة أنه ربما يكون لديك تقلب بسيط في المزاج مع بعض الميولات الاكتئابية، لذا استفدت أنت من عقار موتيفال وكذلك سبرالكس، والذي أود أن أنصحك به من ناحية العلاج هو أن تستمر على السبرالكس.

ونصيحة الطبيب أن تخفضه إلى عشرة مليجرام أعتقد أن هذه نصيحة جيدة ومعقولة جدًّا، وأنا من جانبي أفضل في مثل حالتك أن يُضاف عقار آخر يعرف تجاريًا باسم (سوركويل) والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين)، السوركويل بجرعة صغيرة حين يتم تناوله مع السبرالكس يعتبر من أفضل مثبتات ومحسنات المزاج في نفس الوقت، وأعتقد هذا سوف يكون أفضل لك من الموتيفال. هذه هي وجهة نظري فيما يخص العلاج الدوائي.

عشرة مليجرام من السبرالكس يضاف إليه خمسة وعشرين مليجرام من السوركويل، يتم تناولها ليلاً، ويمكنك أن تستمر على هذه الجرعة لمدة عام، هذا أعتقد أنه سوف يكون أمرًا معقولاً جدًّا، بعدها يمكنك أن تتوقف عن السوركويل وتستمر على السبرالكس لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تخفضه إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.
هذا من الناحية العلاجية لمثل حالتك.

تلاحظ أن حوالي خمسين إلى ستين بالمائة من الناس لا يحتاجون لهذه الأدوية مرة أخرى، لكن أربعين إلى خمسين بالمائة من الناس ربما يحتاجون إليها، وفي مثل هذه الحالة نقول لهم استمروا على هذه الأدوية, وهي أدوية سليمة وممتازة، وحتى إن تناولها الإنسان لفترات طويلة إن شاء الله تعالى لن يحدث لهم أي ضرر.

فيا أخي الكريم: إن حدث أنك كنت من المجموعة التي تتطلب وتحتاج للدواء لمدة طويلة فلا تنزعج أبدًا، وما ذُكر حول تأثير هذا الدواء على الحيوانات المنوية، هذا الكلام ليس صحيحًا أبدًا. الذي يحدث أن السبرالكس ربما يؤخر القذف بسيطًا لدى بعض الرجال، لكنه لا يؤثر على عدد أو حجم أو شكل الحيوانات المنوية، كما أنه ليس له أي آثار سلبية على هرمون الذكورة.

فيا أخي الكريم أرجو أن تطمئن تمامًا أنه لا يوجد أي تشويه على الأجنة أو الحيوانات المنوية أو التأثير على الإنجاب.

أسأل الله تعالى أن يهيئ لك الزواج في وقت قريب وأن تسعد به إن شاء الله تعالى.

أريدك أيضًا أن تجتهد في الأمور السلوكية، كأن تكون إيجابيًا في تفكيرك، دائمًا الفكرة الإيجابية تجعل مشاعر الإنسان إيجابية، والمشاعر الإيجابية تؤدي إلى الأفعال الإيجابية، وهكذا.

ويا أخي الكريم السعادة هي أمر نسبي لا يستطيع الإنسان أن يحددها بدقة أو يقيسها، لكن الإنسان حين يشعر بالرضا، أن يكون في معية الله، وأن يكون متفائلاً ومجتهدًا في حياته أعتقد أن ذلك هو السعادة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net