عائلتي غيرت رأيها بشأن خطيبي قبل العرس بأسبوعين، ماذا أفعل؟

2013-09-05 03:05:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

سأتزوج بعد أسبوعين، منذ سنة وأنا أصلي الاستخارة، وخطيبي كذلك يصلي الاستخارة، أخبرت عائلتي في البداية، والكل شجعني على ذلك، هكذا فعلت -والحمد لله- أحببنا بعضنا البعض، وخططنا لنعيش حياتنا وفقاً للقرآن والسنة، لكن بعد شهرين التقت أمي معه، وغيرت رأيها وقالت أنه لا يعجبها، ثم بقية أفراد العائلة قالوا الشيء نفسه، وأن لا أستمر معه ما دام الأمر لا يعجبها، وأنهم جميعاً اتفقوا مع أمي، ومن يومين أمي وأبي صليا الاستخارة، وقالا إنهما رأيا أحلاماً سيئة، وهذا يعني أنها علامة من الله بالنسبة لي لعدم الاستمرار معه، وأنهما غاضبين مني لأنني لم أستمع إليهما، لكنني لا أزال أرغب في الزواج من هذا الأخ، وأخبرتهم أنه رجل مسلم صالح، وليس هناك سبب يمنع الزواج منه، وأشعر أن الله سبحانه وتعالى يجعل الأمور بيننا أفضل وأفضل، يقولون أفراد العائلة، بما أن العائلة بأكملها لا تريد، يعني الله سبحانه وتعالى لا يريد لهذا أن يحدث أيضاً، أنا محتارة جداً، لكن أشعر أنه هو الرجل المناسب لي، والله يسهل الأمر بيننا، لكن العائلة تقول أن كل هذا الخلاف يعني الله لا يريد لهذا أن يستمر، والأحلام التي رآها والداي تعني شيئاً، ماذا علي أن أفعل؟

عرسي من المفترض أن يكون خلال أسبوعين، أرجو منكم النصح بأسرع وقت ممكن، أريد مباركة عائلتي، وأريد أن أتزوج هذا الأخ، ولا أريد أن أقوم بشيء من شأنه أن يغضب الله سبحانه وتعالى عليّ.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونؤكد لك أن النجاح في العلاقة الزوجية يبدأ بحصول الوفاق والارتياح والانشراح بين الفتى والفتاة، أما دور الأسرة فهو دور مساعد وداعم، ونحن حقيقة نتعجب من الأسرة، وكيف أنها بدأت مؤيدة أو بدأت على الأقل تعطيك فرصة، ثم بعد ذلك حصل هذا التراجع المفاجئ عندما قابل الأم، والأم لستُ أدري لماذا هي نافرة منه؟ وما هي الأسباب؟ أنت قلت بدون أسباب، لكن أرجو أن تحاولي معرفة الأسباب الفعلية لهذا الرفض، وهذا التطور الذي حصل من ناحية الوالدة، لأن معرفة السبب تعيننا -بإذن الله وحوله- على إصلاح الخلل والعطب.

ولذلك نحن حقيقة نتمنى أن تكون الأسباب واضحة، وأيضًا حبذا لو أعطيت الأسباب من وجهة نظرهم، أو حتى من وجهة نظرك أنت في رفضهم، ولكن على كل حال، الواحد منا لا يرضى لإخوانه ولا لأعمامه ولا لأخواله بعد هذا الانتظار الطويل، أن يفاجئ الإنسان بمثل هذه الإجابة، ونحن نؤكد أن طاعة الله أغلى، وأن طاعة الله أعلى، ونتمنى أن تفوزي بوفاق الوالدين ورضاهم والأسرة، ولكن إذا كانت الأسرة كلها تمشي مع رأي الوالدة، والوالدة أيضًا ليس لها سبب وجيه، فلا نرى في هذا سببًا أو مبررًا لإيقاف هذا الزواج، ونتمنى أن تجدي من العلماء الفضلاء والدعاة الذين يمكن أن يؤثروا على العائلة، أو على العناصر الأساسية في الأسرة حتى يغيروا وجهة نظرهم، فليس من حقهم أن يقفوا في طريقكم بعد هذا الوفاق، وبعد هذه الخطبة الرسمية، وبعد الاستخارة التي جاء بعدها الارتياح.

