أريد الزواج من فتاة من غير جنسيتي وأبواي يرفضان، ما نصيحتكم؟

2012-07-08 08:49:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب تعرفت على فتاة عن طريق الإنترنت منذ ثلاثة أعوام، وأنوي الزواج بها، مع العلم أننا نتحدث مع بعضنا شبه يومي، ولكن أبواي يرفضان زواجي من هذه الفتاة للأسباب التالية:

1. الفتاة أكبر مني بعامين.

2. الفتاة لديها شهادة دبلوم فني، وليس شهادة جامعية ( تأتي بعد المرحلة الإعدادية).

3. الفتاة ليست من نفس جنسيتي حيث أنها من المغرب، وأنا من فلسطين.

مع العلم أن هذه الأسباب لا تشكل أية مشاكل بالنسبة لي، وقلبي يميل إليها كثيرا، وأرى سعادتي مع هذه الفتاة، علما أنها متحجبة، وتصلي فرائضها.

أرجو أن تساعدوني في مسألتي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وكم تمنينا أن يكون الآباء والأمهات على علم بهذه العلاقة من بدايتها، وأرجو أيضًا أن تنتبه لوجهة نظرهم، فإن الأسباب المذكورة ينبغي أن توضع في الاعتبار، فإذا كانت الفتاة صاحبة دين فعليك أن تسعي في إقناع الوالد والوالدة، وكسب رضاهما، وعليك أن تطلبي مساعدة الدعاة والفضلاء والعلماء والعاقلين والعاقلات من الأعمام والعمات والخلان والخالات، وأرجو أن توضح لهم الصورة، ويتعرفوا أيضًا على الفتاة، وعلى أسرتها وعلى أهلها.

وهل هي انسجمت في عادات هذا البلد الذي أنت فيه، أم هناك البون الشاسع في العادات والتقاليد والآداب، وأرجو أن تدير هذه المسألة برفق وهدوء، فلا تستعجل الأمور، ولا تغضب والديك من أجل هذه القضية، وحاول دائمًا أن تتخذ الأسباب، وكم تمنينا ألا تكون هذه العلاقة قد حصلت عبر النت، لأن الشيطان الذي جمعكم على هذه العلاقة هو الشيطان الذي سيأتي ليغرس الكره في نفوسكما، ويقول: (فربما كانت الفتاة كذا وكذا)، ويقول: (ربما كان الفتى كذا وكذا) فإن هذه العلاقة لم يكن لها غطاء شرعي، وهي ليست على علم من الأهل، وهذه العلاقة أيضًا لم تكن أهدافها واضحة، وإلا فكيف تستمر ثلاث سنوات دون علم الأهل، ثم بعد أن تعمق هذه المشاعر تأتي لتخبرهم، وتحاول إصلاح هذا الخلل.

على كل حال نحن ندعوك أولاً بالتوقف عن هذه العلاقة، ثم عليك أن تجتهد في إرضاء والديك، ثم عليك أن تسعى في أن تطرق دارها من الباب، وتقابل أهلها الأحباب، وأرجو أن تعطي نفسك فرصة للسؤال عنها، ومن حقهم كذلك أن يسألوا عنك، لأن هذا حق شرعي للطرفين، والخطبة الفعلية من أهدافها هو تحقيق التعارف، فإذا حصل التوافق وحصل الانسجام فلم يُرَ للمتحابين بعد ذلك سوى النكاح، ونقترح عليك أن تأتي أهل الفتاة ومحارمها وأصحاب الوجهات، وأن تذهب أنت أيضًا بأهلك الكرام، وأصحاب الوجهات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

أما مسألة كبر السن فليست مشكلة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كانت خديجة -رضي الله عنها- تكبره بخمس عشر عامًا، وسعدت معه سعادة عظيمة جدًّا، والفتاة ليست بشهادتها، ولكن بنجاحاتها في الحياة، وقدرتها على التواصل، وقدرتها في أمر التربية، ورعايتها للأبناء.

أما كونها من جنسية أخرى فلستُ أدري هل أنتم جميعًا من أبناء الكويت، أين ولدتَ، أين تربيت؟ ولا شك إن كانت هي جديدة على البلد، أو كنت أنت جديدًا على البلد، فإن البون سيكون شاسعًا جدًّا في مسألة العادات والتقاليد.

ونتمنى حقيقة أن تحظى برضا الوالدين، لأن سعادة الإنسان أن يجد زوجة يرتضيها الوالد وترتضيها الوالدة، وتكون مع ذلك صاحبة دين، وصاحبة أخلاق.

وأرجو أن تكتما أمر هذه العلاقة التي حصلت خلال هذه السنوات، وتبدأن فعلاً في مراسيم الزواج، الطريقة الصحيحة، الطريقة التقليدية، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

www.islamweb.net