ماذا أفعل لمعرفة إن كان زوجي مسحورا أو أنه إنسان غير صالح ليكون زوجا لي؟

2012-01-03 08:29:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا امرأة متزوجة منذ 4 سنوات, زوجي إنسان مشهود له بين الناس بالخير, لديه وظيفة ممتازة, ولكن منذ أن تزوجنا ونحن غير سعداء, لا يريد إنجاب أطفال, دائما في خلاف معي, ونحن على وشك الانفصال, تصرفاته غير طبيعية, بدأت أشك بأنه مسحور, ماذا يجب علي أن أفعل؛ لمعرفة ما إذا كان مسحورا, ويحتاج مساعدة, أو أنه إنسان غير صالح ليكون زوجا لي؟

أفيدوني -أفادكم الله-.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يُذهب عنكم شبح الانفصال، وأن يصرف السوء عن زوجك، وأن يجعلك وزوجك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يمنّ عليكما بذرية صالحة طيبة مباركة.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - من أنك متزوجة منذ أربع سنوات، وزوجك إنسان مشهود له بين الناس, ولديه وظيفة ممتازة، ولكنكما منذ أن تزوجتما لم تشعرا يومًا بالسعادة، إذ أنه لا يريد إنجاب الأطفال، ودائمًا في خلاف معك، وأنتما على وشك الانفصال، إذ أن تصرفاته غير طبيعية، وبدأت تشكين في كونه مسحورًا، وتسألين ماذا يجب عليك أن تفعلينه؟

أولاً -بارك الله فيك-: قد يكون الأمر فعلاً على الحقيقة أنه مسحور يقينًا، وقد يكون الأمر على خلاف ذلك، ولذلك فالذي أنصح به هو محاولة إقناعه من باب إشعاره بأن هذه مصلحة الأسرة، وأنكما في حاجة إلى تدخل طرف آخر ليساعدكم على الاستقرار, والتفاهم, والانسجام, والسعادة، وتظهرين له الحقائق، وتستدلين على عدم السعادة ببعض المواقف التي تحدث بينكما -خاصة إذا كانت أمورًا تافهة أو بسيطة-، ولكنها أدت إلى خلاف بينكما, وخصام, أو زعل, أو غير ذلك.

فقولي له :(هذه الأشياء ما كانت تقتضي هذا, ورغم ذلك اختلفنا، وأنا أتصور أو أتوقع أن يكون هناك أيضًا من صنع لنا شيئًا ليفرق بيننا، فما المانع أن نحاول أن نعرض أنفسنا - أنا وأنت - على بعض المعالجين؟ أو نقوم برقية أنفسنا بأنفسنا) لأنك تستطيعين -بارك الله فيك- أن تقومي بذلك بسهولة، وهو أنك تأتين بالكتب, أو الكتيبات, أو المطويات, أو الأشرطة التي توجد فيها آيات الرقية وأحاديثها، وتقرئينها بنفسك مثلاً على قدر من الماء، الماء الذي يشربه، مثلاً تقرئين على الزجاجة وتنفثين فيها، وكذلك على الأكل الذي يأكله؛ فإن الرقية الشرعية -بإذن الله تعالى- إذا لم تنفع فهي قطعًا لن تضر -بإذن الله تعالى-.

فمن الممكن -بارك الله فيك- أن تقومي بالعلاج، ولكنك إذا أردت معرفة هل هو مسحور أم لا، فهذه مسألة من الصعوبة بمكان؛ لأنها لا تعنينا هذه القضية، القضية التي تعنينا هي أننا نريد أن تكون الأحوال طيبة ومستقرة، ولذلك أقول:

أنصحك -بارك الله فيك- إما بالدخول إلى بعض المواقع على الإنترنت التي تتكلم عن الرقية وآياتها وأحاديثها وعن الكيفية، وإما -كما ذكرت لك- بشراء بعض الكتب, أو بعض الكتيبات, أو المطويات, أو الأشرطة، ثم محاولة أن تقرئي أنت بنفسك على الماء الذي يشربه زوجك، وكذلك أيضًا تقرئين على الطعام وتشربون معًا، يعني لا يكون الأمر خاصا به وحده، فقد تكونين أنت أيضًا مسحورة, وأنت لا تشعرين.
فما المانع أن نشرب ماءً مقروءً عليه، آيات وأحاديث الرقية؟
وما المانع أن نأكل طعامًا مقروءًا عليه آيات وأحاديث الرقية؟ لأنه لو علم أنك تخصينه بذلك فقد تحدث مشكلة كبيرة، ولكن عندما يعرف أنك تشربين من نفس الماء, وتأكلين من نفس الطعام, يعلم أنك تريدين الخير لك وله، وأنك لا تفرقين بينك وبينه، وأنك لا تتهمينه بأنه هو وحده المريض وأنك لست كذلك.

فإذن أقول: ابدئي بذلك، إذا كان زوجك من النوع الذي لا يقتنع بالذهاب إلى الإخوة المعالجين، أما إذا كان ليس لديه مانع فأنا أرى أن تستعينوا بعد الله تعالى ببعض المشايخ الثقات في منطقتكم الذين عُرف عنهم سلامة المعتقد, وأيضًا صحة طريقة العلاج, وأنهم لا يستعينون بأي وسائل غير مشروعة، فمن الممكن أن يقوم بالرقية عليك وعلى زوجك، وهذا كما ذكرتُ من الحلول المفيدة؛ لأن الرقية الشرعية إذا لم تنفع لن تضر، ولا ينفع في السحر –حقيقة- شيء أقوى ولا أعظم من كلام الله تعالى وكلام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من فضل الله تعالى تكاليفها بسيطة، قد تعطون بعض الهدايا أو بعض الأموال لهذا القارئ، وقد تقرئين أنت بنفسك على نفسك، وقد تقرأ عليك الوالدة, أو أحد إخوانك أو أخواتك، فهذا كله ممكن، وأنا أفضل أن تقرئي أنت بنفسك على نفسك؛ لأن قضية القراءة على المرأة فيها محاذير شرعية، والعلماء ضيقوا فيها تضييقًا شديدًا حفاظًا على الأعراض والحرمات، أما قراءة الرجل على رجل فإنه ليس فيها شيء.
فأنا أقول: إذا كان زوجك ليس لديه مانع من الذهاب إلى بعض الأخوة المعالجين فاستعينا بالله واذهبا معًا للعلاج وتلقي العلاج، حتى تُشعري زوجك بأنك مثله تبحثين عن حل.

أما إذا كان لا يستطيع ولا يرغب - فكما ذكرت لك- دون أن يعلم هو تقرئين آيات الرقية على الماء، وتقرئينها كذلك على الطعام، وتستعملون هذا الماء وهذا الطعام على قدر المساواة، بمعنى أنك لا تخصينه هو بذلك، وإنما يكون الأمر بينكما.
هناك أيضًا أمر مهم جدًّا, وهو الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فهي ضرورية للغاية، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومساءً.

أتمنى إذا كان زوجك لا يقولها أن تشجعيه على قولها، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساءً، وكذلك (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً.
بذلك -بإذن الله تعالى- ستكونون أهلاً لأن يرفع الله عنكم هذا البلاء, وأن يعافيكم من هذا الاعتداء، وأن تكوني أنت وزوجك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يشرح الله صدره لكي يكون أبًا لولد مبارك يخرج منكما -بإذن الله تعالى-.

أسأل الله لكما التوفيق والسداد, والعون والرشاد، إنه جواد كريم, هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net