والإنسان هو الذي يستخير لنفسه، أما يبني على استخارات الآخرين، وأنهم رأوا كذا وكذا، هذا قد يكون أضغاث أحلام، لأنهم إذا كونوا رؤية سوداوية ومظلمة ثم نام الإنسان، فإنه سيشاهد وُفق ما تصور، ووفق ما حصل منه.

بداية نتمنى ألا يكون الزوج قد علم بهذا الإشكال في داخل العائلة، لأن هذا يترك آثارًا سالبة على نفسه وعلى أسرته، الأمر.

الأمر الثاني: نتمنى أن تجدي من العقلاء من يساعدك على تلطيف الجو مع الأسرة.

الأمر الثالث: نؤكد لك أن الزواج بهذا الرجل المناسب الذي تريدين أن تبني معه حياة على الكتاب والسنة، لا يعتبر عقوقًا خاصة بعد الموافقة الأولية التي حصلت، والناس لا يلعبون بمثل هذه الأمور، فالموافقة الأولى ما ينبغي أن يتبعها بعد ذلك تمرد وخروج عن الوضع الصحيح، حتى بدون أسباب ظاهرة.

أؤكد مرة ثانية: إذا كانت هناك أسباب أرجو أن تكتبي لنا، حتى نناقش هذه الأسباب، ويبدو أن الاعتبارات ليست شرعية، والشريعة تهتم بالاعتبار الشرعي، يعني من حق الأسرة أن تقف في وجه الفتاة -أو الفتى-، إذا كان هناك خلل من الناحية الشرعية في الشريك الذي يريد أن يمضي معه، أما إذا كانت الجوانب الشرعية سليمة، وحصل الوفاق والارتياح، فلم يُرَ للمتحابين عند ذلك إن النكاح، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونتمنى أن لا تيأسي، وأيضًا نتمنى أن تحركي العقلاء والفضلاء من محارمك حتى يكونوا إلى جوارك، وأحسنتِ فإن الإنسان يريد أن ينال وفاق الأسرة أيضًا في الزواج، ولكن نعتقد أن وفاق الأسرة سيأتي إذا تعاملت مع الوضع بحكمة وهدوء وحزم، دون أن تدخلي معهم في معارك جانبية، وإذا كان الشاب قد سمع، نتمنى أن يتفهم هذا الوضع، ويجتهد من جانبه أيضًا في تحسين الصورة، وفي اصطحاب الفضلاء والوجهاء ليكونوا معه في إكمال هذا المشوار.

أما إذا لم يكن عنده علم، فليس من المصلحة مفاجأته برفض العائلة؛ حتى لا يحصل نفور من العائلة بأكملها؛ لأن بعض الناس هذا العداء يدخل إلى نفسه، فيظهر بعد ذلك في فترات في المستقبل، والزواج أصلاً بين عائلتين، فمن هنا سيكون الأعمام والعمات، ومن هنا سيكون الأخوال والخالات، ولذلك نتمنى أن تلطفوا الجو جهدكم.

أكرر: أرجو أن تُدخلي دعاة وناساً مؤثرين على العائلة، حتى يكونوا عوناً لكم على إكمال هذا المشوار، وطبعًا قد تستعينين في ذلك بأقرب الناس إليك من محارمك، حتى يشترك أمثال هؤلاء الفضلاء في إقناع العائلة، حتى تتموا هذا الزواج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يهيأ لك من أمرك رشدًا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية، وأن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكم به.

www.islamweb.net