ماذا أفعل لمواجهة من أقسمت أن تفرق بيني وبين خطيبي؟

2012-05-16 10:51:31 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة في ال 29 من العمر, مهذبة بشهادة جميع من حولي, ومن أسرة ميسورة الحال, وأعمل بوظيفة تدر لي دخلاً جيدًا.

مشكلتي: بعد خطوبتي من زميل لي في العمل, واجهتني العديد من المشاكل من ناحية أسرته, فهناك بعض قريبات خطيبي لا يرغبن بإتمام مراسم الزواج منه؛ رغبة منهن في أن يتزوج من إحدى قريباته, وواحدة منهن أقسمت بالله على أن لا يتم الزواج, وقامت بعمل الكثير من أعمال السحر لتفريقنا, ولا أدري ما عساي أن أفعل, فأنا لم أعد أستطيع التحمل, وأعيش في حالة خوف وقلق دائمين؛ مما سيحدث لي, فأنا قمت بتجهيز الكثير لزواجي أنا وخطيبي, وتبقى لنا القليل, لكن ما قالته لي تلك المرأة يثير مخاوفي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بابنتنا الفاضلة, ونسأل الله أن يلهمها السداد والرشاد, وأن يكفيها شر كل ذي شر, إنه ولي ذلك, والقادر عليه.

وأرجو أن تدرك ابنتنا الفاضلة أن هذا الكون ملك لله تعالى, وأنه لن يحدث فيه إلا ما قدره الله تعالى وأراده, وأن من تريد الشر فإن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله, ومن أراد بالناس شرًّا لا بد أن يصيبه الله تبارك وتعالى بالشر, ولا يستطيع إنسان أن يلحق أذى بإنسان إلا إذا كان الله قد قدره, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"وقال الله عن السحرة الأشقياء السفهاء " وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" فالإنسان ينبغي أن يكون عنده إيمان بقضاء الله تعالى وقدره, وعليه أن يتحصن كذلك بالمواظبة على الأذكار, وبقراءة الرقية الشرعية, والمحافظة على التسبيح, وتلاوة هذا الكتاب الذي شرفنا الله تعالى به، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ثم يرضيك به, ومثل هذه الأمور التي فيها جهل, وفيها سوء, وفيها شر تزول, والإنسان ما ينبغي أن يخاف من أمثال هؤلاء, ولكن علينا أن نقوي عقيدتنا وإيماننا بالله تبارك وتعالى, وثقتنا في أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا, هو مولانا, وعلى الله فليتوكل المؤمنون، والذي يهمنا هو انسجام هذا الخاطب معك, وتفهمه لهذا الوضع, وحرصه على الطاعة والأمر الذي يرضي الله تعالى, وأرجو أن يعلم الجميع أن السحر والعين والشر والسوء هذه لا تصيب إلا الإنسان المكشوف الخالي من الأذكار, الذي عنده ضعف وخلل في التوحيد, والتوكل على الله تعالى, فإن هذا عرضة للإصابة بكثير من الشرور, وكثير من السوء, فكوني أنت صاحبة إيمان وصاحبة عقيدة, واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تعالى, وحقيقة هذه البنت التي تتكلم بهذه الطريقة, وتقسم بالله, هي جاهلة إذا فعلت شيئًا فسيعود عليها هذا الشيء بالضرر, وسيلحقها الأذى, وليت أولئك الجاهلات يعلمن أن مسألة الزواج مسألة قسمة ونصيب وقضاء من الله تبارك وتعالى وقدر, وأن الشاب لا يمكن أن يجبر على فتاة بعينها؛ لأن هذا تلاقٍ بالأرواح, فالأرواح جنود مجندة, ما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف, وهذا الشباب يعرف القريبات, ويعرف الجارات, ويعرف الكثير من البنات, لكنه اختارك من بين سائر النساء؛ لأن الأرواح جنود مجندة, ما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف، والناس يختلفون في أذواقهم, وفي الأشياء التي يحبونها, في الطعام الذي يفضلونه, في ملامح الجمال, والتلاقي في الأرواح قد يخطب شاب فتاة, والناس لا يعرفون ما السر الذي يربطهم, والسر هو وجود الانسجام بين الروحين, فالأرواح -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكررنا هذا مرارًا- جنود مجندة, ما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف" فتوكلي على الله تبارك وتعالى, واستعيني بالله تعالى, وقولي لهؤلاء إذا كلموك صراحة إن هذا الشاب هو الذي اختارني, وهو الذي رضيني زوجة, وهذه الأمور يقدرها الله تبارك وتعالى, وقد يقدر الله للفتاة المذكورة من هو خير من هذا الشاب؛ لأن هذه الأمور ينبغي أن يرضى فيها الإنسان بقسمة الله بين عباده, والحاسد لا يضر إلا نفسه:

ألا قل لمن يأتني حاسدًا أتدري على من أسأت الأدب
فظنك في خالقي سيئ لأنك لم ترض لي ما وهب
فكان جزاؤك أن زادني وسد عليك طريق الطلب

فعلى كل فتاة أن تتوجه إلى الله تعالى, وتفرح بنعمة الله وفضله إذا نزلت على فتاة من الفتيات, وتتذكر أن هذه الأمور يقدرها القدير سبحانه وتعالى, فلا تخافي ولا تحزني, فلن يحدث لك إلا ما قدره الله تعالى لك, فاتخذي أسباب الحماية وأسباب الوقاية, وردي قدر الله بقدر الله تعالى, وتعاملي مع الله تبارك وتعالى بصدق, وأكثري من التوجه إليه سبحانه وتعالى, واطلبي من زوجك أيضًا أن يحافظ على صلواته وطاعاته وأذكاره, ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك ويحفظه, وأن يجمع بينكما على الخير, وأن يبعد عنكم شياطين الإنس والجن, هو ولي ذلك, والقادر عليه.

ولا يخفى على أمثالك أن الله تعالى يقول: "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا" ويقول تعالى " ولا يفلح الساحر حيث أتى" ولعله من الحكمة أن تحافظوا على خصوصياتكم وأسراركم, وأن تكتموا النعم التي بينكم, فإن إظهار هذه النعم وهذه الأشياء قد يكون سببًا لاشتعال الحسد في نفوس الضعيفات, والحسود لا يسود, وما رأينا في خصال الشر -كما قال معاوية رضي الله عنه- أعدل من الحسد؛ لأنه يتوجه إلى الحاسد فيقتله دون أن يصيب المحسود, فنسأل الله أن يحفظكم ويسددكم, وأن يلهمكم السداد والرشاد, هو ولي ذلك, والقادر عليه.

www.islamweb.net