قولون عصبي تصاحبه أعراض نفسية .. ما تشخصيكم لحالتي وعلاجها؟

2012-07-14 17:56:49 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم.

منذ 3 سنين كنت أشعر بألم شديد في القولون، وذهبت لأخصائيين باطنية، وكان التشخيص أن عندي قولونا عصبيا، وأخذت أدوية كثيرة مثل ليبراكس وكولونا وسبازموا كانيولا، لكن للأسف لم تكن النتيجة حسنة، بدأت الأعراض تزيد كانت عبارة عن ألم في القولون، وأغلب الوقت إسهال أو إمساك، والحاجة لدخول الحمام أكثر، وأصبحت لا أخرج من البيت كثيرا.

في البداية لم أكن أحضر الكلية، ثم أصبحت لا أخرج من البيت تقريباً إلا في الضرورة، ذهبت لأطباء نفسين شخصوني أن عندي اكتئابا، وكانت إحدى النتائج هي آلام المعدة والقولون العصبي، ومشيت على الأدوية لمدة سنتين، لكن للأسف لم تكن هناك أي نتائج طيبة، وفي خلال السنتين هاتين انعزلت عن أصحابي وكل شيء.

ذهبت لطبيب نفسي ثان، وكان التشخيص أن عندي obsessive compulsive disorder نتيجة عدم خروجي من البيت كثيرا مع وجود آلام القولون، فأصبح عندي إحساس دائم أني عندما أخرج سأحتاج أدخل الحمام، ومن هنا تركت الخروج كثيرا.

استمررت على الأدوية لمدة 6 أشهر تقريباً –والحمد لله- أصبحت أخرج جيدا، وتعايشت مع آلام القولون.

في السنتين اللتين مضتا لم أدخل امتحاناتي بسبب هذا الموضوع، الآن عندي امتحان بعد شهر، ومنذ أسبوع وأنا أعاني من ألم في القولون وعندي شعور دائم بـ incomplete evacuation خاصة عندما أخرج من البيت.

منذ 7 أشهر توقفت عن الأدوية النفسية، ومنذ شهر وأنا مستمر على كولونا، لكن لا توجد نتيجة، حاليا الألم زاد، وبدأت أخاف من الخروج مرة أخرى، وأخاف أن لا أدخل الامتحانات هذه السنة، ولا أعرف كيف أتصرف؟ حياتي شبه واقفة.

في انتظار ردكم وجزاكم الله خيراً.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أخي وصلتنا رسالة مشابهة جداً لرسالتك هذه منذ فترة ليست بالبعيدة، وأقول لك أن الأعراض التي تشتكي منها هي في المقام الأول بسبب القلق النفسي، وأتصور أن هذا القلق جزء من البناء النفسي لشخصيتك، والقلق قد يتولد عنه وساوس، فأنت بالفعل أصبح لديك وساوس قهرية من النوع البسيط كما ذكر لك الطبيب، وهذا كله أدى إلى ما يمكن أن نسميه بعسر المزاج الثانوي، وهي درجة بسيطة جداً من الاكتئاب النفسي.

إذن الحالة كلها قلقية تجسدت في شكل أعراض نفسوجسدية، والأعراض الجسدية تمركزت حول الجهاز الهضمي والعلاقة بينما يسمى بالقولون العصبي أو العصابي، والقلق النفسي هي علاقة معروفة وأكيدة وأصيلة.

أيها الفاضل الكريم: هنالك إجراءات علاجية لا بد أن تقوم بها، وهي المواظبة على الرياضة، والرياضة بانتظام مهمة جداً لعلاج القلق النفسي المرتبطة بالقولون العصبي، كما أن تمارين الاسترخاء تعتبر ضرورية وهامة وفاعلة وأرجو أن تطبقها وهنالك استشارة توضح كيفية تطبيقها تحت الرقم 2136015 ، أرجو أن تتبع التعليمات بدقة وتستمر في هذه التمارين.

ثالثاً: الإنسان من المفترض أن يصرف انتباهه عن أعراضه خاصة إذا كانت هذه الأعراض ليست خطيرة، لكنها مزعجة، تصرف الانتباه من خلال الاجتهاد في الدراسة، ومن خلال التواصل الاجتماعي، ومن خلال التفكير الإيجابي، وتحقير الفكر السلبي، هذه كلها وسائل وآليات علاجية مطلوبة جداً، فأرجو أن تكون حريصاً عليها.

بالنسبة للعلاج الدوائي أبحاث كثيرة جداً أشارت أن مضادات الاكتئاب والقلق بصفة عامة ذات فائدة جيدة جداً.

عقار الدوقماتيل والذي يعرف باسم سلبرايد له فائدة جيدة جداً، كما أن عقار موتيفال وهو موجود في مصر وقليل التكلفة من الأدوية الجيدة جداً، وأنا أفضل أن تدعم هذه الأدوية بأحد مضادات الاكتئاب الثابتة والقوية والمعروفة، وأعتقد أن عقار مودباكس سوف يكون دواء مفيداً، وهي كلها متوفرة في مصر، فأرجو أن تطرح هذه الأفكار على طبيبك حين تقابله.

اللبراكس لا بأس به لكن قلل منه؛ لأنه في بعض الحالات قد يؤدي إلى درجة بسيطة من التعود.

ختاماً: أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.