أفتقد حلاوة القرآن والإيمان الصادق.. فهل من إنارة وتوجيه؟

2012-12-03 12:49:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بجهودكم، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

اختلطت علي الأمور، وبتّ في قلق لا أعلم ما السبيل لأستشعر آيات الرحمن مثلما كنت من قبل.

التزمت فترة بمشاعر إيمانية، كنت أتلذذ بها من صلاة وذكر في رمضان بالذات، عزمت على حفظ القرآن، وفعلا بدأت وتقدمت، كنت أعيش مع الحفظ والتدبر في نعيم لا يوصف.

أما الآن لا أدري، ضعفت، أعيش مع وساوس هزت عقيدتي وديني! فلقد بت أخاف من الكفر، وأستثقل قراءة القرآن وحفظه من قبل، مرات أتمنى أن يأخذ ربي روحي، ولا أعيش هذا الشعور!

هل هي عين أصابتني أم حسد؟ لأني أصبحت لا أطيق، لا دراسة، ولا أستشعر أن هناك شيئا أعيش من أجله، فقدت شهيتي للأكل، ووهن جسمي.

اختلطت علي الأمور، وبت أشك في إيماني، عقيدتي فقدت حلاوة التوكل والسعادة عن ذي قبل، يؤلمني وضعي مع القرآن، يؤلمني أني بت أخاف أن أقرأ آيات عن سمات الكفار والمشركين، وأن أكون منهم.

كيف السبيل لتثبيت الإيمان في قلبي، وأن أتوكل على الله، وأن أسترجع تلك المشاعر الإيمانية الرائعة عندما نحفظ آية بتفسيرها؟

أفيدوني بارك الله فيكم وفي سعيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ذات الخدر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي تدل على أنك على خير كثير، واعلمي أن الشيطان لا يقف إلا في طريق من يسير في الطريق الصحيح، فالشيطان لا يذهب للمتبرجات، ولا يذهب للداعرات، ولا يذهب للشريرات، وإنما كما قال: {لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم}، فتعوذي بالله من الشيطان، الذي يريد أن يحول بينك وبين التلاوة، وبين حلاوتها وبين الإيمان بالله تبارك وتعالى، ولا تحزني طويلاً أمام هذه الوساوس؛ لأنها من الشيطان، والله أخبرنا أن الشيطان عدو، ثم قال: {فاتخذوه عدوّا} فعداوة الشيطان هي المطلوبة، فعاملي هذا العدو بنقيض قصده، ولا تلتفتي لهذه الوساوس، واعلمي أن الإنسان إذا جاءته هذه الوساوس فعليه أن يتعوذ بالله الشيطان، أن يذكر الرحمن، أن يقول (آمنت بالله) ثم ينتهي عن هذه الخواطر السيئة، ولا يتمادى معها.

لا تتركي هذه الخواطر تتمدد في حياتك، واجتهدي فيما يُرضي الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الرسول لما قال له الصحابي: (يجدُ أحدنا الشيء في نفسه لزوال السموات والأرض أحب من أن يتكلم به)، لأنه كفر، لأنه عصيان لله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الله أكبر، ذاك صريح الإيمان) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أوجدتموه، ذاك صريح الإيمان) وقال - عليه الصلاة والسلام -: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) فكونها مجرد وساوس، وكونك متضايقة منها هذا دليل على أنك على الخير، وعلى الإيمان، فنسأل الله لك السداد والثبات.

فتعوذي بالله من الشيطان، وعاملي هذا العدو بنقيض قصده، ولا تتركي القرآن، تُقبلي عليه، تقرئي سور صغيرة، حافظي على أذكار الصباح والمساء، اطردي الشيطان بالتلاوة وبالذكر وبالإنابة وبالإصرار، لأننا إذا عرفنا أن هذا هو توجيه العدو، وأن هذا ما يريده الشيطان، وتذكرنا أن هذا الشرع الحنيف يأمرنا بأن نتخذ الشيطان عدوًّا{إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوًّا} هذا توجيه رباني، يأمرنا بأن نجعل عداوة الشيطان دين لنا، أن نجعل عداوة الشيطان سمت لنا، أن نجعل عداوة الشيطان سبب لفلاحنا، فالله أخبرنا أنه عدو ثم قال {فاتخذوه عدوًّا}.

ثم عليك أن تبحثي عن المتغيرات الأخرى، يعني هل دخل في حياتك صديقة جديدة؟ هل بدأت تنظرين إلى قنوات أو أمور جديدة؟ هل هناك تغير؟ هذا أيضًا قد يكون واردًا، ثم عليك إذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة أن تقرئي الرقية الشرعية على نفسك، وأن تحافظي على أذكار المساء، وأذكار الصباح، فالعين حق، وهذه الأمور واردة، لكن العلاج منها ليس صعبًا، فحذاري أن يتسلل اليأس إلى نفسك، واعلمي أن الحلاوة التي كنت عليها من الله، والله تبارك وتعالى يهبها وسيعطيك إياها، فهو العظيم القادر سبحانه وتعالى، الذي أسعدك بالأمس، وسيسعدك اليوم، فالجئي إليه وارفعي أكف الضراعة إليه، وأقبلي على الله تبارك وتعالى بصدق، ولا تقفي أو ترجعي إلى الوراء وتقولي (لو أني، لو أني، وكذا) فإن هذا التسويف من الشيطان، فلا تقولي (لو أني فعلتُ كذا وكذا لكان كذا وكذا) ولكن قولي (قدر الله وما شاء فعل) القصد أن تكوني إيجابية، أن تتحركي من هذا المكان الذي تقفي فيه، ألا تدوري حول نفسك، ألا تشتغلي بهذه الوساوس، فإن علاجها في إهمالها، أحسن علاج أن تُهملي هذه الوساوس لأنها من الشيطان، والشيطان عدو، لا يأمر إلا بالشر، ولا يأمر إلا بما يُدخل الحزن عليك، همه أن يُحزن الذين آمنوا، لكن الله قال: {وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله} لكن الله أخبرنا أن كيد الشيطان ضعيف.

فتوكلي على الله، والجئي إليه، واعلمي أن الذي وهبك الحلاوة في رمضان مع القرآن سيهبك الخيرات، فأقبلي عليه، واحرصي على طاعته، وتعوذي بالله دائمًا من الشيطان، وواظبي على ذكر الرحمن، ونتمنى أن نسمع عنك الخير، وسوف نكون سعداء بتواصلك مع الموقع، ونتمنى أن نسمع خيرًا.

www.islamweb.net