كيف أتخلص من الخجل المفرط الذي أعانيه

2012-03-11 05:54:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة الخجل في المواقف الاجتماعية، فأهرب عندما أرى أحد الأقرباء، ولا أستطيع التحدث إلى أشخاص أراهم لأول مرة، ولا أستطيع التحدث مع أي شخص يزورنا، وعندما أتحدث إلى شخص غريب يبدأ وجهي بالاحمرار وترتجف جفوني، وأضغط على أعصابي.

ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين فقال لي: أني أعاني من رهاب اجتماعي، ووصف لي علاج سبرالكس 5 ملغ، حبة كل يوم لمدة عشرة أيام، و10 ملغ ما يعادل حبتين مقدار 5 ملغ يوميا في العشرة أيام الثانية، وفعلا أنهيت العلاج لمدة 20 يوما، ولكني لم ألاحظ أي فرق في السلوك؛ ولذلك لم أذهب للطبيب مرة أخرى لكي يزيد الجرعة؛ لأني لم أحس بأي فرق.

فهل هذا معناه أن العلاج لم يعمل معي، وسمعت أيضا من أحد الأشخاص أن هذه الأدوية مؤقتة، أي أن مفعولها ينتهي بعد فترة العلاج، فما رأيكم؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: بالفعل وحسبما ورد في وصفك لحالتك فأنت تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يعرف بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، وهو نوع من أمراض القلق المعروفة، العلاج يتمثل في اتباع الخطوات الآتية:

1- أن تعرف أن المشاعر التي تأتيك داخلياً والتي من ضمنها الشعور بالضيق وتسارع في ضربات القلب، التفكير في أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف أو أنك سوف تكون عرضة للسخرية من جانب الآخرين؛ هذا شعور مبالغ فيه وليس صحيحا.

كما أن مشاعرك هذه ليست مكشوفة للطرف الآخر، أي لا أحد يطلع على مشاعرك، فهي خاصة بك جداً؛ ولذا من الضروري أن تصحح مفاهيمك حول هذا الأمر؛ لأن هذا يساعدك كثيراً.

2- من المهم جداً أن نستوعب دائماً أن علاقتنا مع الناس يجب أن تكون مبنية على التقدير والاحترام، وليس الرهبة، لماذا تكون الرهبة وهم بشر ونحن بشر؟ هذا المفهوم يجب أن يعزز.

3- يجب أن تبدأ في نشاطات سلوكية تقوم على مبدأ مواجهة الخوف، وهذا يعني أن تعرض نفسك لمصادر الخوف، دون أن تتجنب وأفضل طرق المواجهة في مثل حالتك هي أن تكون حريصاً على صلاة الجماعة، فهنا تقابل المصلين، والإنسان حين يطمئن للطرف الآخر يقلل ذلك كثيراً من رهبته، ولا شك أن التفاعل مع الإخوة المصلين هو جو يتسم بالطمأنينة والاسترخاء.

4- ومن المهم أيضا تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية، أو تنخرط في أي نوع من العمل الخيري أو الاجتماعي، هذه بيئات مطمئنة جداً وأي نشاط يتم من خلالها يقلل الخوف والرهبة.

5- بالنسبة للعلاج الدوائي، هو مهم ومفيد، وأتفق مع من قال لك أن العلاج الدوائي يساعد الإنسان، ويجعله يتحسن جداً، لكن بعد التوقف منه ربما ترجع الحالة، هذا الرأي صحيح لدرجة كبيرة، لكن أيضا هذه الأدوية فعالة جدًا، وقللت الكثير من معاناة الناس، والأدوية تساعد في تطبيق الإرشادات السلوكية التي ذكرناها، وبعد أن تبنى قاعدة علاجية قوية ويحس الإنسان بالشفاء والتعافي من خلال تناول الدواء والتطبيقات السلوكية بعد أن يتوقف من الأدوية إن كان بالفعل قد عالج نفسه سلوكياً فلن تحدث له انتكاسة إن شاء الله.

فيا أخي: الأدوية مهمة وفعالة ومفيدة ولا شك في ذلك، عقار سبرالكس من الأدوية الجيدة جداً، أنصحك بأن تستمر عليه، وارفع الجرعة إلى (20) مليجرام يومياً، فهذه هي الجرعة المطلوبة لعلاج المخاوف، ولابد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى (15) مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم (10) مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر ثم (5) مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

ويمكن أن يدعم السبرالكس بعقار اسمه فلوناكسول Flunaxol، الاسم العلمي فلوبنتكسول Flupenthixol، وهذا يتم تناوله بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء، ولمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحاً لمدة شهر ثم يتم التوقف عنه، هذا العلاج جيد، واختيار صحيح وسليم، وأنا أفضل أن تتواصل معه.

هنالك أدوية بديلة كثيرة جداً مثلاً: عقار زيروكسات، وكذلك عقار زولفت هي من الأدوية المتميزة جداً لعلاج الرهاب والخوف الاجتماعي، لكن أرى أنه من الأفضل أن تصبر على السبرالكس، وإن شاء الله تعالى تنتفع به.

ونرجو منك مراجعة العلاج السلوكي للخجل في هذه الروابط: ( 267019 - 1193 - 280445 - 278063 ).

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net