الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمن خلال الوصف والسرد الدقيق الذي تميزت به رسالتك أقول لك وبكل تأكيد أن حالتك هي حالة نفسية، ولا علاقة لها بالأمراض العضوية، بالرغم من أنه ذُكر لك في فترة الصغر أن لديك تعبا بسيطا في القلب، تعب القلب يكون مستمرًا, ولا يصل لهذه الصورة المتقطعة.
الحالة التي تعانين منها نفسية مائة بالمائة، وتسمى بنوبات الهلع أو نوبات الهرع، وهو شعور مفاجئ بالضيق, والتوتر, والقلق الداخلي، ويكون مصحوبًا بمخاوف أهمها: الخوف من الموت، وبعد أن تنتهي هذه النوبة قد تأتي للإنسان وساوس ذات طابع قلقي أيضًا، وقد تستمر معه لفترات طويلة، وكل هذا يؤدي إلى توترات, وعدم طمأنينة حول الصحة, والسلامة الذاتية، وهذا كله ينشأ منه درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي,هذا هو الذي بك، أي نوبات قلق حادة تسمى بنوبات هرع أدت إلى وساوس بسيطة، وكذلك اكتئاب نفسي بسيط.
لا تنزعجي لهذه المسميات, فهذه كلها تعني شيئا واحدا وهو حالة القلق المتقطع الذي يأتيك.
معرفة التشخيص أساسية كما تفضلت، وذلك انطلاقًا من أن الإنسان إذا عرف ما هي مشكلته؟ وما هي طبيعتها؟ وما به؟ هذا في حد ذاته يشكل جزءا كبيرا جدًّا من العلاج.
هذا النوع من النوبات القلقية الحادة, والتي تتميز بوجود الوساوس والمخاوف، يعالج عن طريق علاج دوائي ممتاز جدًّا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) وهو من الأدوية السليمة, والمعروفة وشائع الاستعمال لعلاج مثل هذه الحالات.
جرعة البداية هي أن تبدئي بعشرة مليجرام، تناوليها يوميًا، يمكن أن تتناولي الدواء في فترة النهار، لكن إذا سبب لك أي نوع من النعاس أو الاسترخاء الزائد فيكون تناوله ليلاً بعد الأكل, استمري على جرعة العشرة مليجراما لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعيها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - واستمري عليها لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء بالكلية, هذا هو العلاج الدوائي، وهو علاج ممتاز وفعال, وسوف يفيدك كثيرًا، وعليك أن تصبري على تناوله، لأن فائدته العلاجية لا تظهر إلا بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج.
الجوانب العلاجية الأخرى هي أن تتجاهلي هذا القلق، أن تحقري الأفكار الوسواسية، أن تناقشي نفسك، أن تدخلي على نفسك أفكارا جديدة مخالفة لفكر المخاوف والوساوس، وأن تغيري نمط حياتك، وذلك من خلال الاستفادة من وقتك، فلا بد أن تكون لك أنشطة داخل المنزل، وانضمامك لمركز ثقافي, أو أحد مراكز تحفيظ القرآن سوف يفيدك كثيرًا، لأن التفاعل الاجتماعي من الأشياء الضرورية جدًّا للقضاء على القلق والتوتر.
ثالثًا: عليك تطبيق تمارين الاسترخاء؛ حيث إن هذه التمارين مفيدة جدًّا في علاج قلق المخاوف والوساوس، ولتعلم هذه التمارين يمكنك أن تتحصلي على CD أو كتيب أو شريط من أحد المكتبات الكبرى، أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
الخوف من الموت هو جزء من نوبات الهلع ونوبات الهرع، وإن شاء الله تعالى بتناول الدواء الذي ذكرناه, والتطبيقات السلوكية سوف تجدين أن هذا الخوف قد أصبح خوفًا طبيعيًا؛ لأن الموت في الأصل لابد أن يخاف الإنسان منه، وذلك حافز أساسي لأن يستعد الإنسان لآخرته.
أريدك أن تكون لك نظرة إيجابية حول أسرتك، وحاولي أن تتقبلي أهلك كما هم، لا كما تريدين أن يكونوا، قبولك لهم كما هم يساعدك على عدم التوتر والقلق، وفي نفس الوقت يحسن من علاقاتك بهم، ويتيح لك الفرصة من أجل المساهمة في تطوير الحياة الأسرية, وتنقيتها من الشوائب.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، وإن شاء الله تعالى سيكون المستقبل مشرقًا بالنسبة لك.
كما ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ) ففيها مزيد فائدة.
وبالله التوفيق.