أعاني من وساوس قهرية تطورت إلى وساوس مرضية، فما العلاج الأمثل؟

2012-06-01 17:43:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

عمري 27 سنة، منذ حوالي أربع سنوات أصبت بوساوس قهرية في الدين، عبارة عن إساءة للذات الإلهية جعلتني أشك في صحة إيماني, ومنذ عدة أشهر تحولت الوساوس إلى صور مفزعة، ثم إلى وساوس مرضية, حيث أتوهم أنني مصاب بمرض ما، يصحبه صداع غريب أشبه بالكهرباء في دماغي, فصرت أعاني من نوعين من الوساوس (الدينية والمخاوف المرضية المفزعة)، فما الدواء المناسب لحالتي؟ علما بأني لاحظت أنكم تصفون دائما دواء بروزاك للوساوس الدينية بينما تصفون دواء سيرترالين للمخاوف المرضية.

وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حازم المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الفاضل قبل أن أتحدث عن العلاج الدوائي أولا: أريدك أن تعرف أن هذه الوساوس هي حالة قلقية متسلطة ومستحوذة, والوساوس تعالج عن طريقة التحقير والوساوس الدينية, خاصة إذا كانت حول الذات الإلهية, يغلق عليها الإنسان بعد مناقشتها فقط تحقيرها.

لا تناقش الوسواس, لا تخضعه لأي نوع من المنطق, لأنه غير منطقي في الأصل, لكن حقره, تأمل أنك تضعه تحت قدمك, وقل له أنت وسواس حقير لن أناقشك أبدا, وفي نفس الوقت يجب أن تصرف انتباهك عنه بأن تنخرط في الأفكار الإيجابية المفيدة, والأعمال التي تشغلك وتصرف انتباهك, في ذات الوقت لا بد أن تطبق تمارين الاسترخاء ـ تمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جدا لإزالة أو على الأقل التمهيد لإزالة الوساوس والمخاوف (2136015), وهذا ليس مستغرب؛ لأن تمارين الاسترخاء ضد القلق، والقلق هوجانب رئيسي جدا في المخاوف والوساوس.

المخاوف أيضا تعامل معها بنفس الطريقة, طريقة الرفض ومواجهتها, وعليك أخي الكريم أن تحصن نفسك, وأن تحرص على الأدعية المأثورة, ("اللهم يا رب الناس أذهب البأس, اشف أنت الشافي, لا شفاء إلا شفاءك, شفاء لا يغادر سقما"), ( "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام والجنون, وأعوذ بك من سيء الأسقام").

ويا أخي الكريم حاول أن تزور المرضى في المستشفيات، وتطبق ما ورد في السنة المطهرة, هذا فيه نوع من التعريض الإيجابي جدا الذي يقلل مخاوفك من المرض, وفي ذات الوقت اذهب إلى طبيب الأسرة مرة واحدة كل أربعة أشهر, وذلك من أجل القيام بالفحوصات الروتينية, هذه الوسائل التي تساعد الناس في علاج مثل هذه الحالات.

كما أنني أناشدك وأطالبك أن تعيش حياة صحية, أن تمارس الرياضة, أن تنظم وقت نومك, أن تنظم نظامك الغذائي, هذا يا أخي الكريم يجعلك وبصورة لا شعورية تحسن أن تخوفك من الأمراض لا داعي له في الأصل.

بالنسبة للعلاج الدوائي البروزاك ممتاز, وكذلك السرتللين ممتاز, كلاهما جيد, حقيقة أنا من وجهة نظري أن السرتللين سوف يكون أفيد لك؛ لأن له ميزة في المخاوف قد يكون أفضل قليلا من البروزاك, وفي ذات الوقت هو دواء معالج بشدة وقوة للبروزاك, لكن كلا الدوائين جيدين, وأعتقد أن السعر هو الذي سوف يكون فاصلا, فحاول أن تقارن بين سعري الدوائين, وأعتقد أنها في مصر متقاربة.

البروزاك في مصر يعرف باسم فلوزاك والسرتللين يعرف باسم مودبكس, إذن إذا أردت أن تبدأ بالسرتللين ابدأ به بجرعة نصف حبة, تناولها ليلا بعد الأكل وبعد 10 أيام اجعلها حبة كاملة, استمر عليها لمدة شهر ثم حبتين ليلا, أي 100مليغرام, وهذه الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها لمدة 4 أشهر على الأقل, ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر, ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إن كان اختيارك هو الفلوزاك فكل 50 مليغرام من السرتليين تعادل 20ملغرام من الفلوزاك, يعني أن جرعة البروزاك هي 20 مليغرام, تبدأ بها يوميا لمدة شهر بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر, ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر, ثم يمكنك بعدها التوقف عن تناوله.

البروزاك لا يتطلب أي نوع من التدرج حين يريد الإنسان أن يتوقف عنه، البعض قد يقول لك لماذا لا تتناول كبسولة من البروزاك وحبة من السرتللين, هذا أيضا منهج لكني لا أفضله كثيرا، إن شاء الله تعالى أخي الكريم سوف تشفى وتتعافى من هذه الحالة.

أسال الله لك العافية والتوفيق والسداد, وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع.

www.islamweb.net