أشعر بحالة حزن رهيبة وأصبح عصيبة وأغير من كل شيء، ماذا أفعل؟

2011-07-14 11:18:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعلم لماذا تأتيني حالة حزن رهيبة مع بكاء، وأمتنع عن الأكل ولا أستطيع البلع أبدا، هل هذا نتيجة الزعل؟

أو أنه لمجرد تفكير يحتمل الصواب أو الخطأ؟ أفكر وأنشغل بمواضيع تحزنني، وممكن تكون خاطئة، ولا يوجد شيء صحيح مما أفكر به.

الصراحة لم أعد أفهم نفسي، يعني صديقتي -إن شاء الله- ستخطب قريبا وهي صديقتي وأختي ربنا يبارك لها لأنني بنت وحيدة مع أولاد، منذ أن عرفت وأنا أبكي وزعلانة، حتى حاولت أن لا أشعرها بذلك وأن أبدو فرحانة لها، على الرغم إنها حاجة كبيرة بالنسبة لي، حتى نسيت أقول لها ألف مبروك، لم أستطع أن أتكلم حتى لأنني شعرت أنني سأبتعد عنها، وأشعر أنني سأضيع، كل من هم حولي اشتكوا غيرتي الزائدة عن اللزوم، أتمنى أن أقدر التحكم في غيرتي لأنني تعبانة جدا.

حتى على أخوتي، أخي الأكبر عاقدا قرانه، وأنا لا أعلم لماذا أغير بهذا الشكل؟

أشعر أن غيرتي فاقت كل الحدود، وأنا معترفة بذلك وأريد الحل؟

وعندي مشكلة وهو أنني عصبية، يعني لو زعلانة من أحد أتهاوش مع أي حد حتى لو لم يكن له دخل في الموضوع، لا أعلم ما الذي يحل بي، أريد أن أتغير.

معظم من هم حولي يحبونني، لكن هذا فقط مع الذين يعرفونني جيدا، لأنني لو قابلت أحد غريب تصبح عندي تكشيرة بالرغم من أنني أضحك وأمزح لدرجة أن من حولي يقولون عني سخيفة، وعندما أكون جادة يقولون عني معقدة، أنا بصراحة لا أعلم ماذا أفعل؟

داخلي كلام كثير أتمنى البوح به، لكنني أشعر أن العبارات متداخلة والكلام غير مرتب، وآسفة على الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

فأنت لديك نمط في شخصيتك يوضح أن شخصيتك حساسة ولديك درجة عالية من القلق، وهذا القلق يتأتى في شكل نوبات نفسية مفاجئة مثل نوبات الكدر والحزن، وحدوث انقباضات عضلية شديدة تؤدي إلى عدم القدرة على الأكل، ويحدث لك عدم استقرار نفسي كثير، ومن شدة حساسيتك ودرجة القلق التي لديك بدأ الغيرة تدب إلى نفسك، وهذا واضح من رسالتك.

أنا أقول لك أن الحالة بسيطة، لكنها تتطلب منك الاجتهاد في العلاج، والعلاج يتمثل في:

أولاً: يجب أن تعبري عن نفسك، لا تكوني كتومة، أنت حساسة جدًّا والكتمان وعدم التفريغ النفسي يؤدي إلى نوعية الأعراض التي تذكرتها، والتفريغ النفسي يكون من خلال محاورة الآخرين في حدود الذوق والأدب، وتفريغ الأمور التي لا ترضيك أيضًا مهم، والإنسان قد يضطر أن يحاور نفسه ويخاطب نفسه، وأنت في حاجة إلى ذلك، مثلاً قولي لنفسك (ما الذي يجعلني أغير من صديقتي؟ هذا أمر عظيم بالنسبة لها، يجب أن أتمنى لها السعادة والتوفيق، وهكذا بالنسبة لأخي، أنا أخاف أن هذه الغيرة تتحول إلى حسد وأعوذ بالله من الحسد) وتتذكري قبح الحسد.

إذن التفريغ النفسي الداخلي من خلال حوار الذات يساعدك كثيرًا.

ثانيًا: من الضروري جدًّا أن تكون لك أنشطة مختلفة، فأنت الآن لا تعملي ولا تدرسي، وفي مثل هذا العمر لديك طاقات كثيرة، هذه الطاقات الآن تُركت لتتوجه نحو الغيرة ونحو القلق ونحو التوتر، لا أبدًا، يجب أن تديري وقتك بصورة جيدة، عليك بالقراءة، الاطلاع لما هو جيد، مشاهدة البرامج المفيدة في التلفزيون، المواضيع الجادة والممتازة، الذهاب إلى أماكن تحفيظ القرآن والانضمام إلى أحد الحلق النسوية، الانخراط في عمل الخير، زيارة الأرحام والأهل، والمساعدة في البيت بصورة فعالة.

هنالك أمور كثيرة جدًّا يمكنك أن تقومي بها، وهذه بلا شك أنها سوف توجه طاقاتك التوجه الصحيح.

ثالثًا: أنصحك بممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، الرياضة هي العلاج، المطلوب والمرغوب للعصبية والتوتر والاحتقانات النفسية الداخلية. فإذن اسعي لممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة -كما ذكرت لك-.

رابعًا: اجعلي دائمًا رفقتك من الصالحات، حيث تجدين المساندة والإيثار، وحسن الخلق، هذا كله يجعل الإنسان يتطبع ويبني أفكار ومشاعر جديدة يأخذها من النماذج التي حوله.

خامسًا: أود أن أنصح لك بعلاج دوائي بسيط يزيل عنك هذه التوترات وهذه الاحتقانات النفسية. الدواء يعرف تجاريًا في مصر باسم (مودابكس) واسمه العلمي هو (سيرترالين) جرعته بسيطة جدًّا في حالتك، ابدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تناوليها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرين يومًا ارفعيها إلى حبة كاملة، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: لا بد أن تحافظي على صلواتك في وقتها، مع الدعاء والذكر وتلاوة القرآن، وسلي الله تعالى أن ينقي نفسك وقلبك من كل غيرة أو حسد أو حقد، وسلي الله تعالى لك التوفيق ولغيرك من الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net