مشكلتي عدم التركيز وشعور باليأس وأجهل هدفي في الحياة

2011-05-11 07:54:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لدي مشكلة وأرغب في وجود الحل لها، لأني أعاني منها كثيرا.
لدي عدم تركيز بطريقة لا توصف، ولا أستطيع الحفظ فأنا طالبة جامعية لا أحفظ أبدا، وأكرر الجملة عشرين مرة، ولا أحفظ أبدا، ولا أعرف ما السبب؟ وكيف العلاج؟

ثانيا: أعاني من عدم التركيز، فأنا أحيانا كثيرة لا أعرف ماذا بي؟ أحس كأنني متناولة حبوب هروين والعياذ بالله، أحس أنني بجسدي في الدنيا وليس بعقلي، وأنا تائهة في المحاضرات وفي العالم، أفتقد للهدف أحيانا، وأفتقد إلى سبب بقائي في الحياة، حتى كثيرا أفكر في الانتحار والعياذ بالله، ولا أعرف ماذا أفعل، أفتقد سبب وجودي في الحياة، وما هدفي هنا؟ والحقيقة لأنني كل ما وضعت هدف أمامي لا يتحقق أبدا، وقلبي يؤلمني كثيرا عندما لا يتحقق، فمثلا أود أن أحصل على علامات عالية في الدراسة، وأجتهد كثيرا والله على ما أقول شهيد، ولكن لا أعرف تأتي معدلاتي متدنية جدا، ويلبسني اليـأس، أيضا عندما أفرح بالأشياء سبحان الله يحصل شيء وتتلف أو تتعطل هذه الأشياء، فمثلا إذا أحببت شخص ما إما أن يسافر أو يموت أو يحصل شيء .

أحببت مجال دراستي، معدلي ينقص، أموري تتدهور، حتى أصبحت أوقن أنني إذا فرحت بشيء لابد وأن أحزن عليه بعد فترة.

والحقيقة لا أعرف هل هو نصيبي؟ أم حظي؟ أم حياتي؟ حقيقة لا أعرف.
أنا آسفة لكثرة أسئلتي ورسائلي، ولكن والله علي ما أقول شهيد أني وجدت نفسي في هذا الموقع، حيث أستطيع أن أتكلم وأخرج كل ما في داخلي لكم، وأرى الردود الجميلة الرائعة التي ترشدني وترسم لي طريقي إلى النجاح، وإلي بناء شخصية متزنة، فكلي أسف إذا أزعجتكم.

ولكم خالص شكري واحترامي...

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دموع الورد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن نقدر درجة معاناتك، ونقول لك أن الحياة يجب أن يعيشها الإنسان بأمل ورجاء. مشكلتك هي بسيطة في حقيقة الأمر، لكن كبرت لديك وتضخمت وتجسمت لأن التفكير السلبي وغير الإيجابي والتشاؤمي أصبح هو الذي يسيطر عليك، وهذا جعلك تنظرين لكل الأمور بتطير وتشاؤم. هذا النمط من التفكير هو مشكلتك الأساسية.

الإنسان قد يصاب بالإحباط وقد يصاب بعسر المزاج والكدر وحتى الاكتئاب النفسي. هذا في معظمه يكون ليس ناتجًا من اضطراب في مزاج الإنسان نفسه، لكن يكون الاضطراب أصلاً في الأفكار، تكون الأفكار تشاؤمية، تكون الأفكار دائمًا تذكر الإنسان بما هو سيئ، ولا تذكره بمصادر قوته والأشياء الجميلة في حياته.

فحتى تخرجي من هذا الوضع النفسي لابد أن تتدارسي أفكارك بصورة جيدة، وحاولي أن تحلليها بصورة منطقية، وسوف تجدي أن الأمور التي تعرضت لها أو تشغلك وتجعلك تفكرين بصورة غير إيجابية ليست أمورًا كبيرة في واقع الأمر، وشيء من التأمل وبشيء من التذكر سوف تجدي أنه توجد أشياء جميلة كثيرة في حياتك، لكن أنت لم تنتبهي لها، وهذا جعل الفكر السلبي يضعف من تركيزك، يجعلك تحسين بالقلق، بالإحباط، وحتى ما ذكرته من تفكير في الانتحار، لكن الحمد لله أنت قرنت ذلك بجملة العياذ بالله، ما هو إلا نتيجة للتفكير السلبي، فأنا أقول لك الحياة طيبة الحياة جميلة، هنالك أشياء جيدة في حياتك لابد أن تلاحظيها، ولابد أن تحاولي تطويرها وتنميتها، هذه هي الطريقة الوحيدة التي تغير من أفكار الناس السلبية، ونعرف تمامًا أن الله تعالى من رحمته بنا قد استودع فينا طاقات إيجابية كثيرة جدًّا وقوة كامنة في داخل أنفسنا، هذه القوة المختبئة ضروري جدًّا أن نستفيد منها وأن نستعملها لأنها هي التي تحسن دافعيتنا، هذا في المقام الأول.

المقام الثاني: الفكر الاكتئابي يعالج أيضًا بتناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، والحمد لله هي كثيرة جدًّا، وأنا أحس أن ضعف التركيز لديك والإحباط ناتج من هذا الاكتئاب البسيط، لذا هنالك أدوية طيبة مثل عقار بروزاك والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) سيكون من المفضل أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناوليه بعد الأكل، استمري عليه لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن تناوله. هو علاج سليم و علاج فاعل جدًّا، وأثره الإيجابي سوف يظهر بعد أربعة أسابيع من بداية استعمال الدواء.

هنالك أيضًا أمر مهم لتحسين التركيز وإزالة القلق، وهو أن توزعي وقتك بصورة جيدة، توزيع الوقت مهم جدًّا للإنسان ليركز ويدرس وينجح، لابد أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، هذا مهم جدًّا، ممارسة الرياضة أيضًا من المتطلبات الضرورية جدًّا، الترفيه عن النفس بما هو طيب ومشروع أيضًا مطلوب. القراءة غير الأكاديمية، القراءة خارج نطاق الدراسة يعتبر أمرًا مهمًا، ولابد للإنسان أيضًا أن يخصص وقتًا للعبادة، وكذلك يخصص وقت لدراسته. هذا هو المنهج الصحيح.
وهنالك أوقات يستطيع الإنسان أن يكون تركيزه فيها أفضل بكثير، مثلاً الوقت بعد صلاة الفجر، فالإنسان حين يستيقظ من النوم وبعد عمليات الترميم التي تحدث في الدماغ يحس أن مستوى استيعابه جيد جدًّا، فهذه الأوقات يمكنك أن تتحينيها للدراسة والحفظ.

الدراسة مع مجموعة من زميلاتك أيضًا ستكون حافزًا جيدًا لك. أن توفقي ما بين المواد، هنالك مواد تكون مرغوبة للإنسان، هذه تعطيها الأوقات التي تحسين فيها بعدم الرغبة في الدراسة، والمواد التي تحبينها أعطيها الأوقات التي ربما يكون هنالك عوامل تؤدي إلى قلة التركيز.

أنا ذكرت لك ممارسة الرياضة، وأرجو أن أؤكد لك مرة أخرى أنها تحسن التركيز جدًّا. قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن أيضًا تحسن التركيز.

أرجو أن تتبعي هذه الإرشادات وأن تتناولي الدواء الذي وصفناه لك، وتوزعي وقتك بصورة جيدة، وأن تتأملي في الأحوال والأمور الإيجابية لديك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

والله الموفق

www.islamweb.net