هل ألم المعدة يؤثر على الحالة النفسية والعكس؟

2011-09-19 09:47:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا الفاضل تحية طيبة:

تعرّضت قبل ثلاثة شهور تقريباً إلى ألم في المعدة، وبعد الكشف توضح أن لدي ارتجاعا في الحامض المعدي، تعالجت -ولله الحمد- ثم عادت إليّ ذات المشكلة مرة أخرى، ثم تعالجت مرة ثانية، وها أنا أشتكي من الارتجاع للمرة الثالثة.

وأحسب أن تكرار عودة الحامض قد أثر على نفسيتي كثيرا، فخالجني شعور يشبه الاكتئاب، وضيقة شديدة، ويأس من الحياة، وخوف من الموت، وأنا يا دكتور تعرّضت لضغوطات نفسية متتابعة:
- وفاة أخي.
- ثم توتر ما قبل الزواج.
- ثم مشكلة عائلية.

جميعها زالت، لكنني أشعر بترسبات علقت فكبرت وهذا نتاجها.

موقنة أن الاكتئاب والقلق لم يتمكن مني كثيراً، بدليل أنني أتأثر بالمحفزات، وأشعر بتحسن شديد، أي أن الحديث الإيجابي يخفف عني كثيراً.

استطعت أن أتجاوز الاكتئاب في المرة السابقة بالاختلاط بمن حولي، ومحاولة التناسي، والبث إلى روحي رسائل إيجابية، لأنني أردد دائماً أنا بخير.

لكن مع عودة آلام المعدة في المرة الثالثة أصابني إحباط شديد، وضيقة أرغمتني على البكاء أمام زوجي، وقد كنت شديدة التحفظ على أني لا أشتكي، ليست المرة الأولى يا دكتور التي أقلق فيها وأتجاوز، ولا أشعر أنني ضعيفة، لأنني عايشت حالات مشابهة، صديقاتي دائماً يلجؤون إليّ، ربما لأن الله قد وهبني أسلوب إقناع قوي، أحاول جاهدة أن أتذكر حديثي لهن، فأكتشف أن الإنسان فعلاً ضعيف تجاه نفسه، وهذا ما يوترني كثيراً.

خوفي من تفاقم هذا الاكتئاب، وأنا كما أشرت أتأثر بالحديث، ولا أرى أنني بحاجة إلى أقراص طبية.

سؤالي الآخر: هو ما تأثير المعدة على النفسية؟ وهل يحرك كلاهما الآخر؟ وهل القلق النفسي يسبب الغثيان؟

جزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية رحمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأريد أن أبدأ بما انتهيت أنت به وهو العلاقة بين أعراض اضطراب الجهاز الهضمي - خاصة المعدة - والحالة النفسية.

أقول لك أنه توجد صلة وثيقة جدّا بين الاثنين، واضطرابات الجهاز الهضمي هي أفضل مثال لما نسميه بالحالات النفسوجسدية، ونعني بذلك أن السبب يكون نفسيًا، والناتج يكون عضويًا، بمعنى أن القلق والتوتر والاكتئاب وجد أنه يؤدي إلى تقلصات عضلية في أجزاء معينة من الجسم أكثرها تحدث في الجهاز الهضمي؛ لذا نجد ما يسمى بالقولون العصبي شائعًا جدًّا، ويقصد بالقولون العصبي العُصابي – أي النفسي – والمعدة كذلك، وإفراز العصارة المعدية قد يضطرب في حالة وجود القلق.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن لا تنزعجي، وأنا أؤكد لك أن القلق يُسبب الأعراض الجسدية التي تعانين منها.

أنا لا أرى أن درجة الاكتئاب التي تعانين منها درجة كبيرة، وأفضل أن نشخص حالتك ونسميها بالقلق الاكتئابي أو الاكتئاب القلقي، هذا أعتقد أنه سيكون تشخيصًا مناسبًا، وهذه حالة أخف كثيرًا من الاكتئاب النفسي المطبق والذي يتميز بالشعور بالكدر والكرب والحزن والسوداوية في التفكير، هذا إن شاء الله بعيد عنك تمامًا.

نصيحتي التي هي من الناحية العلاجية هي أولاً: أن تمارسي التمارين الرياضية، أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة سوف تكون مناسبة جدًّا بالنسبة لك.

تدربي أيضًا على تمارين الاسترخاء، وللوصول إلى ذلك يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكنك الحصول على شريط أو كتيب، هذا أيضًا سوف تجدين فيه تفاصيل جيدة جدًّا حول هذه التمارين.

التفكير الإيجابي دائمًا يهزم الاكتئاب، وأنت الحمد لله تعالى صاحبة مقدرات ومنطق قوي، وهذا يجب أن توظفيه لإقناع ذاتك قبل أن تقنعي الآخرين، اقنعي ذاتك أنك جيدة، أنك بخير، أحبي ذاتك دون إفراط، هذا أيضًا يفيدك كثيرًا.

استثمار وقتك بصورة صحيحة، نحن دائمًا ندعو لمثل هذا الشيء، لأنه مفيد تمامًا.
تناول الأقراص الدوائية سوف يفيدك حقيقة، وخاصة أنه الآن بين أيدينا أدوية ممتازة فاعلة وسليمة.

العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) أعتقد أنه سيكون مناسبًا لحالتك تمامًا، والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة يوميًا، تناوليها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء سليم، غير إدماني، غير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، والجرعة التي وصفت لك تعتبر جرعة صغيرة جدًّا، وإذا أتيحت لك الفرصة لمقابلة طبيب نفسي أعتقد أن هذا أيضًا سيكون أمرًا إيجابيًا.

وحول العلاج السلوكي للاكتئاب يرجى الاطلاع على: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).
العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).


بارك الله فيك، وجزآك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net