الشيطان يوسوس لي بالحرام فهل من نصيحة؟

2013-02-20 11:10:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

في بعض الأوقات يوسوس لي الشيطان بأن أفتح موقعا إباحيا أو أن أفكر في العادة السرية، فهل من نصيحة وإرشاد؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الصالحين ومن أوليائه المقربين، ومن عباده المتقين، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك سببًا في هداية أهل أمريكا جميعًا إلى الإسلام، وأسأله جل وعلا أيضًا أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل– من أنه في بعض الأوقات يوسوس لك الشيطان أن تفتح المواقع الإباحية أو أن تمارس العادة السرية، فتقول: هل من نصيحة؟ نقول: نعم، إن الشيطان عندما رآك على طاعة وعبادة واستقامة وخوف من الله، وعندما عجز أن يوقعك في الحرام الظاهر بدأ يشن عليك حربًا أخرى من نوع آخر، وهو شن الحرب على قلبك، بأن يزين لك المعاصي أولاً بأن يُحببك إليها، ثم بعد ذلك يُخرجك من هذه المعركة القلبية إلى الوقوع في الشهوات والمعاصي الظاهرة.

لأن الشيطان إذا عجز عن صرف الإنسان عن العبادة –ولدي محمد– فإنه يفتح عليه أبواب الجحيم بتزيين المعاصي والمنكرات والشهوات، واعلم أنك لن تفتح هذه الأمور إلا بإرادتك، ولذلك الأمر عندك هكذا، ولا ينبغي عليك أبدًا أن تحتج بأنك ضعفت, أو أنك لم تتمكن أو أن هناك قوة جبارة ضغطت عليك حتى تفعل هذا الحرام، هذا الكلام كله غير صحيح، وإنما إن فعلت ذلك –لا قدر الله– فسوف تفعله بإرادتك، وقطعًا ستعرض نفسك لغضب الله وعقابه.

ولعلي أذكر شابًا من الشباب كان يدخل إلى هذه المواقع المحرمة ويمارس العادة السرية، وفي يوم من الأيام دخل إلى غرفته التي يُذاكر بها –وهي غرفة نومه– واستمر إغلاق الباب عليه لمدة ساعات طوال إلى منتصف الليل، من الظهر إلى الساعة الواحدة صباحًا، حتى إن أمه انزعجتْ، فطرقت الباب فلم يفتح، فكسرت الماء، وإذ بها تراه وهو نائم أمام الجهاز، وما إن حركت الجهاز إلا وخرجت صور محرمة ومواقع إباحية –والعياذ بالله تعالى– ووجدت ابنها قد فارق الحياة، وكان عمره ثمانية عشر عامًا.

أخي الكريم الفاضل: نحن لا نضمن على أي حال نلقى الله، فينبغي علينا أن نكون على حالة حسنة، لأنك تعلم أن الموت حق، فإن الله تبارك وتعالى قد كتبه على كل مخلوق، وهو الحي الذي لا يموت جل جلاله، والموت لا يفرق ما بين كبير أو صغير أو عظيم أو حقير أو صالح أو طالح أو مطيع أو عاصٍ، وإنما قال الله تبارك وتعالى: {كل نفس ذائقة الموت}.

فعليك -أخي الكريم الفاضل– أن تعلم أنك مستهدف من الشيطان، ولذلك كلما بدت لك تلك الأفكار الشيطانية المحرمة حاول أن تطاردها من ذهنك، بمعنى ألا تستسلم لها أبدًا، حاول أن تقاوم، أول ما تشعر برغبتك في هذا الأمر استعذ بالله تبارك وتعالى, واتفل عن يسارك ثلاث مرات، وقم بتغيير وضعك الذي أنت عليه، فإذا كنت جالسًا فقم، وإذا كنت نائمًا فاخرج من الفراش، وإذا كنت وحدك فحاول أن تخرج من الغرفة وأن تتكلم مع الناس، أو أن تنظر من النافذة، المهم أن تشتت الفكرة، كلما جاءتك هذه الفكرة قاوم وبشدة.

واعلم أن كثرة المقاومة ستؤدي إلى قوة إيمانك، وبالتالي سيصبح من المستعصي على الشيطان أن يؤثر فيك أو أن يفتح عليك أبواب هذه الشهوات، لأن الشيطان يجس نبضك أولاً، فإن استجبت لرغباته ونزواته وشهواته فتح لك بابًا إلى المعصية، وهكذا حتى يفتح عليك أبواب المعاصي كلها صغيرها وكبيرها، كما قال الله تبارك وتعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك}.

فعليك بارك الله فيك أن تجتهد، كلما جاءتك هذه الأفكار أن تطاردها بقوة، استعذ بالله تعالى، واتفل عن يسارك ثلاث مرات، ثم غيّر وضعك الذي أنت عليه –كما ذكرتُ لك– عليك أيضًا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، وعليك بأذكار الصباح والمساء (ضروري) لأن هذا من أهم عوامل الحصانة ضد الشيطان، خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال في آخرها: (وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي أو حتى يُصبح).

عليك كذلك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، ويعافيك من كل بلاء.

اجتهد بارك الله فيك في صحبة الصالحين، وحاول أن تقرأ بعض كتب العلم النافعة، وحاول أن تستغل أوقات فراغك في شيء يعود عليك، وأنا أبشرك بالخير، وأسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يطهر قلبك، وأن يحصن فرجك، وأن يعينك على غض بصرك.

هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net