ابنتي صغيرة وتراسل ابن خالها البالغ 22 عاما.. كيف أتعامل معها؟

2012-10-18 06:39:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو منكم أن ترشدوني بخطوات عملية عن كيفية التعامل مع ابنتي التي بلغت قبل 6 أشهر، وعمرها 10 سنوات، فقد اكتشفت أن هناك رسائل متبادلة بينها وبين ابن خالتها البالغ 22 عاما، والذي يسكن في نفس المنزل معنا حيث إنني أسكن في بيت والدي، علما بأنني حريصة على تربية بناتي التربية الصالحة من المحافظة على الصلاة، والبعد عن المحرمات من أغان وأفلام هابطة وغيرها، والنصح لهم دائما بالحرص والمحافظة على حيائهم وأدبهم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك هذا الاهتمام، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح لنا ولك النية والذرية، ونوصيك بهذه الفتاة خيرًا، فإنها في عمر من الأهمية بمكان، أرجو أن تقتربي منها وتشبعيها من العاطفة والاهتمام والرعاية والقُرب وتتخذيها صديقة، اقتربي منها حتى تشبعيها من العاطفة والحب والعناية والرعاية، ثم حاوريها في مثل هذه الأمور، وبيّني لها مخاطر إهمال لمثل هذه الأمور وعدم رعايتها للضوابط الشرعية.

ولا ننصح بأن تخبريها بأنك تجسست عليها، وأنك عرفت أنها على علاقة – وكذا – ولكن تبيني لها الأحكام، تقولي لها: (يا فلانة نحن فرحين الآن أنك أصبحت ولله الحمد فتاة جميلة، امرأة مكلفة شرعيًا، نحن سعداء بك، لأنك أصبحت في مقام المسؤولية، والمسلمة إذا بلغت هذا السن عليها أن تحافظ على صلواتها، تحافظ على عفتها، أن تبتعد عن الرجال، أن تغض بصرها، أن تحرص دائمًا على أن تكون مطيعة لله تبارك وتعالى، وأنا أريدك في هذه الفترة إذا وجدت ضيقًا ينبغي أن تعلمي أني صديقتك وتخبريني بكل ما تحتاجين إليه، فليس في الناس من هو أقرب لك مني)، وامسحي على رأسها، واحضنيها، وقبليها، واثني على جمالها، حذريها واطلبي منها الابتعاد عن الرجال، بيني لها أن أولاد العم وأولاد الخال، (هؤلاء الذين كانوا يلعبون معك في الصغر الآن لا يجوز اللعب معهم، ولا يجوز الاتصال عليهم، ولا يجوز الخلوة بهم، فهذه أحكام شرعية ينبغي أن تراعيها) وتبيني لها هذه الأحكام، لأن المسألة تحتاج إلى تعديل.

يؤسفنا أن معظم النساء في هذه الفترة تتخذ موقف العداء من بنتها، ودائمًا تقهر الفتاة وتشد عليها، وتعيب عليها انتفاخ جسدها وبروز جسدها، وطول جسدها، أو غلظ صوتها، أو نعومة صوتها، المهم التغيرات التي تحدث للفتاة ما ينبغي أن نركز عليها أو نعيّب عليها بهذه النقائص، فهي بحاجة الآن إلى تعليم.

عليك أيضًا أن تتخذيها صديقة، فمثلاً تزوريها في المدرسة، تعرفي على أحوال رفقتها، (من أنتِ ما شاء الله بنتُ مَنْ؟ تدرسن القرآن يا بنات؟ أين وصلتن؟ عليكن أن تحافظن على الصلاة) يعني تعطيهن نصائح حتى تعرفي من حولها، لأنه قد يكون هذا الذي وقعت فيه من المدرسة، من الصديقات، يشجعنها على أن يكون لها صاحب ونحو ذلك من الكلام.

وطالما كان الشاب أيضًا قريبا منك فلا مانع أن تتخذي له وسيلة فتُربيه، تنصحي له، فهو أيضًا على صلة بك، تقولي له: (يا فلان أنت أصبحت رجل، وعليك أن تحافظ على الصلاة، وعليك كذا) لأننا عندما نكون في بيت واحد لابد أن نراعي ذلك، فلا يستطيع إنسان أن يصلح أولاده إلا إذا صلح أولاد إخوانه، وأنت الآن في مقام الأم للجميع، في مقام الموجه للجميع.

ولذلك أرجو أن تتعاملي أولاً مع الوضع في هدوء، وتبيني الأحكام، ولا مانع بعد ذلك من أن تراقبي لكن عن بُعد، دون أن تشعريها أنك تتجسسي عليها، أو أنك تحاولي معرفة تصرفاتها، لأنها في هذه الحالة ستختفي، وتختفي الثقة في نفسها.

والشباب في هذا السن بحاجة إلى حوار، لا تنفع الأوامر ولا تُجدي التعليمات، وإنما نقنعهم، ونحاورهم، كأن نقول: (هل هناك بنات في المدرسة عندكن يتصلوا على فلان) إذا قالت: نعم، فقولي (سبحان الله، هذا لا يجوز، عليك يا بنتي أن تبتعدي منهم) يعني اسمعي يا جارة، ويكون التوجيه غير مباشر.

وأيضًا مثل ما قلنا: ينبغي أن تجعلي هذا الذي حدث سرًّا، وتحاولي أن تبيني لها أنك واثقة فيها، وأنك على ثقة، ولكن لأن في الناس أشرار، ولأن في الشباب والفتيات من يتجاوز، فأنت لستِ مثلهم، وأنا أحببت أن أتذاكر معك في مثل هذه الأمور.

ونريد أن نقول الفتاة التي تجد الاهتمام من أهلها، تجد الحب في بيتها قلَّ أن تنحرف، يصعب أن تنحرف – والحالة هذه – لكن إذا وجدت الإيمان والزجر والشدة عليها فإن هذا قد يحملها إلى تسول العاطفة، إلى البحث عن كلام جميل من أي مصدر ومن أي مكان، ومن هنا تبدأ مسيرة الضياع.

لذلك أرجو أن تنتبهوا لهذا الجانب، ونحن سعداء بهذا التواصل، وأرجو أن تكتبي لنا بتفاصيل ما حصل، فاجلسي معها هذه الجلسة، ونتمنى أن تكوني قريبة منها، وأن تدخليها في حياتك، وتتبادلي معها الهاتف، فتعطيها هاتفك وتعطيك هاتفها، أو قولي لها: (أريد أن أتصل على الخالة أو على العمة أو كذا فأعطيني جوالك) بحيث تشعر أن الأمور موحدة، وأنك تتعاملي معها بأريحية، وتتخذيها صديقة لك، ومن خلال هذا أيضًا تستطيعي أن تعرفي أشياء كثيرة، ونحن نعتقد أن المسألة في بدايتها، والسيطرة عليها من السهولة بمكان، فاستعيني بالله، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، واقتربي من بنتك، واعلمي أنها درة غالية، وحاولي النصح لها والجلوس معها واتخاذها باختصار صديقة، وطالما كانت البدايات طيبة، فإن العلاج سيكون سهلاً، أسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

www.islamweb.net