هل أصارح أخي بأن صديقتي لا تناسبه أم ماذا؟

2012-06-07 11:27:00 | إسلام ويب

السؤال:
مرحبا موقع إسلام ويب, أشكركم مقدما, وأتمنى لكم التوفيق, وجزاكم الله خيرا على كل كلمة خير تكتبونها لنا.

لدي مشكلة وأتمنى أن أجد الحل عندكم, أخي يبحث عن فتاة ليتزوجها, وهو إنسان طيب القلب وكريم, فسألني عن صديقة مقربة لي, وهي إنسانة عزيزة علي وطيبة القلب أيضا, حين سألني لم أعرف ما أقول فرأيي هو أنه لا يناسبها من الناحية الشخصية, فهي ضعيفة وحساسة جدا من كل شيء, ولا تتحمل أي شيء, وكثيرا ما تقول لي ولصديقاتنا المقربات عن أي شيء يحدث لها, وتضخمه وتبكي لأتفه الأسباب, أشعر أن السبب في ذلك هو حساسيتها الشديدة وأشعر أنها لا تتحمل أي شيء, وتفتقر للذكاء.

فخفت إن تزوج بها أخي أن أخسرها وتبدأ المشاكل بيننا وبين أهلها؛ لأني أعلم أنها سوف تتكلم وقد تشتكي لأي أحد فتحدث مشاكل.

وثانيا: أمها إنسانه عصبية, ومزاجية, ومزعجة, فخفت أيضا أن تثير مشاكل, وإخوانها معروفون بالمشاكل والانحراف, ولا أتخيلهم أخوالا لأبناء أخي مستقبلا -إن شاء الله- وحتى شخصية أخي وشخصيتها لا يتوافقان, هو تناسبه إنسانة أقوى, وتستطيع تحمل المسؤوليات معه, فهو إنسان متواكل وليس بشخص يستطيع تحمل الشكوى والدراما, فلن يضيفوا شيئا لبعضهم البعض -مثلما أرى والله أعلم-.

أشعر بالذنب لأنها أنسانة جيدة, وصديقة مقربة تعني لي الكثير, فهي تحترمني وتحبني كثيرا, وتثق فيني لأبعد الحدود, وكثيرا ما تقول أنا أريد الزواج للستر, ليس لمال أو لجمال, وأشعر مرات أنها مظلومة بين إخوتها المنحرفين وأمها المزعجة, وكثيرا ما أتمنى لها الزواج, وفي نفس الوقت أشعر بأنها غير مناسبة.

فهل أنا مذنبة أو ظالمة لو قلت لأخي ألا يأخذها؟ فكلما تكلمت معها شعرت بأني منافقة!! فهل ما ذكرته هو مقياس جيد أما أنها لقافة وتدخل في شؤون لا تخصني والأفضل أن أقول لأخي خذها وأذكر محاسنها فقط؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نشكر لك هذا التواصل مع موقعك, ونشكر لك حسن العرض لهذا الموضوع فإنه يدل على نضج ووعي وفهم عميق منك فيما يتعلق بنفسية الصديق والشقيق, ومن الناحية الشرعية أقول لك فإنه من الواجب عليك أن تبيني هذا لشقيقك, وليس في هذا الحاق ضرر أو ظلم بتلك الفتاة؛ لأن النصح واجب, وهذا الكلام في مصلحة الطرفين, لأن الفتاة من مصلحتها ألا تتزوج أخا بهذه المواصفات, وفعلا لن يحدث انسجام إذا كان الأمر كما وصفت.

في مثل هذه الأمور لا تعتبر هذه خيانة أو ظلم, بل الظلم هو عدم الإخبار بالحقيقة, هو المجاملة, والمداهنة, وإعطاء رأي باستخدام العاطفة, فعليك أن تنصحي لهذا الأخ وتحذريه من الارتباط بهذه الفتاة إذا كانت المواصفات على ما ذكرت, ومن الممكن ولا مانع أن تستمر الصداقة بينكما, تظل صديقة تتمني لها الخير والتوفيق, لكن من الخير والنصح لها ولأخيك ولنفسك أن تقفي في وجه هذه الزيجة, وأن تبيني لهذا الشقيق أن هذه الصديقة قد لا تصلح معك, فإن قال لك لماذا بعد ذلك تبيني له, أما إن اكتفى بكلامك وانصرف لأخرى فليس لك أن تبيني العيوب؛ لأن هذه من المواطن التي تكلم فيها العلماء في المواطن التي تجوز فيها الغيبة ولكن بقدر.

فإن كان الحال كما وصفت من حال الشقيق وحال الفتاة، فإن الاستمرار بينهما سيكون صعبا, وستحدث كثير من المشاكل, والفتاة التي نشأت في بيئة مثل هذه فعلا تكون حساسة جدا, ولا تحتمل الأوضاع, وستخسرين هذه الصديقة, وسيخر الأخ ثقته بك إن لم تخبريه بهذه الحقيقة, وأعتقد أن البنات غيرها كثير, لكن من مصلحتها ومصلحة الأخ أن توضح الأمور, والمجاملة في مثل هذه الأمور لا تصلح, ولا تنفع, وليس فيها نصح, فلا تشعري بالظلم, ولست منافقة, بل الخلل في أن تسكتي على تلك العيوب, وتتركي هذا الشقيق يمضي إلى الهاوية فيضر نفسه, ويضر هذه الصديقة, ويكون سببا لخراب العلاقة بينكما.

فحافظي على ما بينك وبينها من مشاعر نبيلة, وساعديها بما تستطيعين, قدمي لها النصيحة, ولكن بيني لشقيقك ما فيها, واطلبي منه أن يبتعد, فإن أصر وتزوجها فقد أديت ما عليك في كل الأحوال, ولكن نتمنى أن يطيعك الأخ وأن يبحث عن الفتاة المناسبة, ونسأل الله أن يقدر لك ولها ولأخيك الخير ثم يرضيكم به.

ونوصي الجميع بتقوى الله تعالى, ثم بالتمسك بآداب هذه الشريعة التي شرفنا الله بها, ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net