أعاني من صداع شديد يأتيني في أحوال متعددة، فما علاجه؟

2013-07-10 17:25:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبائي أشكركم على مساعداتكم لي، حفظكم الله ورعاكم على خدمتكم التي تقدمونها للجميع، فجزاكم الله خير الجزاء.

أعاني منذ أن كنت صغيراً من الصداع والدوخة، وأحياناً الإغماء بالشعور بنقص الأكسجين، وعملت فحوصات، وأنا صغير تقريباً عمري 10 سنوات، وظهر عندي فقر دم بسيط، والدكتور أوصاني بالتغذية الجيدة، وقد كنت نحيلاً جداً، أما الآن فأنا متين، واختفت والحمد لله هذه المشكلة، ولكن ما زال الصداع متعبني، ويجيئني الصداع إذا كتمت نفسي أكثر من مرة.

يعني مثلاً وأنا أسبح أو إذا أطلع الدرج أو إذا هرولت أو رفعت مثلاً جالون الماء بدون ما آخذ نفساً عميقاً، وأحياناً يجيئني الصداع فجأة.

أحياناً آخذ حبة أو حبتي (بندول) فيذهب الصداع بعد فترة بسيطة، وأحياناً لا يذهب، ويستمر معي أحياناً يوماً أو يومين، وأحس بتحسن إذا استنشقت كمية كبيرة من الهواء الطلق 5 أو 6 مرات، لكن بعدها بساعة أو شيء ترجع المشكلة، واكتشفت قريباً أني إذا وضعت ماء بارداً جداً على جهة ضروسي اليمنى أحس براحة كبيرة!

هل هناك حل لهذا الصداع؟ وما هو سببه؟ علماً أنه ينزل على الضروس، وأحياناً يؤلم فقط في مقدمة الرأس أو خلفية الرأس، وتوجعني رقبتي مع الصداع هذا.

شكرا جزيلا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abu abdalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة.

الحمد لله أن الأعراض التي كانت تأتيك في الصغر من الإغماء والشعور بنقص الأكسجين قد تحسنت، والمهم الآن أن نتأكد بأنه لا يوجد أي ارتفاع في الضغط أو التهاب في الجيوب أو أي مشكلة في الأسنان، والتي يمكن أن تسبب ألماً في الرأس والوجه.

هذا الصداع الذي تعاني منه إن لم يوجد له سبب من الأسباب التي تم ذكرها فهو صداع التوتر، ويُسمى أحياناً صداع الإجهاد، وهو أكثر أنواع الصداع شيوعاً، ويميل إلى التكرار من آن لآخر، ويستمر الصداع ما بين 30 دقيقة إلى بضعة أيام متواصلة، ويظهر هذا الصداع بشكلٍ دوري متقطع من فترةٍ لأخرى، أو بشكل يومي مزمن في بعض الأحيان، حيث يستمر عدة أيام أو أحياناً لفترة أطول من ذلك.

يشعر المريض بهذا النوع من الصداع بأنه أشبه بحزام ضاغط على الرأس، وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديداً لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات، وربما أيام، ويبدأ عادة خفيفاً ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار .

لا يعرف سبب محدد لصداع التوتر، إلا أنه يُعتقد أنه ينتج عن عدة أسباب، والتفسيرات أنه ناتج عن شد في عضلات الرأس والرقبة، والوجه والفك، وفروة الرأس، إلا أن الآراء الحديثة في هذا المجال ترى أن صداع التوتر ناتج عن حدوث تغيير في كيمياء الجسم نتيجة الإجهاد والإرهاق، وتكون الأعراض بشكل:
- ألم مستمر في الرأس، ولا يكون الألم نابضاً.
- شد حول الجبهة فيما يشبه الكماشة.
- ألم في خلفية الرأس يمتد إلى الرقبة.

هذا الصداع لا يصاحبه شعور بالغثيان، أو رغبة في القيء، أو حساسية للضوء أو الضوضاء، وهناك بعض الأمور التي تزيد من صداع التوتر، ومن ذلك:

- قلة الراحة، وزيادة المجهود البدني وهذا ما تلاحظه أنت أنه يأتي بعد جهد جسمي، وأحياناً يأتي مع الانشغال الذهني.
- الضغوط النفسية أو اجتماعية أو عائلية أو وظيفية
- الجلوس والنوم بطريقةٍ غير مريحة.

يشكو بعض المرضى مع صداع التوتر من أعراض أخرى، مثل الإجهاد والكسل، وصعوبة النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز.

ما يميز صداع التوتر هو خلو المريض من أية أعراض أو علامات عصبيةً، سواءً كانت عابرة أو مزمنة ، فلا يشكو المريض من ضعف العضلات، أو من تأثر النظر، أو من الخدر والتنميل في الأطراف، أو من فقد الوعي، أو غيرها.

يُعالج صداع التوتر بالمسكنات المتاحة دون وصف الطبيب، مثل الباراسيتامول ( بنادول / تايلنول ) أو فولتارين، أو مرخيات العضلات مثل ميوجيسيك.

يجب أخذ أقل جرعة تفيد في التخلص من الصداع، وإذا اضطر المريض لأخذ المسكنات بكثرة فعليه بمراجعة الطبيب؛ لأن الإكثار منها قد يسبب ما يُعرف بالصداع العكسي، والذي يعني حدوث الصداع عند التوقف عن أخذ المسكنات.

هناك وسائل أخرى لعلاج صداع التوتر، منها: ممارسة تمارين الاسترخاء، وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية المترافقة معه، وقد لا يوجد أي دواء للتخلص من هذا الصداع بشكل نهائي.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة الدائمة.

www.islamweb.net