هل أولادي من صلبي أم لا؟

2011-12-13 11:50:58 | إسلام ويب

السؤال:
طلبت منكم ردا على سؤالي: (هل الاستخارة ملزمة)؛ لأنني استخرت الله بأن يطلعني هل أولادي هم مني ومن صلبي أم ليسوا أولادي؟

رأيت أول يوم رجلا يبحث في البراز عن كبسولة دواء، وفي اليوم السابع رأيت قريبة لي متوفاة، رأيتها في منامي وهي تقول لي: ليسوا أولادك، ووضعت يدها على وجهها حزنا علي؛ لأنها كانت تحبني جدًا حب الأخ لأخيه، هذه الرؤيا كانت بعد أن صليت الفجر، ونمت بعدها، وكان صباح يوم الجمعة يوم التروية الماضي.

دعوت الله كثيرا ورجوته، وكل مرة في منامي أرى أنني أطرد ابني من البيت، وأنبِّه عليه بعدم دخول بيتي، تعددت هذه الرؤيا، وآخر مرة رأيت أمهم عارية تماما -كما ولدتها أمها- تمر من أمامي وتدخل غرفة وتركتني، ما تفسير هذه الرؤيا، هل هذه الاستخارة ملزمة لي؟

أرجو أن لا تمنعك العاطفة في عدم الرد علي؛ لأنني محتاج للمعرفة فقط، لا يوجد شيء أبكي عليه، هذا قدري وأنا راضٍ به، ولكن رد علي، علما أنهم قد تزوجوا وليسوا في حاجة لي، هل تعين إنسانا ملهوفا على أن يعلم هل هم أولاده فعلا أم لا؟

هذا رجاء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ولم تصلنا من قبل استشارة سابقة، فلعلك أرسلتها إلى موقع آخر، أو حصل خلل ما في عدم وصولها، وعلى كلٍّ فنعتذر إليك، ونتمنى دوام التواصل معنا، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

لا شك في أن الولد يُنسب لصاحب الفراش بنص حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (الولد للفراش) فهذا حكم الشرع في نسب الولد، فإن الولد يُنسب لصاحب الفراش، أي لمن ولدته هذه المرأة وهي فراش له -أي وهي زوجة له- ومن ثم فالحكم الشرعي أن هؤلاء الأولاد أبناؤك، ولا ينبغي لك أبدًا أن تسمح للشيطان بأن يتسرب إلى قلبك ليُدخل إليك الشكوك، ويوقعك في أنواع العناء والعنت والمشقة، وهو لا يريد إلا إدخال الحزن إليك، كما قال الله -عز وجل- في وصفه: {ليحزن الذين آمنوا}.

فهوّن على نفسك، وادفع عن نفسك هذا الوسواس، واعلم يقينًا بأن الشرع يُنسبهم إليك، وأنه لا يجوز لك شرعًا أن تتبرأ من أحد منهم، أو تنفي نسبه، وقد ورد الوعيد الشديد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في من فعل هذا الفعل فقال -عليه الصلاة والسلام- كما في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره، قال: (أيُّما رجلٍ جحدَ ولده وهو ينظر إليه -أي والولد ينظر إليه- احتجَب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين).

فهذا يبيّن لك شناعة هذا الفعل وقُبحه عند الله تعالى أن يتجرأ الإنسان على نفي نِسْبَةَ الولد إليه دون بيّنة ولا برهان.

ولا يجوز للرجل أن ينفي نسب الولد عن نفسه إلا إذا تيقن أن المرأة زنت، وأن هذا الولد ليس منه، ولا يمكّن من نفي هذا الولد عن نفسه إلا إذا رفع الأمر للقاضي الشرعي, وحلف الأيمان المشهورة في اللعان، أربعة أيمان أن هذا الولد ليس منه، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان منه، وأن ما قاله كذب.

وبهذا يتضح لك -أيها الحبيب- أن دون نفي هؤلاء الأولاد عن نفسك خرط القتاد، فالفقهاء يشترطون لنفي النسب عدم التأخر في النفي.

وبهذا كله تعلم أن هذا مجرد وسواس ووهم، ولا يجوز أبدًا الاعتماد على الرؤى المنامية في مثل هذه القضايا الخطيرة الكبيرة، ولا يخفى عليك أن الشيطان قد يتلاعب بالإنسان في منامه، فيأتيه ويريه ما يوسوس به ليزداد بذلك فسادًا، وليفسد عليه حياته.

فنصيحتنا -أيها الحبيب- أن تُعرض تمام الإعراض عن هذه الوساوس، وأن تصرف النظر عنها، وأن تعلم بأن هؤلاء هم أبناؤك، وأنهم منسوبون إليك شرعًا، ولا يجوز لك بحال من الأحوال أن تسيء الظن بزوجتك بدون بيّنة ولا برهان، فإن إساءة الظن بالمسلم من كبائر الذنوب، وقد حذرنا الله -عز وجل- من اتباع الظنون، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).

وأما ما رأيت من الرؤى فلسنا نعبّر الرؤى، ولكن لا تتصور أبدًا بأن كل رؤيا رأيتها في المنام قبيحة تفسيرها في الواقع كذلك، فإن الرؤى لها قوانينها الخاصة في التعبير، فلا تحمل همًّا لهذه الرؤيا التي رأيتها، واستعذ بالله -سبحانه وتعالى- من الشيطان الرجيم، واصرف نفسك عن التفكر في هذه القضايا.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يصرف عنك كيد الشيطان ووسوسته.

www.islamweb.net