وساوس الطلاق... وكيفية التخلص منها

2011-06-30 13:03:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: وقبل كل شيء أهنئكم على ما تنالونه من الأجر بإذن الله بسبب جهودكم في خدمة الإسلام والمسلمين.

ثانيا: أنا في حاجتكم والله العظيم، وفي حاجة أن تقوموا بقراءة هذه الرسالة كاملة، وتجيبوا على كل الاستفسارات فيها، وكلها تدور حول موضوع واحد، فأرجوكم أرجوكم وأسألكم بالله فو الله إني في حاجتكم بعد حاجتي لله.

أنا شخص ابتليت بكثرة التفكير في: ( هل وقع مني شيء أم لا ) وذلك بموضوع الطلاق -والعياذ بالله- وتفكيري في هذا الموضوع أغلب ساعات يومي، وكان ذلك بعد كتابة العقد بشهرين تقريبا، والآن أعاني منه منذ 3 أشهر، وموعد زواجي بعد 3 أسابيع، والآن إضافة إلى هذا الموضوع أتاني الشك، وكثرة التفكير في موضوع الشرك، والكفر، والعياذ بالله.

والله إن التفكير أنهكني وأريد على الأقل ساعتين فقط لكي لا تنتابني أمور الشك، ولا أستطيع تخيل ساعتين باليوم لا أكملهما بدون شك! وبدون تفكير ووسوسة شديدة.

المهم وما أريده هو أني ذهبت لمعالج نفسي وهو بروفيسور، وقال: لي أنت مريض بالوسواس القهري، ولكن ما يدور بذهني الآن هو التالي: عندما عرضت حالتي على الدكتور قلت له أنا مصاب بالوسواس القهري، وهذا الأمر هو ما شككني؛ لأن هناك صوتا برأسي يقول لي ربما أنت لست مصابا بالوسواس القهري، والدكتور قال: أنت مصاب بسبب قولك: أنت له أنك مصاب ... فكيف أقنع نفسي؟ هذا سؤالي الأول.

أما سؤالي الثاني: منذ متى أستطيع أن أحدد بداية دخولي عالم الوسواس القهري بالطلاق؟ هل منذ أول شك أصابني أم متى؟ فكل ما أقرأ فتوى تريحني أو أسمعها وارتاح من جانب يأتيني الشك من جانب آخر، فهل هذا الموجود برأسي (حالف إنه ما يجعلني ارتاح ؟) تعبت والله، ويا دكتور صدقني أن حياتي أصبحت كلها تفكير في تفكير، شك في شك، وسوسة في وسوسة.

عندما أقرأ فتاوى عن مريض الوسواس القهري، وارتاح يأتي الي هذا التفكير، ويقول: ( طيب يمكن أنت غير مصاب بالوسواس القهري؟) آه أرهقني التفكير، ولكن الحمد لله على كل حال .. ابتلاء يكفر الله به الذنوب.

وهناك أمر أخير: كل ما أغضب من أي أمر أو عندما أكون متضايقا بشدة تأتيني الوسوسة.. لماذا؟
وكل ما أعمل معصية تأتيني الوسوسة خلالها وبعدها بشدة، ويأتيني صوت برأسي يقول الآن الله سيعاقبك ويجعلك تنطق بتلك الكلمة آه، والله لست أنا من يقول هذا الكلام، وليس من نفسي، والله العظيم تعبت والله، وأنا أرد عليه بقول: ( أنا محسن الظن بالله، وأنت أنقلع من رأسي، هيا انقلع ... وهكذا ).

يا دكتور: والله أني بكيت حتى داخل فصلي مطأطأ الرأس كي لا يشاهدني طلابي، وبكيت بالشارع، وأثناء لعبي الكرة، وفي البيت، وفي السيارة، فما هو تصنيف حالتي؟ وكم درجة قوتها سألتك بالله؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم 
الأخ الفاضل/ خالد      حفظه الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، 

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأشكرك أخي على رسالتك الواضحة والمفصلة، وهي إن شاء الله وجدت كل الاهتمام من جانبنا.

أولاً: ما ذكرته حول الطلاق، والأمور المتعلقة بالعقيدة هي وساوس قهرية لا شك في ذلك، وهي وساوس شائعة جداً، والمشكلة الأساسية التي لديك هي أنك تحاول أن تحاور هذا الوساوس، وتحاول أن تناقشها وتحاول أن ترد عليها.

وبالنسبة لما يعرف بالوساوس الفكرية نحن لا ننصح أبداً بالرد عليها، ومناقشتها، ومحاولة إقناع الذات بأنها ليست صحيحة.

والوساوس القهرية من هذا النوع حين تناقشها تتولد منه وساوس أخرى، وهكذا تستمر في حوار يفيض منه وساوس جديدة تكون أكثر شدة، لذا خير طريقة لعلاج هذه الوساوس هي تحقيرها دون نقاشها، ودون إخضاعها للمنطق، قل لهذه الوساوس: (أنت وساوس حقيرة أنت تافهة، قفي، قفي، قفي ) وهكذا ... وهذه هي المخاطبات السليمة لهذا النوع من الوساوس .

ثانياً: ادخل في علاجات جدية، ومنها العلاج السلوكية التنفيرية، اربط الوسواس القهرية بشيء مقزز، مثل إيقاع الألم على النفس، وفكر في هذا الوسواس، وفي نفس الوقت قم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بألم شديد، هذا التمرين يكرر عشر إلى خمسة عشر مرة متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

وهناك روابط منفرة أخرى مثل أن تربط الوساوس مع حادث فظيع وبشع مثلاً، أن تشم رائحة كريهة في نفس الوقت تخيل هذه الوساوس وضعها في إناء زجاجي ثم قمت بوضعه على الأرض والدوس عليه برجلك وتحطيمه، وتحقيره، وهذه هي الطرق التي يوجه بها هذا النوع من الوساوس، وهذا النوع من الوساوس يحتاج إلى علاج دوائي وعلاج دوائي مكثف والاستجابة رائعة جداً.

بالنسبة للوساوس حول الطلاق لاشك أنها بدأت معك منذ اللحظة الأولى، ويظهر أنه لديك قابلية واستعداد للوساوس، وكان عقد القرآن هو المحفز لهذه الوساوس فالأمر في غاية البساطة.

ولتعلم أن صاحب الوساوس معذور تماماً، والعلماء الأفاضل أفتوا أن هذه الأفكار التي تأتي حول الطلاق لا أساس لها، ولا يقع الطلاق بها إلا إذا كتب وثيقة أو ورقة الطلاق.

فيا أخي الكريم: حقّر هذا الأمر، وتجاهله تماماً، ولا بد أن تبدأ في العلاج الدوائي، ولا تحرم نفسك من هذه النعمة العظيمة مهما حاولت أن تدفعها، ومهما جاهدت نفسك في هذا السياق، هذا سوف يساعدك، لكن لن يريحك تماماً إذا لم تتناول الدواء، ويجب أن تتناول الدواء بجرعة مكثفة وصحيحة، ويكون هنالك التزام قاطع بالمدة الزمنية.

(البروزاك، والفافرين) هي الأدوية الممتازة والأدوية الفعالة والمفيدة، ولو تواصلت مع أي طبيب مثل طبيبك النفسي السابق، أو غيره سوف يقوم بوصف أحد هذه الأدوية لك.

والصوت الذي تسمعه هو حديث النفس وليس صوتاً حقيقياً، وهو جزء من الوساوس القهري والعلاج الدوائي سوف يقضي على ذلك تماماً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net