وساوس في العقيدة نغَّصت عليّ حياتي... فما علاجها؟

2011-11-17 11:36:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

بداية: أشكر لكم جهودكم، وما تبذلونه في سبيل خدمة المسلمين.

أنا أعاني من بعض الوساوس الفكرية، وخاصة في العقيدة، وأنا أبغِّضها، وأحاول دفعها بقدر ما أستطيع، وكنت قد عانيت منها من سنوات لفترة قصيرة، ثم اختفت، والآن عادت معي بعد عقد قراني، وكأن خوفي من عقد الزواج هو الذي زادها بقوة -خاصة بعدما قرأت عن أحكام الطلاق، والفسخ، وما إلى ذلك- فصار عندي هواجس، ووسوسة شديدة، وخوف، وبالتالي بدأت الوسوسة في العقيدة معي، ونغَّصت علي حياتي، حتى أنها تأتيني أحيانا، وأشعر بغم، وفقدان للشهية، وأحيانا كنت أبكي ماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟ قد اقترب موعد عرسي، وأخاف أن تؤثر تلك الوساوس على حياتي الزوجية، هل أخبر زوجي بذلك؟

أريد منكم إرشادات سلوكية، وهل هناك أدوية نافعة لمثل حالتي؟

وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة- أقول لك -: إنه مما لا شك فيه أن الله تبارك وتعالى ما خلق داء إلا خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داءً إلا خلق له دواءً، علمه من علمه، وجهله من جهله) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وقال أيضًا: (لكل داء دواء).

فجميع الأمراض الموجودة في العالم لها أدوية، ولكن بعضها شاء الله تعالى أن يتم اكتشافه، وبعضها مازال في طيات الغيب سوف يُكتشف مع الزمن، كما يحدث الآن في حياة الناس من أن تطور العلم والتقنيات الحديثة تساعد في الوصول إلى أدوية لبعض الأمراض التي كان من الصعب فيما مضى أن يتم علاجها.

ومن هنا فإني أقول لك: أبشري -بإذن الله تعالى-، فإن علاجك سهل ميسور، ولكنه قد يحتاج بعض الوقت، إلا أنه -بإذن الله تعالى- علاج ناجع ونافع، وسوف تتعافين تمامًا من مثل هذه الأمور التي وردت في رسالتك.

ولذلك أقول بداية: أنصحك بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية إما أن تقومي أنت بها بنفسك مباشرة، أو أن يقوم بها أحد أقاربك مثلاً كالوالد أو الوالدة، وهي سهلة ميسورة، لأن هناك مواقع على الإنترنت تتكلم عن الرقية الشرعية، وكيفية علاج الإنسان لنفسه.

وهناك كتيبات، وهناك كتب، وهناك مطويات، وهناك أشرطة أيضًا لكبار المعالجين في العالم الإسلامي، وهي كثيرة ومنتشرة في معظم بلاد العالم العربي والإسلامي، فمن الممكن جدًّا أن تستمعي لبعض الأشرطة، أو من الممكن أن تقرئي بعض الكتيبات، وكذلك أيضًا من الممكن أن تقومي أنت بعلاج نفسك، أو أن يقوم غيرك برقيتك، أو القراءة عليك.

إذا لم يتيسر لك ذلك فلا مانع من الاستعانة ببعض المعالجين الثقات الذين يعالجون بطريقة شرعية بعيدة عن الخرافات والشركيات؛ لأن الرقية الشرعية هي عبارة عن كلام الله تعالى، وكلام النبي عليه الصلاة والسلام، وقطعًا ومما لا شك فيه أنها إذا لم تنفع فإنها لن تضر.

فأنا أنصحك بالرقية الشرعية؛ لأنها -بإذن الله تعالى- ستنفعك نفعًا عظيمًا.

ثانيًا: لقد أشار إخواني في الموقع ببعض العلاجات السلوكية، فمن الممكن -بإذن الله تعالى- أن تراجعي بعض الاستشارات المتعلقة بمثل حالتك: (علاج وساوس العقيدة سلوكيا (244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 - 265121) وستجدين -بإذن الله تعالى- إرشادات سلوكية نافعة -بإذن الله تعالى-.

ثالثًا: أنصحك بضرورة الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك من ذلك؛ لأنه كما أخبر النبي عليه صلوات ربي وسلامه: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وقال أيضًا: (إن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء).

رابعًا: أوصيك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هذه التصرفات، أو هذه الوساوس كلها مصدرها الشيطان؛ لأن الشيطان لا يريد لك الاستقرار، أو السعادة الزوجية، ولذلك يؤلب عليك هذه الأمور.

خامسًا: أوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء ضرورة، خاصة قول: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا، ومائة مرة مساء، كل يوم، وكذلك أيضًا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا، وثلاث مرات مساءً، وكذلك أيضًا: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث صباحًا ومساءً.

عليك بهذا البرنامج، وثقي وتأكدي -إن شاء الله- من أنك ستكونين بصحة وعافية، وسوف تزول عنك هذه الأعراض في أقرب فرصة، وأنا أرى الآن أنه ليست هناك حاجة لإخبار زوجك بهذه الأمور، وإنما اتركي الأمر لقدر الله تعالى، فإن عافاك الله تبارك وتعالى، وتم شفاؤك فهذا الذي نريده، وإن كانت هناك بعض الأعراض فسوف تظهر في وقتها المناسب، مع قيام الحياة الزوجية، أما الآن فأتمنى أن لا تزعجي زوجك بمثل هذا الأمر؛ لأن هذا الأمر قد يؤثر على نفسه، وقد يجعله يأخذ عنك فكرة نحن لسنا في حاجة إليها الآن.

أسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأتمنى أن تطلبي من والديك الدعاء لك، ومن كل إخوانك، ونحن أيضًا ندعو لك في الموقع أن يصرف الله عنك السوء، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net