أشعر بتوتر ولا أستطيع الذهاب للأماكن العامة بمفردي

2011-05-03 09:50:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

أنا لا أستطيع أن أذهب للأماكن الخاصة بمفردي، لا أعرف إن كان السبب في كوني أريد أن أكون الأفضل وحينما أجد الكثير أفضل مني يصيبني انتكاس، أو أنني لا أستطيع التأقلم مع الجماعة، أو أنني أخشى الوقوع في مأزق، يجب أن اصطحب أحداً عند ذهابي لأي مكان لأنني لن أستطيع التصرف بمفردي عندما أتعرض لمواقف طارئة أو صعبة، وأُصاب بالحرارة والصداع حينما لا أستطيع أن أتأقلم بسهولة، وحينما لا أفعل كل ما أريد لأن هناك عراقيل لا أستطيع استضاحتها.

على سبيل المثال اليوم كنا سنذهب لقافلة خيرية، كنت متحمسة جدا، ونسقت مع صديقتي بالذهاب، ثم اعتذرت قبل الذهاب بنصف ساعة، فأصابني ذلك بالاسترخاء الجسدي وبالتوتر الذهني وبحرارة في القلب ولم أذهب للقافلة، لم أستطع الذهاب، هذا الأمر يُعرقل لي الكثير من حياتي، فحتى الآن لم أذهب للمدرسة لأسلم على أساتذتي، ولا أتصل بأقربائي إلا نادراً ، ولا أدخل أغلب المحال بمفردي، ولا أستطيع الذهاب لطبيب الأسنان بمفردي، بالرغم من أنني أستطيع فعل تلك الأشياء بمفردي إن طلب مني ذلك شخص عزيز جدا علي.

حينما أكون في جماعة من أصدقائي أكون لطيفة واجتماعية ومتكلمة، وحينما أكون منفردة في مكان عام كذلك أكون لطيفة وأستطيع التصرف بمفردي، ولكن حينما أكون في جماعة جديدة أو مكان خاص أتوتر خاصة إن كان هذا المكان راقياً، ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
هذه الحالة حالة معلومة ومعروفة وتسمى برهاب الساحة أو رهاب الساح، وهو نوع من المخاوف التي تحدث للإنسان إذا كان بمفرده في أماكن مزدحمة أو مغلقة أو حتى في بعض المواقف العادية جداً يحس الإنسان بالخوف وعدم الأمان إذا لم يكن برفقة شخص آخر، هذا نوع من القلق النفسي الذي يؤدي إلى هذه المخاوف.

العلاج أيتها الفاضلة الكريمة -إن شاء الله سهل جداً لكن يتطلب منك الالتزام والتطبيق:

أولاً: أريدك أن تتفهمي أن هذه الحالة لا تدل على أنك ضعيفة الشخصية أو ضعيفة الإيمان أو ليس لديك الشجاعة والإقدام المطلوب، والأمر لا يتعلق بالشجاعة أبداً.

ثانياً: من المهم جداً أن تحقر فكرة الخوف، وأن لا تقومي بمقارنات مع الآخرين ... قولي لنفسك الناس تذهب لوحدها والناس تسافر لوحدها، رواد الفضاء هؤلاء الذين يركبون في المركبات الفضائية ويكونون ما بين السماء والأرض، تأملي هذه المواقف، إذا ركزتي على مثل هذه المفاهيم هذا أمر جيد.

ثالثاً: لابد أن تقدمي على الخروج لوحدك يمكن أن يكون هذا لمسافات قصيرة، وأنت الآن تستطيعي لتذهبي إلى الجامعة لوحدك أتصور ذلك، فلماذا لا تذهبي مثلاً إلى أمكان أخرى؟ إذاً الأمر كله يتعلق بالمفاهيم السلبية التي سيطرة على مشاعرك وجعلتك لا تجربين الإقدام على أن تكوني لوحدك وهذا مهم جداً.
هنالك تمارين سلوكية نسيمها التعرف في الخيال، وهو أن يسعى الإنسان وأن يعرض نفسه لمصدر خوفه أو وساوسه في الخيال، تصوري أنت في أحد المحالات الكبيرة جداً وكنت لوحدك، تصوري أنك قد طلب منك أن تقدمي محاضرة لجمع من النساء ولم يكن معك أحد وأنت مضطرة أن تذهبي لوحدك لأن الجميع في انتظارك، عيشي مثل هذه الأفكار، وحقيقة أنا تأسفت جداً إنك تخلفت من القافلة لأن مثل هذه النشاطات الاجتماعية الخيرية فيها خير كثير وتجعل الإنسان يحس بالرضا وهي من أفضل طرق علاج المخاوف، فأرجو أن لا تفوتي مثل هذه الفرصة أبداً وإذا كانت هنالك أي نشاطات جامعية ثقافية أو خيرية أو دينية يجب أن تنخرطي فيها فهذا إن شاء الله فيه خير كثير لك.

الجزء الأخير في العلاج هو أنني سوف أصف أحد الأدوية المضادة للمخاوف، والدواء متوفر في مصر واسمه العلمي هو سيرترالين Sertraline وإسمه التجاري مودبكس وابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة أي (25) مليجرام ليلاً بعد الأكل، واستمري على هذه الجرعة لمدة عشر أيام وبعد ذلك اجعليه حبة كاملة أي (50) مليجرام ليلاً بعد الأكل واستمري عليها لمدة ستة أشهر ثم خفضيها إلى (25) مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين وبعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء سليم جداً وفعال وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، والجرعة التي وصفنها لك هي جرعة صغيرة لأن هذه الدواء يمكن تناوله حتى أربعة حبات في اليوم، فأرجو أن تطمئني وحقيقة إن شاء الله بتطبيقك للإرشادات السابقة وتناول الدواء سوف تتحسن أمورك.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء أيضا أريدك أن تتدربي عليها يمكنك أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، سوف تجدي فيها إن شاء الله فائدة كبيرة جداً لأنها تساعد الإنسان على إزالة القلق والاسترخاء وتحسن المزاج والتركيز.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net