الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكل ما ذكرته في رسالتك إن شاء الله يمكن أن يصحح، وبالنسبة للخيال المسترسل وما يتولد عنه من إفرازات، هذا إن شاء الله تعالى يتم التحكم فيه ويمكن أن يوجه التوجيه الصحيح.
المشكلة التي أزعجتني بعض الشيء هي: الخيال المرتبط بصديقتك، وهذا الخيال يحتاج منك لجهد سلوكي للتخلص منه، أنا لا أعتقد أنه خيال وسواسي، إنما هو توتري وانفعالي، لكن ربما لا يخلو أيضًا من تحريك بعض الغرائز الجنسية السلبية لديك حيال هذه الفتاة، خاصة حين وصفتها بأنها جميلة وأنك تحبينها حبًّا كثيرًا، هذا لا يعني أننا نظن بك السوء، ولكن على مستوى العقل الباطني ربما تكون الأفكار تحمل طابعا مما نسميه بالجنوسية المثلية، وهذه تقاوم بالتحقير وبالتفهم أن هذا الأمر خطير وأنه لا يليق بك، فالذي أرجوه منك هو أن تبني فكرًا مخالفًا تمامًا لهذا الفكر، وهو أن صديقتك صديقة مخلصة وأمينة وقد حباها الله بالجمال وهي تستحق ذلك، وتسألي الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح الذي تسعد معه.
غيّري الفكرة من أنها ستكون ضرتك، وأن زوجك سيحبها وشيئا من هذا القبيل، هذا فكر يجب أن تقاوميه، هذا فكر يجب أن تعتبريه فكرًا سخيفًا، غير لائق، وتستبدليه بالفكر المخالف، هذا ضروري جدًّا، وأعتقد أن هذه هي الوسيلة العلاجية الوحيدة في مثل هذه الحالات.
بالنسبة للأمور الأخرى وهو الاسترسال في الخيال: هذا مربوط بما نسميه بأحلام اليقظة، وهي أمور طبيعية جدًّا في مرحلة اليفاعة والشباب، لكن هذه الخيالات حين تكون مكثفة هذا يشتت التركيز، ويؤدي إلى المزيد من القلق.
المتفق عليه علميًا أن درجة معقولة من أحلام اليقظة قد تكون مطلوبة، وهي أمر إيجابي، لأنها تساعد الإنسان أن يخطط لمستقبله، وتحسن من فعاليته ومن دافعيته ليكون منجزًا ويحقق أهدافه إن شاء الله تعالى.
الذي أرجوه منك هو أن تسقطي كل هذه الخيالات، أمسكي خيالا واحدا فقط، ركزي عليه، اجعلي منه قصة طويلة، حاولي أن تكتبيه وتخرجيه بأي صورة تشائين، هذا النوع من التعامل مع أحلام اليقظة يقلل منها، وفي نفس الوقت يعطيك فرصة أكبر للتفكير العميق الصلب المفيد، وفي كثير من الكتّاب والمؤلفين يُقال أنه كان في الأصل كانت تسيطر عليهم هذه الخيالات المسترسلة والتي هي في شكل أحلام يقظة، ولكن بعد ذلك استطاعوا أن يحولوها وأن يحوّرها بصورة إيجابية، بما أتاح لهم فرصة الكتابة والتأليف، وربما في يوم من الأيام تجدي نفسك كاتبة ومؤلفة بارعة إن شاء الله تعالى.
موضوع الشرود الدائم في الجامعة: كما ذكرت لك هو مرتبط بحالة الخيال المسترسل هذه، والتي نشأ منها درجة بسيطة من القلق، هنا أنت مطالبة بأن تركزي على أمر واحد كما ذكرت لك، وحاولي أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة، مفيدة، تحسن من التركيز، اقرئي القرآن الكريم بكل تدبر وتمعن، هذا سوف يحسن أيضًا من تركيزك، خذي قسطًا كافيًا من الراحة، هذا إن شاء الله يعود عليك بخير كبير.
وهنالك دواء يسمى تجاريًا باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين) أريدك أن تتناوليه، هو دواء مضاد للقلق والتوترات، ابدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، تناوليها بعد الأكل، لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، تناوليها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج أحلام اليقظة سلوكيا:
281321 .
ويمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا:
226145 _
264551 -
2113978.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.