زوجي يدخل لمواقع غير لائقة ويخونني عبر النت، ماذا أفعل؟

2012-10-17 09:46:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.

اسأل الله في البداية أن يكتب الأجر لكل من ساهم على تأسيس هذا الموقع الرائع.

استشارتي هي أن زوجي يدخل لمواقع غير لائقة ويخونني عبر النت، ماذا أفعل؟ علماً بأنه يعيش بعيدا عني، كل منا في دولة.

كيف أستطيع أن أمنعه عن ذلك؟ علماً باني لمحت له بالكلام وأخبرته أن ما يفعله حرام، وأخبرته أن لدي استعداد على أن ألبي ما يطلبه منهم عبر النت، فأنا على الأقل حلاله، فماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاشقة جنة الخلد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك هذا الثناء والمدح للموقع ولمن أنشأه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك في موازين حسنات الجميع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين إلى الحق، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وقد أحسنتِ في قولك للزوج أن ما تريده في الحرام سأوفره لك في الحلال، ونحن نتمنى ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وينبغي أن يُدرك هذا الزوج أن الدخول لهذه المواقع السيئة أمر يُغضب الله قبل أن يهضم حق زوجته، وأن الله تبارك وتعالى يستر على الإنسان ويستر عليه، فإذا تمادى في المعصية ولبس للمعصية لبوسها هتك ستره وفضح عرضه وخذله.

فعليه أن يكتفي بالحلال الذي أكرمه الله تبارك وتعالى به، ويتجنب الدخول لهذه المواقع المشبوهة، ونتمنى أن يكون لكلامك أثر كبير، واجتهدي دائمًا في أن تذكريه بأن الله لا تخفى عليه خافية، وبأن الله يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، وأنك تضحين من أجله وتنتظريه، وبأن كل هذه التضحيات من أجل المصالح المشتركة لحياتكما ولحياة أفضل.

وبيّني له أنك على استعداد أن تكوني معه في أبسط عيشة مهما كانت الأحوال الاقتصادية، تستطيعين أن تصبري لتكوني عونًا له على العفاف وعلى الخير، وكم تمنينا أن يُدرك الجميع أن الدخول للمواقع المشبوهة باب من الشر ينفتح على عباد الله، قد يوصل الإنسان إلى درجة من العجز والفشل في الحياة الزوجية والأسرية، بحيث يُصبح الإنسان فاشلاً لا يجد المتعة إلا في هذا الحرام والعياذ بالله.

فحذاري من السير في هذا النفق المظلم الذي قد يوصل للإنسان إلى العجز تمامًا بالقيام بواجباته، يوصل الإنسان إلى مرحلة لا يهتم فيها بعد ذلك بزوجته الحلال لأنه وقع في الحرام والعياذ بالله.

فإذن ينبغي أن ينتبه لنفسه، وأرجو أن تعاونيه، وتلاطفيه، وتكلميه بالكلام الجميل الذي يُظهر أنوثتك، فأنت زوجة له في الحلال، وقد أحسنتِ ويبدو أنك على استعداد، لكن نتمنى أن تكون استجابة الطرف الثاني لهذا الكلام جيدة، يهتم بك ويحاول دائمًا أن يسافر إليك أو تسافري إليه بين الحين والآخر، حتى نستطيع أن نستمتع بحياتنا في الحلال لنحمي أنفسنا من الوقوع في الحرام، فإنه لا فائدة في الأموال إذا وقع الإنسان في المعاصي، وإذا كان هذا البُعد سبب لانحراف الزوج – أو الزوجة – فما قيمة الحياة بعد ذلك؟

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وننصحك بألا تتشددي، وألا تقفي طويلاً في هذا الأمر، واعتبري أن الرسالة قد وصلت، والآن عليك بالبرنامج الإيجابي، بأن تهتمي به، تُثني عليه، تذكريه بالله، دون أن تذكريه بالخيانة، ولا تقولي (أنت خائن وأنت فعلت وأنت فعلت) من هذا الكلام، لأننا لا نريد أن تحددي له هوية، وتحددي له لون، وأن تدفعيه إلى الهاوية، لأن الإنسان إذا قلنا له (أنت سيئ أنت سيئ) يصل لمرحلة يقول فيها: (ما دمت أنا سيئ فليكن) ويطبق هذا السوء والعياذ بالله ويستمر عليه.

لكن عليك أن تحسني به الظن، وأعطيه فرصة، وكوني على حذر أيضًا، بحيث توصلي الكلام بطريقة إيجابية، دون جرح لمشاعره، مع الحرص الشديد على الستر عليه، مهما كان لا تخبري أحدًا، فأنت الآن أخبرتنا، والموقع هذا يحفظ الأسرار، وبإمكانك أن تطلبي أن تكون الاستشارة محجوبة لا يستطيع أن يراها أي إنسان، هذا لأننا نحفظ الأسرار، وفي كل الأحوال هذا زوج لك، فلابد أن تحافظي على سره، لأن هذا إذا لم تفعلي هذا – والعياذ بالله – فإن هذا يضر بك وبأطفالك وبمستقبل هذه الأسرة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net