كيف يكون التخلص من السحر الذي أتلف؟

2011-12-25 09:39:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

كيف يكون التخلص من السحر المنتهي

هذه قصتي، عندي قريب لي من العائلة مسحور، وله قرابة 10 سنوات تحت مفعول السحر، ولما عرفت عن قارئ يقرأ على ضحايا السحر القرآن الكريم، أرسلت قريبي إلى القارئ، ولكنه قال لي: إنه مسحور، وقد انتهت الأسحار من زمان، وهي عبارة عن طلاسم مكتوبة في أوراق، فكيف أمحوها؟

علما بأنها تلفت, وتمزقت، وانتهت، فكيف أخلص قريبي من السحر؟ الرجاء من سيادتكم الإفادة، ولكم كل التقدير والاحترام.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يمنَّ على هذا المريض بالشفاء العاجل، وأن يصرف عنا وعنه كل سوء ومكروه.

لا شك -أيها الحبيب- أن السحر حق، وأن له تأثيرا على البدن، كما جاءت بذلك آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم – ولكن ما أنزل الله عز وجل داءً إلا وأنزل له شفاء.

السحر من أشفيته المجربة لدى الناس: استعمال الرقية الشرعية، وهي -بإذن الله سبحانه وتعالى- نافعة، فهي أذكار من القرآن, أو من الحديث, أو دعاء، وكل ذلك ينفع -بإذن الله تعالى- مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل.

فنصيحتنا -أيها الحبيب- أن تجتهد في حث هذا الأخ على استعمال الرقية الشرعية، وخير من يرقيه أن يرقي نفسه بنفسه؛ فإن الإنسان المصاب بالمصيبة يشعر بحاجته إلى الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يدعوه باضطرار وبلجوء، وإذا دعا الإنسان ربه على هذه الهيئة مضطرًا متوجهًا إليه وحده، قاطعًا طمعه في الأسباب، فإن الله عز وجل لا يخيبه, ولا يرده صفرًا.

لا بأس بالاستعانة بمن يحسن الرقية الشرعية ممن يرجى صلاحه ممن يتمسك بالسنة في ظاهره, ويبتعد عن البدع والخرافات، وإن كان الأحسن أن يمارس الإنسان الرقية لنفسه بنفسه، والرقية هينة -أيها الحبيب- يقرأ الإنسان في ماء بعض الآيات التي ذكر الله عز وجل فيها إبطال السحر، وقد ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى – في كتابه (زاد المعاد) آثارا عن بعض سلف الأمة الصالحين، أنهم جربوا الاستشفاء من السحر بقراءة آيات من كتاب الله تعالى ذكر الله فيها إبطال السحر، فوجدوها نافعة -بإذن الله تعالى- والآيات هي:

1) الآية واحد وثمانين من سورة يونس، قال الله تعالى فيها: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} مع التكرار.
2) الآية التاسعة والستين من سورة طه، وهي قوله سبحانه وتعالى: {إنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلح الساحر حيث أتى} مع التكرار.
3) كذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} مع التكرار.

إذا قُرأت هذه الآيات في ماء ثم صُبَّ هذا الماء على المريض أو شرب منه فإنه ينفعه -بإذن الله سبحانه وتعالى- وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم– كما قال بعض أهل العلم: إنه قرأ في ماء وصبه على المريض، وبهذا يُعلم أن هذه طريقة شرعية تفيد -بإذن الله تعالى- في شفاء المريض، وترفع عنه ما به، مع الإيمان الجازم برحمة الله تعالى وحكمته فيما يقدره على الإنسان من أقدار، فإنه لكل أجل كتاب.

قد يتأخر الشفاء إلى أمد يعلمه الله عز وجل لما يعلمه سبحانه وتعالى من الخير للإنسان في هذا المكروه، فإن الله يقول في كتابه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

من خير ما يوصى به هذا المريض ويوصى به كل أحد من المسلمين: الاعتصام والاحتماء بالأذكار الشرعية لاسيما الأذكار الموظفة خلال اليوم والليلة، كأذكار الصباح والمساء, وأذكار النوم والاستيقاظ, وأذكار دخول الخلاء, ونحو ذلك من الأذكار، فإن ذكر الله عز وجل حصن حصين من احتمى به وقاه الله عز وجل كل مكروه.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفي هذا الأخ، وأن يصرف عنه هذا المكروه الذي نزل به، وأن يمنّ عليه بالشفاء العاجل.

www.islamweb.net