اضطراب الدورة بعد الإجهاض .. ما أسبابه؟

2012-06-18 06:35:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا متزوجة, وأم لطفلتين أنجبتهما في وقت متقارب, وحملت بعد طفلتي الثانية بستة أشهر, ورزقني الله بمولود ذكر, وكان حمله طبيعيًا, وولادته طبيعية, وبعد الولادة بيومين لاحظت وجود مشكلة في التنفس لديه, واكتشف الأطباء وجود مشكلة عضوية في القلب لا علاج لها, وصعدت روحه إلى خالقها بعد ولادته بحوالي ثلاثة أسابيع تحت أجهزة القلب في المستشفى.

وحملت بعد ستة أشهر, وكان الحمل في أول شهوره طبيعيًا - بحسب طبيبتي النسائية الخاصة - وعندما ذهبت بعد شهر من آخر كشف تلفزيوني تبين أن الجنين لا يوجد به نبض منذ ثلاثة أيام قبل الكشف، ونزل من الرحم طبيعيًا بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا من توقف نبضه, ولكني حينها احتجت لإجراء عملية تنظيف للرحم بسبب وجود نزيف بعد نزول الجنين, وأجريت العملة دون مشاكل.

ولكني منذ إجراء عملية التنظيف أتتني الدورة لمدة ثلاثة أشهر متأخرة عن موعدها الطبيعي؛ حيث كانت تأتيني بشكل منتظم في أول الشهر, فمثلاً تأتيني في 3-9 الشهر, أما بعد الإجهاض فأصبحت تأتيني في 9-18 من الشهر, أي متأخرة عن موعدها, وأصبحت تأتي لمدة عشرة أيام تقريبًا, في حين كانت تبقى أربعة أيام فقط, وتأتي في بداية الشهر, ثم أصبحت يتقدم موعدها كل شهر عن الآخر, حتى أصبحت منذ شهرين تأتيني في 27 من الشهر, أي تقدمت عن موعدها الأصلي بستة أيام, وبقيت هكذا مدة شهرين, ورجع نزول الدم إلى أربعة أيام أو خمسة مثل النزول المعتاد قديمًا, وبعدها أطهر منها, ولكنها في هذا الشهر تقدمت يومين عن موعدها؛ حيث أتتني في 25 الشهر.

أرجو إفادتي بأسباب اضطراب دورتي؛ علمًا بأنني أصبحت قلقة من اضطراب موعدها؟

لاحظت خلال أشهر ما بعد الإجهاض أن دورتي تضطرب في موعد قدومها لتأتيني صباح يوم الجمعة من كل شهر, أي أنها منذ الإجهاض - منذ ما يقارب 10أشهر - يتقدم موعدها أو يتأخر لتأتي صباح يوم الجمعة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا لانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب... آمين.

وأحب أن أوضح لك بأنه -وحتى لو كانت الدورة منتظمة- فهذا لا يعني بأنها يجب أن تبدأ في كل مرة بنفس اليوم من الشهر؛ وذلك لأن الأشهر يختلف طولها, ولأن الدورة المنتظمة هي بالتعريف الطبي: أي دورة يكون طولها بين 24 إلى 34 يومًا, بمعنى أن الدورة إن كانت تأتي متقدمة لغاية أربعة أيام, أو متأخرة سبعة أيام, فإنها تعتبر منتظمة؛ لأن التبويض قد يحدث مبكرًا أحيانًا, أو قد يحدث متأخرًا في أحيان أخرى, حسب الوقت الذي احتاجته البويضة للنضج.

لذلك - يا عزيزتي- إن كانت دورتك تأتي بفترات تتراوح من 24 إلى 34 يومًا, وكانت مدة الحيض فيها تتراوح من 2-9 أيام, فيمكن القول بأنها طبيعية, ولا داعيَ للقلق.

أما إن كانت بغير تلك المواصفات, فهنا يجب عمل تحاليل واستقصاءات لمحاولة معرفة السبب.

وأهم هذه الاستقصاءات هو تصوير تلفزيوني دقيق ومفصل للرحم والمبيضين, وكذلك تحليل للهرمونات الأساسية التي تتحكم بالدورة, وهذه الهرمونات هي:

LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4-DHEAS.

ويجب عملها ثاني أو ثالث يوم من الدورة, وفي الصباح, فإن تبين بأن هنالك خللاً ما, فيجب علاجه أولاً؛ لأن هذا سيعيد انتظام الدورة.

وإن تبين بأن التحاليل سليمة, وكانت الدورة متباعدة, فقد يكون هنالك حالة من تكيس المبايض قد تظهر بالتحاليل أو بالتصوير.

ويمكن في هذه الحالة إعطاء العلاج حسب رغبتك بالحمل, فإن كنت راغبة بالحمل الآن فيمكن تنشيط المبايض بحبوب (الكلوميد).

وإن كنت تودين تأجيل الحمل, فيمكن تنظيمها بحبوب تنظيم الدورة العادية.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

www.islamweb.net