أهلي وأهل زوجي يسيئون معاملتي، فما الحل؟

2012-07-17 10:59:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة، ومن طبعي أني أحب الناس، وأحب مساعدة الغير، ولا أحب الخصام، ولكن مشكلتي هي أهلي وأهل زوجي، فأما أهلي فقد فعلت لهم الشيء الكثير ولكنهم لا يتذكروه لي، هذا من جهة أهلي، أما أهل زوجي إن عملت لهم خيراً يرد إلى شر.

وعندي أخت زوج أساءت لي كثيرا،ً وكنت أضغط على نفسي وأذهب أكلمها ولكنها زادت عن حدها، وأصبحتُ وحيدهً لا أحد يسأل عني، على الرغم من أني أكلمهم جميعا، وإذا غبت لا أحد يسأل عني، أريد معرفة كيفية التعامل معهم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يستخدمك فيما يُرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه، وهنيئًا لمن عملت الخير له ونسيت ما عملت، فإن الله لا تخفى عليه خافية، وإذا لم يشكر أهل الزوج على إحسانك فإن ذلك الإحسان سيكون في صحيفة الأعمال، فأخلصي لله في عمل الخير، واحتسبي الأجر عند الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الربح الحقيقي هو أن يجده الإنسان بين يدي الله تبارك وتعالى، حسنات يجد برها وأجرها وثوابها عند الله تبارك وتعالى:

ازرع معروفًا ولو في غير موضعه لن يضيع معروف أينما زُرع
إن المعروف من طال الزمان به لن يحصده غير الذي زرعَ

واعملي أن الإنسان الذي يفعل الخير ويساعد الناس ويقدم الخدمات ويقدم لهم الكلمة الطيبة - أي نوع من أنواع المعروف – هو الذي يكسب ويربح عند الله تبارك وتعالى.

ولذلك ينبغي أن تفعلي الخير ولا تتوقفي عن فعل الخير، مهما كانت الإساءة ومهما كان التقصير من الأهل أو من غيرهم، وسيأتي اليوم الذي يعرفون فيه قيمتك، فإن لم يعرفوا فإن قيمتك عند الله محفوظة، وأجرك عند الله تبارك وتعالى مكتوب، والخصام لا خير فيه، والتقصير في حق الآخرين لا خير فيه، والنجاح للإنسان هو أن يؤدي ما عليه، ثم يسأل الله تبارك وتعالى الذي له.

ونحن نتمنى أن يكون زوجك متفهم لهذا الوضع، عارف لقيمتك، مقدر لجهودك، مقدر لما تقومي به، وهذا سيجعلك تحتملي أخت الزوج وغيرها، واحتسبي أجرك عند الله تبارك وتعالى، فإن التي تُسيءُ إنما تسيءُ لنفسها، والتي تظلم ستنال عاقبة الظلم، والتي تعتدي لن تموت قبل أن يأخذ الله تبارك وتعالى هذا الحق منها، قبل أن يعاقبها الله تبارك وتعالى، فإن الظلم مرتع مبتغيه وخَيمُ.

إذن نحن نتمنى أن تستمر هذه الروح، وأن تستمري في عمل الخير، ولا تتوقفي، لأن الإنسان يعمل الخير ليس لأجل الناس، ولكن لأن الله أمر بذلك، ولأنه يرجو الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، فأقبلي على الحياة بروح جديدة، واعلمي أن الإنسان عليه أن يُحسن ويُحسن ويُحسن، بل عليه ألا يقابل إساءة الآخرين بالإساءة، هذا هو الكمال الذي نريده لك ولكل من يتواصل مع هذا الموقع، فإن الله قال لنبيه: {خذ العفو وأْمرْ بالعرف وأعرض عن الجاهلين} فكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يُعطي من حرمه، ويصل من قطعه، ويعفو عن من ظلمه - عليه صلوات الله وسلامه – وهذا هو الكمال من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم – وهذا المعنى هدية نقدمه لسائرين والسائرات على خُطى رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه -.

وعليك أيضًا أن تُحسني إلى الجميع، فإن الإحسان يستعطف القلوب ويغيرها، ويؤثر عليها، ومهما أساء الإنسان فإنه سيجد نفسه محرجًا إذا قابلنا إساءته بالإحسان، وأنت ما جزيت من أساء إليك بمثل أن تحسني إليه، قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميمٌ} فافعلي الخير، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، وأحسني إلى زوجك وإلى أهله، وواصلي الإحسان إليك وإلى أسرتك وإلى أهلك، وإن قصروا في حقك، لأنك تريدين الثواب والأجر عند الله تبارك وتعالى، ولا تحزني، ولا تلتفتي إذا لم تجدي ثمار مباشرة وآثار مباشرة لإحسانك ومساعدتك لهم، فإن الأجر عند الله تبارك وتعالى محفوظ، ودائمًا الناس قد يعرفون المعروف ولكن لا يذكرون أهله، وهذه سلبية، لكن المهم هو أن هذا الأمر سيرفع منزلتك عند الله وعند الناس.

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، واعلمي أن مسامحتك لأخت الزوج وتجاوزك عن أهله يزيد منزلتك عند الزوج ويزيد من رفعتك عند الله تبارك وتعالى. ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يعيننا على الانتصار على هذا العدو، لأن الشيطان يريد أن ينشر العداوة والبغضاء، هذه من أكبر الدوائر التي يهتم بها الشيطان، لأن هذا هدفه – إن صح الكلام – الاستراتيجي له العدو، {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء} دائمًا هذا من أكبر أهداف الشيطان، أن يشحن النفوس، والشيطان يأس أن يعبده المصلون، ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك، رضي بالتحريش بينهم، بأن يشعل بينهم نيران العداوة، بمثل هذا الكلام الذي يقال: (ما قدرتني، ما احترمتني، هي سلمتْ عليَّ، هي تترفع عليّ) إلى آخر هذه الكلمات التي لا تخلو من أوهام، وإن كانت حقيقة فإن العلاج الأكبر لها يكون بالصبر، وتجاوز عن المخطئ، والمسامحة، وأن يكون الإنسان أكبر من هذه الأشياء، وأسوأ عقوبة ألا نقابل إساءة المسيء بالإحسان، وألا نجاريه في إساءته وإلا نزلنا إلى درجته، وهذا ما يقتضيه الحلم والعفو والصفح، والإنسان ينبغي أن يكون كالشجرة المثمرة يرميها الناس بالحجارة فتعطيهم أطيب الثمار

يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حِلمًا كعودٍ زاده الإحراق طيبا

فإذا أساء إليك إنسان فتذكري أن الأجر عند الله تبارك وتعالى، فكوني أمة الله المظلومة ولا تكوني أمة الله الظالمة، كوني أمة الله المحسنة ولا تكوني أمة الله المسيئة، كوني أمة الله الصابرة ولا تكوني أمة الله التي عندها جزع وهلع وضيق، واعلمي أن الشيطان هو الذي يكبّر ويضخم هذه الأمور ليُدخل عليك الأحزان، فهمُّ الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله.

أسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الاستمرار في هذا الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net