الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ففي مثل عمرك الإنسان قد تتقاذفه الكثير من الأفكار فيها ما هو إيجابي وما هو سلبي وما هو خيالي وما هو واقعي وما هو افتراضي, هذه المرحلة هي مرحلة القلق النفسي والتغيرات الهرمونية والفسيولوجية، وقد يجد الإنسان صعوبة في التواؤم والتكيف مع واقعه، ومن الطبيعي جدًّا أن تكون هنالك أفكار وسواسية تدور حول الذات وحول العالم الذي حولنا، فهذه مرحلة فيها شيء من المتغيرات الطبيعية في حياة الناس,
لكني أريدك أن تستدركي أن أخذ التشاؤم كمنهج في الحياة هذا خطأ كبير جدًّا، والإنسان حتى يتغلب على هذا الشعور يجب أن يتذكر إيجابياته، فأنت -الحمد لله تعالى- في مقتبل العمر، أسرتك أسرة كريمة، أنت في أمة الإسلام، المستقبل الآن للشباب، فلماذا لا تفكري من خلال هذا النسق الذي سوف يفيدك كثيرًا.
أما بالنسبة للأنانية وكراهية الآخرين، هذه نتغلب عليها من خلال:
الاستغفار، تذكر الموت، والانخراط في الأعمال الخيرية، أعمال البر والإحسان فالذي ينخرط فيها ويجتهد فيها يجد أن نفسه قد تروضت, وأن مفاهيم جديدة قد تكونت لديه، وأن شوائب النفس أصبحت تتطهر، الأنانية تستبدل بالإيثار، والغضب يُستبدل بالعطف والمودة، وهكذا.
فأنا أنصحك حقيقة أن تنخرطي في أي نوع من العمل التطوعي الاجتماعي المفيد, أيضًا الانخراط في الأنشطة الثقافية يفيد الإنسان كثيرًا, الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، هذه تجعلك تعيشين في بيئة مسالمة مطمئنة طيبة، تجدين -إن شاء الله- فيها القدوة الحسنة والتأس بالآخرين، هذا مهم جدًّا، خاصة في مثل عمرك.
هذه الأمور التي أقولها لك هي علاجات وعلاجات مهمة جدًّا، أرجو أن لا تقللي من شأنها أبدًا.
إدارة الوقت هي الطريق التي من خلالها تحسّين بالرضا عن نفسك، وإدارة الوقت يجب أن يشمل وقتًا للدراسة، وقتًا للرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وقتًا للأعمال المنزلية، الاطلاع الثقافي، صلة الأرحام، وكما ذكرنا لك العمل الخيري.
الأداء المرتب والمنظم والفعال والذي لا يمكن أن نصل إليه إلا إذا أدرنا أوقاتنا بصورة صحيحة يجعل الإنسان يحس بالرضا والسعادة، وحين يحسب الإنسان إنجازاته التي قام بها سوف يجد أن كفة الإيجابيات سوف تكون هي الراجحة، وكفة السلبيات سوف تكون هي الأقل، وهذا يعطي الشعور بالرضا، والشعور بالرضا يطهر النفس تمامًا من شوائبها ويبدل المشاعر إلى مشاعر إيجابية.
أقول لك أمرا مهما جدًّا: الاهتمام بالمال لا بأس به، لكن ليس كل شيء، والإنسان لا يبقى له شيء إلا العلم والدين فهي أفضل الأسلحة التي يتزود بها الإنسان خاصة الشباب.
فأيتها الفاضلة الكريمة: فيك أمور خيرية كثيرة أود منك أن تكتشفيها، وصدقيني أن لا أحد يستطيع أن يغيرك، أنت التي تستطيعين أن تغيري نفسك، والإنسان وُهب من الله تعالى نعمة القدرة على التغيير ونعمة القدرة على استبدال المكونات السلبية بمكونات إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات على الخير.
وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (
265851 -
259418 -
269678 -
254892 ) ففيها خير كثير, وبالله التوفيق.