أمي عصبية وتشتمنا بكلمات بذيئة، فكيف نتعامل معها؟

2011-12-06 11:10:15 | إسلام ويب

السؤال:
مرحباً، تحية طيبة أما بعد:
إخواني الأكارم: أود الاستفسار عن سؤالٍ ما.

أمي عصبية وشديدة الغضب، أحياناً تغضب من أمورٍ لا فائدة منها، فصبرها قليل جداً على أخطائي أو أخطاء أخواتي، وفي كثيرٍ من الأحيان تغضب لأشياء بسيطة جداً، وهذا ما يستفزني فيدفعني أحياناً للصراخ في وجهها، ولكنني أندم على هذا، وقد أصبحت والحمد لله لا أصرخ في وجهها رغم أنها لم تغير عادتها، وهي الغضب على الأمور البسيطة والغير بسيطة، ولكن يبقّى أمر واحد وهي أنها أحياناً تشتمني وتشتم أخواتي البنات بكلام بذيء مع كل أسف.

حدثتها أكثر من مرة أن الشتم بكلمات بذيئة حرام، ويقود صاحبه إلى النار، لكن لا جدوى.

أريد أن أعرف ما الحل؟ وكيف أكون باراً بها في مثل هذه الحالة؟ علماً بأنه كما قلت لكم هناك صعوبة كبيرة في التعامل معها، لأنها كثيراً ما تغضب.

أفيدونا أفادكم الله في الدنيا والآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن أول وأهم خطوات الإصلاح هي تفادي كل ما يثير الوالدة ويعكر مزاجها، وهذا مما يأمر به الشرع الحنيف، وإذا رفضت الوالدة ثوبا معينا فلا تلبسوه، وإذا رفضت طعاما فلا تحضروه، واعلموا أن مكانة الوالدة عظيمة وحقها مقدم حتى على حق الوالد، أما إذا غضبت الوالدة دون سبب فما عليكم إلا الصبر والدعاء لها وإزالة ما يزيد من غضبها، وقد أسعدني ندمك على رفع الصوت أمامها أو معها، والندم توبة فلا تكرر ذلك وتذكر أننا نهينا عن مجرد قول (أف) وهي كلمة تضجر، وتدل على عدم الرضا فكيف بما هو أعلى من ذلك؟!

لا يخفى على أمثالك حال السلف الذين ضربوا أروع الأمثلة في البر حتى وجد فيهم من كان يحمل أمه على ظهره، ووجد فيهم من كان لا يصعد على سطح بيت لأن الوالدة تحته، ووجد فيهم من كان يكلم أمه كما نكلم الملوك والأمراء، وكان منصور ابن المعتمر تنادي عليه أمه فيضع لحيته على صدره من شدة الانحناء لا ينظر إليها حتى لا يقع في العقوق، وقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول :( ما بر أباه من أحد إليه النظر عند الغضب).

إذا أحسنتم للوالدة وأديتم ما عليكم فلنا يضركم غضب الوالدة لأنكم تتعاملوا مع عالم الغيب سبحانه وهو الذي قال في ختام آيات البر في سورة الإسراء: (ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً)

في الآية عزاء لك ولأمثالك، ولا شك أن هذا السؤال يدل على أنك على خير فاجتهد في إرضاء الوالدة واطلب عفوها وأبشر، فإن الوالدة ترضى بسرعة وأكرر نصحي لكم بتفادي ما يغضبها.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرزقكم بر الوالدة ومرحباً بكم في موقعكم.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net