عقدت عليها وتعيش معي ببيت أهلي..ما حدود التعامل معها؟

2023-05-11 03:01:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أشكر جهدكم وصبركم للاستماع وإبداء الرأي بالاستشارات.

كانت لدي استشارة سابقة، والحمد لله بعد الاستخارة، وأخذ رأيكم، تمت الخطوبة بصعوبة، الآن المشكلة أصعب.

قريبا -إن شاء الله- سوف يتم العقد، وتصبح زوجتي، وببيت واحد مع أهلي وأخواتي الخمس بنات، وأعمارهن متفاوتة من 3 سنين إلى الجامعية، قبل العقد تربت وعاشت معي بنفس البيت لمدة 8 سنين، -ولله الحمد- حياتنا وبيتنا على دين وخلق، الآن سوف أعقد وما زالت بنفس البيت الذي تربينا فيه معاً، وكبرنا أيضًا معاً.

ما الواجب عليّ فعله كي أرضي أهلي وأرضيها كزوجة (فترة الملكة)؟ كيف أتعامل معها أمام الجميع بالبيت؟ هل هناك أشياء أستطيع فعلها في هذا الموقف؟ لا أريد أن أثير غيرة أخواتي بالبيت من زوجتي، فماذا أفعل؟ هل أستطيع لمسها والكلام معها؟

وللمعلومية لدي غرفة مستقلة ببيتنا الصغير الذي يحتوي 8 أشخاص، ويوجد به 4 غرف فقط، وصالة صغيرة، والحمد لله؛ أشعر براحة لا توصف بهذا البيت الصغير، أيضا والدة الفتاة متوفاة، ووالدها يزورها بالأسبوع أو الأسبوعين مرة واحدة.

المكان الوحيد الذي تلجأ إليه بيتنا؛ أفيدوني ما الحل والحدود والشروط والأشياء التي أستطيع فعلها بفترة الملكة أنا وزوجتي الجديدة ببيت أهلي الصغير؟

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هدوء... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- ونشكر لك هذا التواصل، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وشبابنا، ونسأل الله أن يسعدكم، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا السداد والرشاد هو ولي ذلك، والقادر عليه.

لقد أحسنت بالزواج من هذه الفتاة التي هي على ثقة من دينك وأخلاقك، وأنت على ثقة من دينها وأخلاقها، وأرجو أن تعوضها عن فقد أمها، ونسأل الله أن يسعدك معها، وأن يقدر لكما الخير حيث كنتم، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

فقد أعجبتني هذه المشاعر النبيلة التي جعلتك تفكر في وجود هذه المخطوبة أو الزوجة كما قلت على الورق والتي عقدت عليها بين أهل البيت، ونحن نتمنى أن يكون التعامل معها أمام أهل البيت أكثر من عادي باعتبارها أختًا لك، وما يحدث بعد ذلك من كلام زائد أو من تعبير عن العواطف، أرجو أن يكون بعيدًا عن أعينهم، وبعيدًا عن أماكن جلوسهم حتى لا تجرح مشاعر الأخوات، ولا يشعرن أن هذه الفتاة سحبت منهم هذا الشقيق الحبيب الذي يحببنه.

والحل الناجع في هذه المسألة هو أن تعجل بإكمال المراسيم فتكمل الزواج، وتكمل الدخلة، وتكون معك بعد ذلك في حجرتك الخاصة، وحتى بعد الزواج تنام معك وقت النوم في الأوقات التي تحتاج إليها كزوجة, لكن إذا كانت بين أهلك وبين أخواتك فينبغي أن لا تميزها في معاملة؛ لأن هذا يجلب لكم الغيرة، وقد يؤثر على الأخوات -خاصة الصغيرات- بمشاعر قد لا تكون في مصلحتهن وهن في هذه السن، ونسأل الله أن يسعدكم.

الحل الناجع أن تعجل بإكمال المراسيم، وتستطيع أن تتكلم معها بعيدًا في الكلام الخاص، ولكن في الكلام العادي أمامهن تعتبرها واحدة منهن، وتتكلم كما تتكلمون جميعًا, وتجلس الأسرة في جلسات عائلية، وعند ذلك طبعًا قد لا يكون هنالك حرج في هذا النوع من التعامل، ولكن إذا كنت تريد عبارات خاصة، وكلمات خاصة، وتريد أن تعبر لها عن حبك لها، وهي كذلك تريد أن تعبر فليس هنالك مصلحة.

لا يصلح أن يمارس الإنسان مثل هذه الأشياء أمام أعين الناس، فالإنسان من حقه أن يضحك ويبتهج مع زوجته، ولكن عندما يكون في مكان خاص، وعندما تكون بعيدًا عن أعين الأخريات, خاصة عندما يكون الآخرون هن الأخوات أو الوالدة أو الجدة أو نحو ذلك, فقلوب النساء ضعيفة، وهذا قد يكون سببًا في غيرتهن، وسببًا في النفور من هذه الفتاة التي أخذت منهم هذا الأخ.

وأكرر: الحل الناجع أن تكمل المراسيم لتكون الزوجة عندك، وبعد الدخول عليها سوف تعرف الوصول إليها؛ لأنه سوف يكون لكم مكان شرعي، ولو كان في هذه الحجرة الصغيرة الذي نتمنى أن تكون المنافع فيها منفصلة، ومع أن الأفضل أن يكون لكم حاجز يحجزكم عن الآخرين, خاصة مع وجود بيت فيه أطفال، وننصحكم بإقفال الباب عندما تكونون وحدكم أو عندما تحتاجون لبعض.

ونسأل الله أن يلهم الجميع السداد والرشاد، وأن يوسع عليكم، وعلى عباد الله جميعا، وأن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد، ونكرر شكرنا لك.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net