ما هو العلاج المناسب للرهاب الاجتماعي واحمرار الوجه؟

2013-08-29 04:55:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أريد استشارتكم في حالتي التي لها 5 سنين، وهي:
احمرار وجهي وارتباكي عند الكلام، أو إذا وجه لي سؤال أو كلام، وهذه الحالة سببت لي ضيقا في الصدر، وكرها للمناسبات، وخوفا من الزيارات.

ولقد رغبت أن أحسن حالتي، فالتحقت في دار قرآن منذ سنتين، ولكني لا أتحدث براحة، ودائما على أعصابي، وخائفة من احمرار الوجه، حتى أستاذتي إذا حمر وجهي تصد عني حتى لا تحرجني، وهذا يسبب لي ألما، علما بأن زوجي رفض العيادة النفسية، وبعد محاولات وافق لدكتور بأن يعالجني بالتنويم الإيحائي، ولم أستفد شيئا، وتعرفت على حبوب من النت اسمها زولفت لسترال، فأخذتها وبدأت بنصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة، ولي الآن 4 أيام، ولم أشعر بأعراض جانبية ماعدا النوم، ووالله إني خائفة من المغامرة، ولكن ماذا أفعل؟

أرجوك يا دكتور ساعدني في العلاج، ما هي خطته؟ وكم مدته؟ وهل فيه إدمان؟ علما بأن عمري 34 متزوجة.

وجزيت خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امل الشفا الحربي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا بد أن نبدأ بشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأثني بأن أقول لك بأن حالتك بسيطة، لديك نوع من القلق الاجتماعي، أو الخوف الاجتماعي من الدرجة البسيطة، واحمرار الوجه هو نتاج لتغيرات جسدية نسميها بالتغيرات الفسيولوجية، فالإنسان حين يقلق ويرهب موقفًا معينًا، فإن الله سبحانه جعل في أجسادنا بقدرات عجيبة، وهو أن يتحضر الجسم والنفس لمواجهة مصدر الخوف والرهاب، ويكون التحضير هذا من خلال إفراز بعض المواد التي تقوينا وتشجعنا منها مادة تسمى بـ (أدرينالين) هذه المادة تؤدي إلى زيادة في ضخ الدم في الجسم، لأن الجسم في حالة الخوف والاستعداد للمواجهة يحتاج لكميات أكبر من الأكسجين، إما أن يُحارب وإما أن يهرب الإنسان في مثل هذه الحالة.

الذي يحدث أن بعض الناس لديهم شعيرات دموية وأوعية دموية سطحية، ومن خلال زيادة وسرعة تدفق الدم يظهر الاحمرار على الوجه، وهذا الاحمرار لا يكون بالشدة والكثافة التي يتصورها الشخص الذي يعاني من الخوف، نعم هنالك احمرار ولكنه ليس بالشدة التي تعتقدينها، وفي ذات الوقت يكون الاحمرار في بداية المواجهات.

أيتها الفاضلة الكريمة: بداية أرجو أن تتجاهلي عملية الخوف، فهذا علاج أساسي.

ثانيًا: أن تنظري دائما إلى نفسك نظرة إيجابية، أنت لست بأقل من الآخرين، أنت متزوجة، أنت لديك أسرة، لديك آمال في هذه الحياة، ما الذي يجعلك تخافين؟ وقد أسعدني كثيرًا أنك التحقت بأحد دور ومراكز القرآن. أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الحِلق تحفها الملائكة، هذه الحِلق هي مكان الرحمة، هذه الحلق العظيمة هي مكان التواصل الاجتماعي الراقي، فمن حولك كلهنَّ من الخيرات والصالحات والداعيات والمتعلمات، كيف يخاف الإنسان في مثل هذا المحيط؟ لا، المفترض أن لا يكون هناك خوف، ولا رهبة، إنما هي طمأنينة، إنما هي محبة، إنما هو احترام.

أرجو أن تأخذي هذه الرسالة النفسية السلوكية وتعمميها على حياتك، بمعنى أن هذا الموقف، حضورك لهذه الحلق يجب أن يشكل دافعًا نفسيًا قويًا لك بأن لا تخافي.

أنا سعيد جدًّا حقيقة أنك اخترت العلاج الصحيح، وفي ذات الوقت أريدك أن تصلي رحمك، وأن تزوري المرضى، وأن تدعي صديقاتك من النساء للبيت متى ما كان هذا متاحًا، لأن تحمل هذه المسؤولية الاجتماعية يُشجع صاحب الخوف الاجتماعي على المواجهات.

بالنسبة لزوجك الكريم: أعتقد أنه لن يعترض على موضوع العلاج، فهو قد وافق لأن تذهبي لأحد الذين يعالجون عن طريق التنويم الإيحائي، هذا نوع من العلاج ليس مرفوضًا، ولكنه قد لا يكون مُجديًا لوحده، وأنا دائمًا أفضل حقيقة تمارين الاسترخاء، فهي بديل ممتاز عن هذا التنويم الإيحائي، وموقعنا (إسلام ويب) لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما بها من تمارين وإرشادات، فسوف تجدين فيها - إن شاء الله - منفعة وخيرًا كثيرًا.

بالنسبة لعقار (زولفت): عقار جيد، ممتاز، وأنا متأكد أن زوجك الكريم لن يعترض عليه، الجرعة بالفعل هي نصف حبة - هذا أمر جيد، بداية سليمة - النوم قد يكون في بداية الأمر، لكن بعد ذلك سوف يختفي، وبعد أسبوعين اجعليها حبة كاملة، وأعتقد أن هذه جرعة كافية جدًّا بالنسبة لك، تناوليها ليلاً، استمري على هذه الحبة الكاملة لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ويمكنك - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تضيفي عقارًا آخرًا، عقارًا يساعد يعرف باسم (إندرال / بروبرالانول) وهذا الدواء لديه خاصية معينة مفيدة جدًّا في القضاء على الأعراض الفسيولوجية، مثل: احمرار الوجه، والشعور بالرعشة، والتلعثم الذي يحدث لبعض الناس، وجرعته هي حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم حبة صباحًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، ولكن يجب أن تستمري على جرعة الزولفت كما هي.

قطعًا لا نشجع أبدًا لاستعمال أي دواء في أثناء الحمل، ونحن ننفي تمامًا أنه لا يوجد إدمان في هذا الدواء، وأنا أريد أن أطمئنك - أيتها الفاضلة الكريمة - أن الزولفت والإندرال ليسا من الأدوية التعودية أو الإدمانية، بل هي سليمة وفاعلة ومفيدة - بإذن الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net