أختي عصبية جداً وتعاملها معنا منفر، فكيف نتعامل معها؟

2012-06-28 13:14:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي وعمرها 15عصبية جداً وكثيرة الصراخ منذ نعومة أظافرها، دائماً ما تختلف مع أخوتها الصغار في أي شيء، لدرجة أنهم صاروا يكرهونها جداً، لا يسمعون كلامها إلا بتدخل أبي وأمي، وعلاقتنا ليست جيدة كباقي الأخوات، والتعامل بيننا قليل، في إحدى المرات اطلعت على مذكراتها وجدت أنها تعاني كثيراً من نفسها ومن شخصيتها، أمي تخاف عليها كثيراً، لذلك يلبون لها كل طلباتها مهما كانت، وكنت أعترض على ذلك، فهي رغم ذلك لا تطيع والدتها، وأخر مرة عندما تكلمنا معها عن حقوق الوالدين أخبرتها أمي أنها تؤدي حق الأم تجاهها، وهي مع ربها يجب أن تعلم ما عليها.

فصارت تبكى إلى أن طلع الصبح، والآن لا تتكلم معي منذ ذلك اليوم، أيضاً هي تعاتب أبي لأنه ضربها في صغرها، لكن أبي لم يكن يؤلمنا، فهو عندما ضربني عندما لم أصلي لم أحس بها فقط هو كان يؤدبنا، وأيضاً أختي التي عمرها عامين أحياناً تتجنبها، وعندما نخرج تقول لها لا تخرج معنا، أنا لست صريحة معها ولا نتكلم كثيراً، أرجو أن تردوا على.

وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

العصبية والانفعال قد تكون صفة من صفات شخصية الإنسان، وكما تعرفين أن الناس تختلف في طبائعها وسجيتها وسماها، والانفعال وسرعة الغضب قد تكون ملازمة للإنسان كجزء من بناء شخصيته، أو ربما تكون أمرًا عارضًا أو متقطعًا يأتي حسب الحالة الظرفية التي يعيشها الإنسان. إذن هنالك نوعان من العصبية والانفعال.

إذا كان الأمر يتعلق بالشخصية هذا ربما يكون إشكالية، لأنه قد يستمر لفترة طويلة ويتطلب حقيقة علاج نفسي مباشر من خلال مراجعة مختص. أما إذا كان التوتر والعصبية أمر عارض فالإنسان يمكن أن يدرب نفسه على كيفية إجهاض القلق والتوتر.

عمومًا أختك هذه أريدكم جميعًا أن تنظروا إلى الجوانب الإيجابية فيها، فكما ألاحظ من رسالتك أن كل الذي ذكر هو سلبيات، نعم توجد سلبيات، لكن أين الإيجابيات، لماذا لم نتذكرها؟ لماذا لم نبحث عنها؟ لا شك أن لديها إيجابيات، والإنسان بطبعه إذا انتقد أو انتُقص من جانب الآخرين لابد أن يتفاعل سلبيًا، وبعض الناس كما ذكرنا درجة الانفعالية لديهم عالية جدًّا.

أنا أعتقد أنه يجب أن يكون هنالك اتفاق بين الأسرة، بأن تعامل أختك هذه بشيء من الأريحية وشيء من التحفيز والتشجيع، لا أن تُلبى لها طلباتها كلها - هذا لا نؤيده - لكن إذا رفضت طلباتها ترفض بشيء من التوضيح والمنطق، ويمكن في بعض الأحيان تجاهل هذه الطلبات.

حين نشعرها أنها عضو أساسي في الأسرة، وأنها مقدرة وأنها محترمة وأن تُعطى بعض المهام في داخل البيت من قبل الوالدة، وأن تحفز بالكلمة الطيبة، دائمًا هذا سوف يشعرها بالأمان ويحسن من دافعيتها لقبولكم كإخوة وأخوات وكوالدين، فهي الآن تحس أنها ملفوظة من قبلكم، لا تحس بأمان، لذا تعبر عن انفعالاتها بهذه الصورة السلبية والعنيفة. فأنصحكم حقيقة بمراعاتها وتشجيعها وتحفيزها وتجاهل سلبياتها بقدر المستطاع.

سيكون أيضًا من الجميل جدًّا إذا بدأت أنت بمبادرة جيدة داخل البيت بأن تكون هناك حلقة لتدارس القرآن بين أفراد الأسرة مرة أو مرتين في الأسبوع، هذا أمر بسيط جدًّا وأمر جميل جدًّا وتحصل به التآلف والتآخي والمودة والحب بين أفراد الأسرة، ومن خلال هذه الحلقة التربوية (القرآنية) تنسجم أختك هذه بصورة إيجابية جدًّا، وتعرف بذلك أن الأسرة الآن بدأت تهتم بها. هذا أمر أيضًا مهم جدًّا.

حاولي مثلاً أن تستشيريها في بعض الأمور، حتى وإن كنتِ أنت صاحبة القرار لكن خذي رأيها، أو ابني لديها أنك بالفعل تريدين أن تعرفي رأيها ونصيحتها وتوجيهها، هذا يؤدي إلى تخفيف انفعالاتها.

اجلسي معها وتدارسي ما ورد في السنة المطهرة في كيفية مواجهة الغضب، فهناك كتاب (الأذكار) للإمام النووي فيه باب جميل جدًّا حول الغضب وكيفية التخلص منه حسب التوجيهات النبوية، وباختصار: الإنسان إذا غضب يجب أن يستغفر، ويغير مكانه، ويغير وضعه، فإذا كان جالسًا – وهو غضبان – يقوم، وإن كان واقفًا يجلس، ثم يتفل ثلاثًا على شقه الأيسر، ويتوضأ، لأن الماء يطفئ نار الغضب، وبعد ذلك يصلي ركعتين. كثير من الأخوة والأخوات نصحناهم بمثل هذا وانتفعوا به كثيرًا، ويا حبذا لو دربت أختك هذه، ودربت نفسك أيضًا على هذا العلاج النبوي. خذي نفسك نموذجًا لها، هذا أيضًا يساعدها كثيرًا.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي تبين كيفية أدائها، وهي برقم ( 2136015 ) وهي جميلة جدًّا، حاولي أن تطبقيها أنت، وبذلك حثي أختك لتطبيقها، فيها شيء من الراحة النفسية وإزالة التوتر، وهذه كلها مناهج طيبة جدًّا.

الناس يعملون دائمًا الحمد لله مع بعضهم البعض في حب وإخاء، وتوجد الآن دروس للناس وحلقات حتى في بعض البيوت – أعرف ذلك تمامًا – فيا حبذا أيضًا لو بحث عن أختٍ تقوم بإحدى هذه الأنشطة، وكثير من المنظمات والتجمعات الخيرية والثقافية، هذه كلها تشعر الإنسان بكينونته وتصرف انتباهه تمامًا من الانفعالات السلبية، وتساعد في تطوير المهارات.

لا أعتقد أن أختك محتاجة لعلاج نفسي، كل الأمر يتطلب بعض الإرشاد والتوجيه، منها ما ذكرته لك في هذه الاستشارة، وأسأل الله تعالى أن ينفعها وينفعك بها، ونشكرك كثيرًا علي التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net