دخلت النت داعيةً وصرت الآن عاشقا ... كيف أقي نفسي هذه الفتنة؟

2011-12-11 12:20:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعلم كيف أبدأ سؤالي، فمشكلتي تتعلق بديني قبل كل شيء.

قصتي بدأت بالتفكير في عمل دعوي فيه الأجر الكثير والوقت القليل, ويكون مقربا للناس ولما يحتاجونه، فاتجه نظري وتفكيري بشكل كلي إلى الشبكة العنكبوتية حيث يوجد الكثير الكثير.

الفكرة الدعوية هي: عن طريق الاشتراك في المجموعات البريدية في قوقل, وإرسال رسائل للمجموعة فتصل إلى كافة أعضاء هذه المجموعة.

كان عندي قرابة 350 مجموعة بريدية, يعني برسالة واحدة أرسلها قد يصل عدد الأشخاص المستقبلين لرسالتي قرابة 13 مليون شخص, واستمررت على هذا الحال ما يقارب السنتين.

وصل عدد المشاهدات للمقاطع التي أنزلها قرابة مليون, ومائتين ألف مشاهدة وتحميل.

مشكلتي: كنت أتلقى رسائل كثيرة على بريدي عن مشاكل لبعض الناس, وأسعى لحلها, لا أخفيكم سرا فأغلب هذه الرسائل كانت من فتيات.

في بداية الأمر: كنت صارما في مسألة النساء, ولكن مع الأيام لاحظت أن حالي من أسوأ إلى أسوأ, فبدأنا بالضحكات والمجاملات, إلى أن وصل الأمر إلى المكالمات والدردشات, وأصبحت في هذه الأثناء من العشاق, والمعشوقين, ورغم ذلك لا أزال مواصلا العمل الدعوي, لا أعلم كيف أقي نفسي من هذه الفتنة؟
علما أني خاطب, وزواجي بمشيئة الله بعد 3 سنوات.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب, نحن نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك حرصك على الدعوة إلى دينك, والحرص على تقديم الخير للناس، ونسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحًا للخير, مغلاقًا للشر، وأن يزيدك توفيقًا وصلاحًا، وأن يجنبك السوء وأسبابه.

لا شك -أيها الحبيب- أن أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان فتنة الرجل بالمرأة، كما أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد قال: (ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء), وجاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع وهو بعرفة صَرَف وجْه الفضل ابن عباس من جهةٍ إلى جهةٍ أخرى، لأنه كان ينظر إلى الفتيات، فلما سأله عمّه العباس – والد الفضل - : لم صَرفتَ وجه ابن عمّك؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: (رأيتُ شابًا وشابّة فلم آمن عليهما الشيطان).

فهذه الأحاديث -أيها الحبيب- تبيّن لك مدى خطورة الفتنة بالنساء، كما تُبيّن أيضًا أن الشيطان يحاول استدراج الإنسان من خلال هذه الفتنة، وإذا كان هذا الشاب الصحابي بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي عرفة – يوم الحج الأكبر – وهو معرض للافتتان، فكيف بنا نحن في هذه الأزمان؟!

ومن ثم فالعقل -أيها الحبيب- والحزم يقضيان بأن يأخذ الإنسان نفسه بالجد, ويسد عن نفسه أبواب الفتنة, ويحذر على نفسه من الانجرار وراء خطوات الشيطان الذي حذرنا الله عز وجل منها فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

ولذا فنصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تقطع كل التواصل بالفتيات, وأن تقتصر على المجالات العامة في الدعوة, دون الخوض في التواصل, أو مراسلة بالفتيات ما دمت قد وقعت فيما وقعت فيه.

وهذا الحب – أو التعلق – الذي وقعت فيه يمكن مداواته سريعًا قبل أن يستفحل فتندم حين لا ينفع الندم، وذلك بأن تُيَئِّس نفسك من الوصول إلى كل من تعشقه وتتمناه، والنفس إذا يُئِّسَت من الشيء نسته.

كما ننصحك أيضًا بالمبادرة والمسارعة بالزواج بقدر الاستطاعة؛ فإن في الزواج إعفافا للنفس، وقد كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لكل من رأى امرأة فأعجبته أن يأتي أهله، وقال عليه الصلاة والسلام: (فإن ذلك يردُّ ما في نفسه) فبادر وسارع بالزواج بقدر الاستطاعة، واحذر من المداومة والاستمرار في هذه العلاقات مع هذه الفتيات، فإنها لن تجني لك إلا آلاما في دنياك, وتعرضك لسخط الله تعالى التي لا تقوم له السموات والأرض.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، وأن ييسر لك أسباب الخير، وأن يجعلك مفتاحًا له.

www.islamweb.net