الشعور بمراقبة واحتقار الآخرين لي

2016-01-17 04:28:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا طالبة بثالث ثانوي، دائماً يرافقني شعور إن الآخرين يراقبون تصرفاتي ويحتقرونني، ويقولون عني كلاما، وأيضاً صديقاتي دائماً يحطمنني ويقلن عني ليس لدي شخصية، وأخاف أن لا أعيرهم انتباهي فيتركنني، وأحس بإن نفسي مذلولة، ولا أعرف أن أرد عليهم، أحيانا أكره المدرسة، وأريد تركها، لكن أفكر أنه لم يبق إلا شهر وتنتهي.

أنا في آخر سنة، أريد أن أبرز الشخصية التي في بالي وأحققها، لكني لا أستطيع، ولا أحد يقف بجانبي ويشجعني، ليس لدي رأي، لقد تعبت من حالي، وظروفي لا تسمح أن أراجع طبيبا نفسيا، أرجوكم ساعدوني!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك ابنتنا هذا التواصل مع الموقع، ونعتقد أن لك شخصية، والدليل هو هذه الاستشارة المرتبة التي عرضت فيها هذه المعاناة، ونعتقد أن هذه الفكرة غير صحيحة من أساسها؛ لأنك إذا لم تراقبي الناس فكيف عرفت أنهم يراقبونك؟ ولذلك نتمنى أن تتجاهلي نظرات الناس، وكوني واثقة من نفسك، فإنه ما من إنسان إلا وفيه جوانب جيدة وجوانب فيها نقص، فمن الذي ما ساء قط؟ ومَن له الحسنى فقط؟

والإنسان إذا نظر إلى نفسه وإلى الناس بهذه الطريقة فإنه عند ذلك سيرضى عن نفسه، ويرضى عن الهيئة التي خلقه الله تبارك وتعالى عليها، والصفات التي أودعها الله فيه، فكل إنسان فيه جوانب مشرقة وفيه جوانب قد تحتاج إلى علاج وتحتاج إلى توجيه وتحتاج إلى أن يكتسب فيها خبرات إيجابية مفيدة.

فتوكلي على الله تبارك وتعالى، وتعوذي بالله من هذه الوساوس، واعلمي أن للشيطان دخلا في الموضوع، وهم الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذنِ الله، فسوء الظن واتهام الآخرين إلى آخره، هذا كله من الشيطان، من أجل أن يُضيق علينا، من أجل أن يُبعدك عن الصديقات، من أجل أن ينفرد بك، فابحثي عن الصالحات، واحشري نفسك في زمرة المُصلحات، وتقربي إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن الإنسان السعيد العاقل هو الذي يشتغل بعيوبه عن عيوب الناس، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

ولا تلتفتي لكلام الصديقات، فقد يكون الدافع لبعضهنَّ الحسد أو الغيرة أو نحو ذلك، ولكن ينبغي للإنسان أن يُوقن بالنعم التي يتقلب فيها ويتذكر تلك النعم ويبني عليها.

وحاولي دائمًا أن تتميزي بتلاوة القرآن أو بحفظه وبحسن الأدب وكمال الحجاب والحشمة والنقاب، بالطاعة لله تبارك وتعالى، بحسن التعامل مع المعلمات والآباء والأمهات، كذلك باكتشاف الميول التي تميلين إليها وتنمية المواهب التي عندك، وتعوذي بالله من الشيطان، وأرجو ألا يصل الأمر إلى هذه الدرجة التي تفكرين بها لترك المدرسة، فإن المدرسة ليست للصديقات وليست للبنات، بل هي ملك للجميع، فاجتهدي في إكمال ما تبقى لك من الدراسة، واحرصي على أن تتفوقي، فإن التفوق في الدراسة باب كبير جدًّا من الأبواب التي تغرس الثقة في نفس الإنسان، وفي القدرات التي وهبها له الوهاب سبحانه وتعالى.

وأرجو أن تنتفعي من هذا الجانب فتشتغلي في هذه الأشهر المتبقية أو هذا الشهر الباقي، وأن تجتهدي في دراستك، وتقبلي على التحصيل وعلى المذاكرة حتى تخرجي بنتيجة مشرفة، فإن النتائج المشرفة من الأمور التي تعين الإنسان على بلوغ العافية، من الأمور التي تُعيد للإنسان ثقته في نفسه وثقته في القدرات – كما قلنا – التي وهبها الله تبارك وتعالى له، وأنت على خير، فابحثي عن جوانب التميز في شخصيتك، واعلمي أن الإنسان الذي يضحك من الناس سيأتي اليوم الذي سيضحك الناس منه، وأن الإنسان لا يسلم من الناس، ولكن لا يبالي بهم، ينبغي أن يكون همُّنا أن نُرضي رب الناس، وإذا رضي العظيم عنا أرضى عنا عباده سبحانه وتعالى، فقلوب الناس بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فأشغلي نفسك بطاعة الله، وتوكلي على الله، واهتمي بدراستك، واكتشفي جوانب التميز في شخصيتك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net