كيف أجمع بين حفظ القرآن ودراستي؟

2013-02-28 09:14:04 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بداية أسأل المولى أن يجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.

أنا طالبة جامعية, وبإذن الله سأدرس اللغة الإنجليزية, وهذا الفصل هو أول فصل لي لدراسة هذه اللغة، مستواي جيد إلى حد ما, ولكني أطمح إلى ما هو أعلى من ذلك بكثير, حيث إني أريد أن أحصل على المركز الأول على دفعتي, وعندي من الهمة والحماس ما يدفعني للاجتهاد والمثابرة, وفي نفس الوقت أريد أن أختم خلال هذه السنة حفظ ومراجعة القرآن الكريم.

علما أني أحفظ أكثر من نصف القرآن ولله الحمد, فما نصيحكتم لكي أستطيع أن أجمع بين حفظ القرآن ودراستي, ولا أفقد ثقتي بنفسي وهمتي؟

الأمر الآخر: وهو أني عندما أجتهد وأدرس وأكرس وقتي للمذاكرة؛ لا أحصل على الدرجات التي من المتوقع أن أحصل عليها, وعلى العكس من ذلك عندما لا أدرس كثيرا, فإني أحصل على الدرجات العالية, وحالتي هذه منذ أيام المدرسة، فما تفسير ذلك؟ وما هي نصيحتكم كوني أطمح للحصول على أعلى الدرجات؟

أسأل الله أن يبغلني وإياكم أعلى الدرجات والمنازل في الدنيا والآخرة.

وشكرا جزيلا لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشاكرة لله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بابنتنا، ونسأل الله أن يعيننا وإياها على الشكر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم عليها هذه النعمة، نعمة التفوق، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على همّة عالية، ونسأل الله أن يُحقق لك المراد فيما يُرضيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، إنه على كل شيء قدير.

ولا شك أن صاحب الطموح العالي لا بد أن يُدرك أن التضحيات كبيرة، ولا بد دون الشهد من إبر النحل -أو كما قال الشاعر– ومن يخطب الحسناء يبذل المهر، فالتفوق له مهر، ولا بد للإنسان أن يبذله، وبإمكانك -بحول الله وقوته- أن تتفوقي إذا نظمت الوقت، والقرآن لن يكون خصمًا على أي نجاحات، وإنما هو دافع وحافز للنجاح والتقدم، فمن الذي أقبل على كتاب الله, وأقبل على الله, ولم يوفقه, ولم يؤيده الله تبارك وتعالى؟!

فاحرصي على ما أنت فيه من الخير، واحرصي دائمًا على أن تعطي كل ذي حق حقه، وأن تجتهدي في الجمع بين الحسنيين، ولكننا نرفض فكرة أنك ستفقدين ثقتك وهمتك في حال لم يتحقق ذلك؛ لأننا نعرف ونُدرك أن كثيرا من الناجحين كانت لهم محطات وكانت لهم عقبات، ولكنهم فهموها على أنها محطات طريق إلى النجاح، واستفادوا من أخطائهم ومن العطب الذي أصابهم في طريق الصعود إلى المجد، وهكذا ينبغي أن تكون للمؤمن دائمًا نظرة إيجابية، فعليك أن تؤدي ما عليك، أما النجاح فهذا من ربنا الفتاح سبحانه وتعالى، والمسلمة تفعل الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب.

ونحن قطعًا لا نوافق على نظرية أنك عندما تجتهدين وتكرِّسين لا تحصلين على الدرجات، بخلاف إذا تهاونت في الدراسة فإنك تحصلين على الدرجات، هذا قطعًا لا يمكن أن نوافق عليه، ولكن يمكن أن نقول: إذا درست من غير ترتيب وتعمقت أكثر من اللازم لن تحصلي على درجات متوقعة، وإذا درست دراسة ممنهجة ومرتبة ومنظمة -وإن كانت قليلة- فإنك تحصلين على درجات عالية.

هكذا ينبغي أن تكون الفكرة، أما أن نقول: (الذي يقرأ كثيرًا لا يحرز درجات، والذي لا يقرأ يحرز درجات) فهذا وإن تكرر مرات فإنا لا نريد أن تبني عليه، لأن الإنسان يبني على قواعد صحيحة مقبولة عقلاً ومقبولة عند الناس، وهذه نقطة أرجو أن تنتبهي لها.

فواصلي الاجتهاد، ونظمي وقتك، واحرصي على التعمق في هذه المادة، واقصدي بدراستك الإنجليزية أن تكوني داعية، وأن تعاوني في نشر الإسلام بهذه اللغة وبلغتك أصلاً، وأن تكوني قدوة أيضًا للطالبات، فإن بناتنا عندما يَجدن المتمكنة في اللغة الإنجليزية ومع ذلك حافظة لكتاب الله فإن هذا نموذج طيب فيه تشجيع لكثير من بناتنا.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net