الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
بالاطلاع على رسالتك أستطيع أن أقول أن كل الذي تعاني منه هو درجة عالية من القلق النفسي، كما أن لديك الضعف في التحكم في الاندفاعات، والانفعالات النفسية، وهذا هو الذي يؤدي إلى عسر المزاج الذي تعاني منه، هذه الحالات تعالج من خلال التالي:
أولاً: التفريغ النفسي: ونقصد بذلك أن تعبر عن ذاتك أولا بأول، وتتجنب الكتمان خاصة في الأمور التي لا ترضيك.
ثانياً: حاول أن تضع صورة ذهنية أمامك، وتحتوي هذه الصورة على أن تتصور أن شخصا ما قد قام بالصراخ في وجهك، وإبداء شيئا من التعنف والإساءة، وكأن فعاله يصعب تحملها، تصور هذا الموقف جيدا،ً وابدأ في التعامل مع هذا الموقف، وهو بأن تصبر بأن ترى أن الإنسان إذا كان كاظما للغيظ هذا أفضل.
وتصور كمية الألم والجرح النفسي الذي يقع عليك أن كانت انفعالاتك أمام الآخرين لم تكن مقبولة، وسببت لهم الكثير من الجراحات النفسية، وهنا يجب أن تفك المعادلة بأن تقول إذاً لابد أن لا أنفعل أمام الآخرين.
ثالثاً: مارس الرياضة، وهي لها قيمة علاجية كبيرة جدا،ً وهي متنفس نفسي سلوكي فعال جداً.
رابعاً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، فكثيراً ما ننصح بها ونشير إليها، ومن يطبقونها بصورة دقيقة، وملتزمة يجنون منها أحسن الفوائد بإذن الله تعالى فكن منهم أيها الأخ الفاضل الكريم.
يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية هذه التمارين، أو أنصحك أن تذهب إلى الطبيب النفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بتحويلك إلى الأخصائي النفسي، ومن المفترض أن البرامج السلوكية والإرشادية التي قدمها الأخصائي النفسي يجب أن تشتمل على تمارين الاسترخاء.
أيها الفاضل الكريم: من الضروري جداً أن تتعلم إدارة الغضب، الإنسان يجب أن يغضب، والغضب هو عاطفة وجدانية لا أحد يستطيع أن ينكرها، أو يكتمها، لكن كيف ندير الغضب هذا هو الأمر المهم، وخير وسيلة لإدارة الغضب هو ما ورد في السنة المطهرة، وأرجو أن تتطلع على ذلك، وباختصار العلاجات النبوية لهذا الأمر.
أولاً: أن تغير مكانك، وأن تغير وضعك إذا كنت جالساً، قف، وإذا كنت وافقاً فاجلس، تنفس على شقك الأيسر ثلاثا، والسر والحكمة في ذلك أن تصرف انتباهك بصورة مفاجئة إلى وضع جديد.
وعليك أيضا بالوضوء والاستغفار، والغضب نار والوضوء يطفئ نار الغضب.
أخي الكريم أنا أقول لك بكل صدق، ومصداقية هنالك من جربوا هذا العلاج النبوي لمرة واحدة، وبعد ذلك أصبحوا قادرين على التحكم في انفعالاتهم المزعجة، لا أريدك أبداً أن تنظر نظرة سلبية للأسلوب التربوي الذي مررت به، فالآباء يحبون أبناءهم، ولكن ربما يخطؤون، ويصيبون في منهجهم التربوي.
الماضي يجب أن تقبره تماماً، وانظر إلى الحياة الآن بقوة، والمستقبل بأمل، ويجب أن تسعى دائماً، وأن تكون باراً بوالديك وهذا مهم جداً.
أنصحك بأن تنخرط في الأعمال التطوعية هذا يفيد الذين يعانون من الانفعالات الزائدة، الإنسان حين يتعلم الصبر ومعاملة الآخرين بلطف وطيبة هذا يساعده أن يقود نفسه، وينقيها من شوائبها الانفعالية.
العلاج الدوائي سوف يفيدك، وأن كنت سوف تقابل الطبيب فأنا أترك هذا الأمر له، وأعتقد أنك محتاج لدرجة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، وأعتقد الارزبريادالRisporidal ، والاسم العلمي هو رزبريادون Risperidone ، وسوف يكون علاجا جيداً، والجرعة المطلوبة هي ( واحد مليجرام) ليلاً تناوله لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
أيضا عقار فلوكستين كمضاد للاكتئاب وجد أنه يقلل من التحفزات الاندفاعية الزائدة التي تعاني منها، فتناوله بكبسولة واحدة في اليوم أي 20 مليجراما بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك ترفع إلى كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى كبسولة يوما بعد يوم هذا سوف يكون علاجاً جيداً.
البعض يضيف الامكتال كما ذكرت، وهنالك أيضا مدارس تحبذ إضافة عقار التقراتول، لكن هذه المقترحات التي طرحتها عليك أرجو أن تناقشها مع طبيبك، وإن شاء الله تعالى سوف تكون بخير وعلى خير.
ويمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ) بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.