انعدمت شخصيتي بعد أن كنت اجتماعيا، فما توجيهكم؟

2012-12-10 09:46:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

دكتور محمد كيف الحال؟

أنا شاب عمري 29 سنة, أعزب, منذ طفولتي كنت طبيعيا, وكنت أحب الاجتماعية, والقيادة, والضحك, وحتى القاء النكت, لكن بعد سن الـ 14 عاما تغيرت كليا, تعرضت لموقف محرج جدا أمام الطلبة, وتكرر هذا الموقف في المدرسة وفي الحي؛ فأصبحت انطوائيا, وزاد خجلي كثيرا, ولم أعد أتكلم بتاتا إلا ما ندر, وأصبحت جليس البيت معظم الوقت, حتى أصدقائي آنذاك لاحظوا علي هذا التغير, فكنت أتهرب من الناس وأجتنبهم.

بعدها ضعفت شخصيتي بل انعدمت, شخصية -عصابية اعتمادية خجولة انطوائية-, أي شيء سلبي ينطبق علي -للأسف- هذا مما جعلني حزينا باستمرار, ومتشائما, وأنظر إلى الحياة نظرة سوداوية, حتى في الأعياد والمناسبات ورمضان أكون حزينا محبطا, لا أدري لماذا, رغم أني في داخلي إنسان عادي, يتمنى الخير لنفسه وللناس, لا طعم لحياة, لا استمتاع, غضب بسرعة, عصبية, أفكر كثيرا, ووساوس نفسية لا أستطيع التحكم بها.

أنا أحب القراءة, وكنت أقتني الكتب التي تهتم بتطوير الذات, والنظرة الإيجابية للنفس والحياة, والحمد لله أصبح لدي وعي ومعرفة, وتغيرت أفكاري السلبية إلى إيجابية ولو بقليل, ولكن لا زلت حزينا وخجولا لدرجة لا توصف, وقلق من أي شيء, حتى من خروجي للمسجد القريب, ومن لقاء الأقارب, حتى إنني لا أعمل, وأجد صعوبة بالغة في الاحتكاك مع الغرباء.

أنا إنسان أحب العمل, وأحب الحركة, أمارس الرياضة, وأي شيء فيه حركة أحبه, لكن مزاجي المكتئب الحزين أكل من نشاطي وحركتي, وكذلك الخجل والخوف والقلق الاجتماعي كل ذلك أعاقني بصراحة, وهذه حقيقة أعترف بها, أنا لا عمل لدي, لا زواج, لا أصدقاء, وكل ذلك بسببه.

سؤالي يا دكتور: أريد منك أن تشخص حالتي, وتصف لي دواء مناسبا لوضعي؛ لأني أجد صعوبة بالغة في الذهاب إلى طبيب بسبب الوضع المادي, لقد سألت عن اللسترال في صيدلية فوجدت سعره مناسبا, فهل تنصحني به؟ كيف هي طريقة استعماله للرهاب والاكتئاب؟ وإذا كان اللسترال غير مناسب لوضعي فما هو البديل؟ وإذا لم يكن هناك تحسن ملحوظ للسترال فهل ممكن إضافة دواء آخر مساعد مثل البرزواك, أو ماذا ترشح لي؟

وشكرا جزيلا, وبارك الله فيك وفي أهلك, وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عمر عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

رسالتك واضحة التفاصيل, والذي لفت نظري فيها أنك قد عرضت المشكلة, وعرضت الحلول, وهذا شيء جميل، فأنت تعاني من قلق الرهاب الاكتئابي، قلق معروف, هو مكون رئيسي جدا للمخاوف، والرهاب هو الخوف، والاكتئاب هو الاكتئاب، لكن الجزئيات التي لديك -الحمد لله- كلها جزئيات بسيطة وخفيفة، وأعتقد أن الجانب الرهابي، وجانب الخوف هو قد يكون أكثر قليلا من الجانبين الآخرين.

أيها الفاضل الكريم: بالفعل أنت محتاج إلى العلاج الدوائي, والحمد لله أنت مستبصر استبصارا كاملا حول برامج تطوير الذات والنظرة الإيجابية، والتفكير الإيجابي, وتغير الفكر السلبي إلى فكر إيجابي هذا سوف يساعدك كثيرا، يجب أن تحفز نفسك من خلال هذه المعرفة، تعرف -يا أخي الكريم- أن العمل ضروري وضروري جدا, والعمل من أفضل وسائل التأهيل النفسي والاجتماعي والمهني.

بعد أن تتناول الدواء -إن شاء الله تعالى- سوف تبدأ الأمور في التحسن, واتفق معك أن عقار اللسترال هو عقار مناسب, وعقار فاعل, وممتاز جدا, وأنت لست محتاجا إلى إضافة له أي شيء آخر, ولا داعي للبروزاك أو غيره، لكن جرعة اللسترال تتطلب منك الالتزام والالتزام الشديد حتى تنال فوائده بإذن الله تعالى, تناول اللسترال بجرعة نصف حبة ليلا لمدة عشرة أيام, ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل, وبعد انقضاء فترة العشرة أيام اجعلها حبة كاملة, واستمر عليها لمدة شهر, ثم اجعلها حبتين في اليوم، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة مساءً, أو بمعدل حبة صباحا ومساء, هذه الجرعة العلاجية في حالتك.

واللسترال يمكن أن يتم تناوله حتى أربع حبات في اليوم, لكن لا أرى أنك بحاجة إلى هذه الجرعة الكبيرة نسبيا, حبتان كافية تماما, ونسأل الله أن يبارك لك فيها، استمر على هذه الجرعة -أي الحبتين يوميا- لمدة أربعة أشهر, وهذه مدة معقولة جدا, وليست مدة طويلة أبدا، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا, واستمر عليها لمدة سنة, ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: أرجو بعد أن تحس بالتحسن -وهذا إن شاء الله تعالى قادم- ألا تغير في جرعة الدواء, ولا تتوقف عنه أبدا، كثير من الإخوة والأخوات يرتكبون هذا الخطأ وبعدها يحسون بالتعافي والتحسن, ويفكر الواحد منهم في تقصير مدة العلاج, وهذا خطأ؛ لأن كل شيء بقدر, وكل شيء محسوب, وهذه هي الطريقة الصحيح لتناول هذا الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net