بعد موت قريبتي أصبت باكتئاب وخوف وقلق.. فما هو العلاج؟

2013-06-02 02:05:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

عمري 38 سنة، متزوجة وعندي ابنتان، مشكلتي أنني أعاني منذ 5 أشهر من: قلق، ووسواس، وخوف، واكتئاب، وذلك بعدما سمعت بخبر وفاة أحد بنات قبيلتي منتحرة، أنا شخصيا لا أعرفها، ولا أعرف لماذا انتحرت؟ ولكن من يومها وحياتي انقلبت رأسا على عقب، فأصبحت مكتئبة، وعندي خوف ووسواس بأني سأموت مثلها - والعياذ بالله -.

صرت أخاف أن يحصل لي شيء يضطرني لأن أموت مثلها، وصرت قلقة على بناتي، وعلى حياتي، وأصبحت لا أشعر بطعم للحياة، أصبحت مكتئبة جدا، وليس عندي رغبة بأي شيء، فأنا أعاني من مشاكل مع زوجي بحكم فارق السن، فمشاكلي معه منذ سنين طويلة، والتي أثرت على نفسيتي، ولكن لم يكن عندي قلق أو خوف مثل الآن.

استخدمت كبسولات عشبة القديس سانت جونز للاكتئاب، وأعطت مفعولا ضعيفا، واستخدمت كبسولات دوغماتيل، وكلها بدون وصفة طبية، ولكن مازال القلق موجودا، وما زلت أعاني، ومكتئبة، وخائفة، والغريب في الموضوع، والذي زاد قلقي، هو أن ابنتي البالغة 12 سنة تعاني مما أعاني منه بنفس الوقت، وهذا الذي زاد حالتي سوءا، ولم نزر أي طبيب نفسي، لعدم تقبل من حولنا لهذه الفكرة، كما أن ظروفي لا تسمح بالذهاب لطبيب نفسي.

أرجو إفادتي فأنا خائفة من أن تزداد حالتي، وأضطر - لا قدر الله – لفعل ما حدث لقريبتي.

وشكرا جزيلاً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيرا، وأسأل لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لا شك أن سماع خبر وفاة أحد منتحرا هو خبر فاجع جدا، ونحن كأطباء، ومن خلال هذا التخصص، ومن خلال هذه الأخبار - أي محاولات الانتحار - نتأثر جدا حين تقع مثل هذه الحالات، حتى ولو لم يكونوا من بني ديننا، ولا من بني جلدتنا، ولكن الرابط الإنساني والمهني يجعلنا نتأثر ونتألم كثيرا حين نسمع عن الانتحار أو نشاهده أو يكون لدينا أي تعاطي مع هذه الحالات.

فتأثرك -أيتها الفاضلة الكريمة- هو تأثر في مكانه، ولكن الإنسان يأخذ الأمور بشيء من الجلد والتوكل، ونسأل الله تعالى أن يغفر للمتوفية، وأن يرحمها، وأن يبدل سيئاتها حسنات.

وأنت بالطبع لديك ميول للقلق والمخاوف، وموضوع الحادث الذي أشرت إليه هو نقطة استثارة، وهو الرابط الذي جعل الشعور بالخوف والقلق يتدفق، وأما الاكتئاب فهو أمر آخر، ولا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب حقيقي، فشعورك بالاكتئاب هذا، أو عسر المزاج هو شعور ثانوي، أي أنه ناتج من الخوف والوساوس.

أعتقد أنك بحاجة لتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، عشبة القديس لا أعتقد أنها مفيدة في جميع الحالات، وعقار دوجاتميل يعالج القلق، وأنا لا أنصح به بالنسبة للنساء في عمر الإنجاب؛ لأنه يؤدي لارتفاع شديد في هرمون الحليب؛ ويؤدي لاضطرابات في الدورة الشهرية، فالدواء الذي أراك بحاجة إليه هو عقار استالبرام، والذي يعرف باسم سبرالكس، وهو علاج فعال وسليم، ومن الضروري أن تلتزمي بجرعته ومدة العلاج.

ابدئي بجرعة 5 مليجرامات، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناوليها لمدة 10 أيام، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة، أي 10 مليجرام، استمري عليها يوميا لمدة شهر، وبعد ذلك اجعليها 20 مليجراما يوميا لمدة شهرين، وهذه هي الجرعة العلاجية، ثم خفضي الجرعة إلى 10 مليجرام يوميا لمدة 3 أشهر، ثم 5 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة أي 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة 3 أسابيع، ثم توقفي عن الدواء، ولا شك أنه من أفضل الأدوية وأسلمها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بالنسبة لابنتك: لا تنشغلي كثيرا، ولا تعامليها كإنسان مريض، أعتقد أن أعراضك، وتخوفك، ووساوسك، هي التي جعلتك تتخوفين على هذه البنية، حتى وإن كان هناك قلق فهو أمر مرحلي، اجعليها تستعيد الثقة بنفسها، وشجعيها وحفزيها، وهذا هو المهم.

أسأل لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net