عمري 19 عاما، فهل يمكنني زيادة قامتي؟

2012-09-16 11:38:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

دكتور، وكل عام وأنت بخير.

أعاني من قصر القامة، فطولي 168 سم، وأنا أعرف أنها تعتمد على العوامل الوراثية، ولكن الوالد طويل ما - شاء الله - 180 سم تقريبا، والوالدة قصيرة مثلي، وأنا عمري 19 سنة، فهل ممكن أن أذهب لدكتور وأستشيره بخصوص إبر هرمون النمو أو أنه لا يفيد مع العلم أني آخذ كبسولات تساعد مثل: الزنك والكالسيوم والأرجنين مع ممارسة تمارين العقلة؟ ولكن هل من الممكن أن طولي يزيد في هذا السن أو أستشير دكتور عظام؟

أمنى أن أجد ردا منكم دكتور، وأن تعلمني عن الإجابة التي تنفعني، وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما ذكرت فإن طول القامة تتحكم به العوامل الوراثية إلى حد كبير، وقد يكون أحد أفراد العائلة أطول من الآخر، وواحد منهم يجب أن يكون أقصر الجميع، والأشياء الأخرى التي تتحكم بطول القامة هي التغذية الصحيحة، والهرمونات، وصحة البدن من الأمراض خلال فترة النمو ويتوقف النمو عند الذكور بين سن (18-20) سنة وقد يستمر في بعض الأشخاص حتى سن 21 سنة.

وقد تقرأ الكثير في الإنترنت عن أمور لا حصر لها أنها تزيد الطول، إلا أن ذلك في كثير من الأحيان يفتقد الصدق ويفتقد الدلائل العلمية، وخاصة الهرمونات المنشطة للنمو، فهذه الهرمونات يجب أن تؤخذ قبل سن الأربعة عشر عاما لمن عنده نقص في هذه الهرمونات، ولا تفيد بعد توقف النمو، وقد يكون لها آثار ضارة لأنها قد تسبب ضخامة الأطراف دون زيادة في الطول.

أما بالنسبة للزنك فإنه يفيد في حالات نقص الزنك، وفي فترة النمو، ولذا قبل تناول الزنك فإنه يفضل عمل تحليل لمستوى الزنك.

أما الحموض الأمينية Arginine _ ornithine _ Lysine فهي من الحموض الأمينية الأساسية، وهي من الحموض الأمينية الضرورية لبناء البرويتينات، إلا أنه لا يوجد أي دراسات دامغة على أنها تزيد في الطول عند من وصل إلى سن توقف نمو الطول.
ما أقره الطب وثبتت فعاليته حتى الآن فهو إطالة الجسم بطرق جراحية بتركيب جهاز يسمى (إليزارووف)، وتفيد الأبحاث التي أجريت عليه أن متوسط الإطالة الذي تم تحقيقه في عظم الفخذ بلغ [7.2 سم]، وتتراوح الإطالـة بين 4.5 سـم و 12 سم، وفي عظم الساق [7.1 سم]، وتتراوح الإطالة بين 4.5 سم. و 13 سم، إلا أنها طويلة وتستهلك الوقت وتحتاج لعدة عمليات.

وتتم تحت التخدير العام، وذلك بواسطة وضع الجهاز على الطرف المراد تطويله، بحيث تتم إدخال أسلاك معدنية خاصة في العظم، ومن ثم يتم إجراء فتحة جراحية في العظم لا تتجاوز " 1سم " يتم فيها كسر جزء من العظم والبدء في إبعاد طرفي العظام عن بعضها البعض، وذلك للوصول إلى الطول المطلوب بحيث لا يتجاوز 20 في المئة من طول العظم الأصلي، وبالتالي يستطيع المريض المشي في اليوم التالي للعملية، ومغادرة المستشفى بعد ثلاثة أو أربعة أيام.

وهذه تحتاج لجراح عظام يمارس مثل هذه العمليات.

وهناك عملية أخرى تجرى بأسلوب مبتكر يعتمد على تطويل عظام الفخذ باستخدام مسمار نخاعي تيلسكوبي داخلي وبدون الحاجة إلى أجهزة خارجية، إلا أن هذه العملية ليست متوفرة إلا في السعودية في الوقت الحاضر.

استخدام المسمار الشوكي لتطويل العظام حقق نسبة نجاح عالية جدا, تصل إلى مائة في المائة, وتمكّن هذه العملية المرضى من المشي بصورة طبيعية بعد انتهاء فترة تطويل العظام.

وهذه التقنية الجديدة هي عبارة عن تطويل داخلي للعظام بمسمار نخاعي, يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الريموت كنترول, وبدون الحاجة إلى أي مثبتات خارجية أو تحريك معين للساق, إضافة إلى عدم وجود آلام تذكر بعد إجراء العملية الجراحية, وتسمح هذه العمليات بتطويل العظام حوالي 8 سنتيمترات دون الحاجة لجهاز تثبيت خارجي، مما يسمح للمريض بممارسة حياته الطبيعية أثناء فترة العلاج, وتحريك مفاصله بسهولة ويسر, ويستطيع الضغط على قدمه بدون آلام جسدية أو نفسية أو مضاعفات تذكر أثناء فترة العلاج التي لا تتعدى شهرين, إلا أن المريض يحتاج للمتابعة الدقيقة بعد الزرع فترة التطويل للوصول إلى الطول المحدد، وأنت لست بقصير القامة فقامتك معتدلة.
والله الموفق!

www.islamweb.net