الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أؤكد لك أن تشخيص الطبيب صحيح، فالحالة في جوهرها هي نوبات قلق شديدة، وهذا القلق له جزئيات منها الوساوس، وكذلك المخاوف وعسر المزاج البسيط، ونوبة الهرع التي أصابتك، هي جزء أساسي ورئيسي من حالة القلق النفسي التي تعاني منها.
أنا أريد أن أؤكد لك تمامًا أنني قد تفهمتُ رسالتك واطلعتُ عليها أكثر من مرة، فأرجو أن تقتنع بالإرشادات العلاجية التالية:
أولاً: أعراضك ليست خطيرة.
ثانيًا: تجاهل مثل هذه الأعراض يعتبر علاجًا في حد ذاته.
ثالثًا: تطبيق تمارين الاسترخاء(
2136015 )، وكذلك التمارين الرياضية بصفة مستمرة.
رابعًا: غيّر من نمط حياتك، نعم أنت تعيش في بلاد بعيدة، وليس لك تواصل اجتماعي كثير، لكن من المهم الآن أن تحاول وأن تفتح صفحة جديدة. لا شك أنك إذا ذهبت إلى المركز الإسلامي سوف تكون هناك فرصة لك ولزوجتك؛ للتعرف على بعض الإخوة المسلمين، والذين إن شاء الله تعالى يكونون سندًا لك في غربتك، وأنت كذلك تكون سندًا لهم.
ضغط الدم العصبي قد يتسبب فيه القلق، لكن معظم الذين عانوا مما يسمى بضغط الدم العصبي، اتضح في نهاية الأمر أن لديهم ارتفاعاً حقيقياً في ضغط الدم، فلا تنزعج حول هذا الموضوع، ولا توسوس حوله، لكن في ذات الوقت أيضًا لا تهمله، وذلك من خلال الفحص الدوري المتباعد لمعرفة مستوى ضغط الدم.
أنا أرى أنك في حاجة شديدة للعلاج الدوائي، وعقار سبرالكس والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) سيكون مناسبًا جدًّا لك، فهو أكثر فعالية بنسبة قليلة من الزيروكسات.
كما أن مستوى السلامة فيه كبير جدًّا، ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة بسيطة، وهي خمسة مليجرام – أي نصف حبة – تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين.
هذا الدواء إن شاء الله تعالى سوف تجد فيه خيرًا ومنفعة كبيرة وكثيرة.
بجانب السبرالكس أريدك أيضًا أن تتناول عقار يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، والجرعة المطلوبة هي نصف مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذه أدوية جيدة، فعالة، وإن شاء الله تعالى سوف تفيدك كثيرًا.
تغيير نمط الحياة كما ذكرت لك مهم جدًّا لك، وما تشعر به من خواء أو فراغ في داخل رأسك هو ناتج من القلق النفسي، وربما يكون لديك أيضًا شيء مما نسميه باضطراب الآنية، وهو أيضًا نوع من إفرازات القلق النفسي، وما ذكرناه لك من علاجات وإرشادات -إن شاء الله تعالى- سوف يكون سببًا في زوال هذه الأعراض.
عليك أيضًا بأن تكون حريصًا على تلاوة القرآن، قراءة القرآن بتؤدة وتفكر وتمعن واستدراك لمعانيه يحسن من تركيز الإنسان جدًّا، ويزيل -إن شاء الله تعالى- حالة الفراغ والخواء والتغير الغريب الذي تحس به حول ذاتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق، وإن شاء الله تعالى تستمتع بالحياة تمامًا.