تعرفت على شاب مع علمي بأنه تصرف خاطئ، فما نصيحتكم لي؟

2013-10-16 09:06:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو منكم أن تمدوني برأيكم الصائب، فلقد تابعت العديد من ردودكم، ورأيت ما فيها من ضمير يقظ، ووعي شديد، وحرص أشد على صالح من يأخذ بمشورتكم، لذا أردت الأخذ بمشورتكم في أمر مصيري بالنسبة لي.

عمري 17 عاما، أحببت شابا عمره 21 سنة، وكان يقول لي: بأنه يحبني، وسيأتي لخطبتي، وقال: بأن أخته ستكلمني، ومن ثم ستكلم أمي، وهو من جنسية غير جنسيتي، ولكنني أحبه فعلا، وكنت أدعو الله أن يجمعني به بالحلال، فأنا راغبة به ولكنني خائفة.

استخرت ورأيت رؤيا بعد الاستخارة، وفسرت الرؤيا بأنها خير، وطلبت من الله أن يريني شيئا لأطمئن، ورأيت رؤيا وفسرت بالخير أيضا، ومع ذلك فأنا خائفة ومترددة، لأني مررت بتجربة قبل هذه، وتركني الشاب بعدما أخبرت أهلي بنيته، وأخاف أن يتكرر الأمر معي.

ولقد قرأت بأن الزواج الذي بدأ بالتعارف على النت لا يكتمل، وأن نسبة نجاحه 10%، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أحس أحيانا في كلامه الصدق، وأحيانا أخرى العكس.

أنا أعرفه منذ 3 سنوات تقريبا، وساعدني في حل الكثير من المشاكل التي حدثت معي، وهو متدين وخلوق جدا، وأخبرته بألا يكلمني حتى يخطبني، فوافق مع أن شوقه للحديث واضح، فهو يسأل صديقتي عني، ويطلب محادثتي.

ولقد مر أسبوع بعدما أخبرني بنيته، وحالتي النفسية أصبحت سيئة، ولهفتي صارت له أشد من قبل، أحاول أن لا أفكر فيه حتى لا يتكرر معي الأمر وبالنهاية يتركني، ولقد سألت معلمة لي، وقالت: لو أنه فعلا يريد هذا فلا مانع، وحتى لو أن أخته كلمتني، ولكن من يضمن لي بأنها أخته؟

صدقا أنا حائرة، وأحس باستحقار لنفسي أحيانا، لأني لم أكن أنوي أن يصبح بيننا هذا الشيء، فعدت وكتمت مشاعري بقوة، وفي كل مرة أحس بأني سأنفجر.

أنا مسلمة، وأعلم أن هذه العلاقات لا يجب أن تكون بين الشاب والفتاة، وأعلم بأن الله غاضب مني، وهذا الأمر يزعجني، واستحقر نفسي بسببه، وألوم نفسي كثيرا بأني استشرته بمشاكلي، وأرى بأنه السبب الرئيسي في إحساسي بالضيق، ولا أعلم ماذا أفعل؟

أحتاج لمساعدتكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرأي السديد والرأي الصحيح هو أن تُوقفي هذه العلاقة، ونحن نرحب بك في الموقع، ونؤكد لك أنك بمنزلة الأخت، وبمنزلة البنت الكريمة، ونخاف عليك كما نخاف على بناتنا وأخواتنا، وشرف لنا أن نُجيب أمثالكم، وأن نصدق في هذه الإجابات، وأرجو أن تسمحوا لنا إن قسونا، فهي قسوة أب محب أو أخٍ محب، يريد لبنته أو أخته الخير.

نحب أن نؤكد لك أن هذه العلاقة مهما كان دين الشاب، ومهما كانت العلاقة نظيفة، فإنها ينبغي أن تخرج إلى السطح، ينبغي أن يأتي ليطرق بابكم ويقابل أهلك، ويطلب يدك رسميًا، وهذا هو مهر الصدق والبرهان، ولذلك نحن نتمنى من أي فتاة تشعر بأن هناك شاب يميل إليها؛ أن تطلب منه مباشرة أن يكلِّم أهلها، وأن يتواصل معهم، وأن يطلب يدها رسميًا، لأن هذه الموافقة وحصول التوافق بين العائلتين وبين الشاب والفتاة، وإعلان هذه العلاقة هو المبدأ الشرعي الصحيح، وكثير من الشباب قد يرضى بعلاقة في الخفاء، ولكن عندما يُطلب منه إعلان العلاقة والجهر بها والمجيء للبيوت من أبوابها؛ فإن كثيرًا من الشباب ينسحبون ويهربون ويعتذرون.

ولذلك من مصلحة الفتاة المسلمة أن تعلم أنها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وأن تمنعها عن التواصل مع الخاطب أو مع الشاب، ورفضها لتقديم التنازلات، ورفضها للتوسع في المكالمات، يجلب لها أولاً احترام الشاب، ويجلب لها احترام أسرتها، والأهم من كل هذا أن هذا يجلب لها رضوان الله تبارك وتعالى الذي لا يرضى بالخنا، ولا يرضى بمثل هذه العلاقات الآثمة.

نؤكد لك أن الشاب قد يكون طيبًا، وأنت - إن شاء الله – طيبة، وإلا لما سألت هذا السؤال، ولما تواصلت مع الموقع، بل لك نفس كبيرة هي التي دفعتك، والإثم ما حاك في الصدر وتلجلج في النفس وإن أفتاكِ الناس وأفتوكِ، واعلمي أن الفتاة غالية، وأن الفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس.

فالحل هو: التوقف، فإذا طرق الشاب الباب، وتأكدنا من إمكانية القبول به، ورضيه أهلك، وتعرفوا على أسرته، وقبلوا به، ولم يكن في القوانين مانع أو حاجز أو حرج، وحصل التوافق بين البيتين والأسرتين والجنسيتين، فإننا عند ذلك لا نملك إلا أن نبارك، ولا نملك إلا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

ابنتِي الفاضلة: نحن نقدر مرارة الوضع، وصعوبة الطلب الذي طلبناه من التوقف، مع أنك - ولله الحمد - اقترحت هذا عليه، ووافق عليه، ولكن الصمود مطلوب، والصبر مطلوب، ونحن على ثقة أنك قد تعانين وقد يعاني، ولكن هذه المعاناة أخف ملايين المرات من الشر المترتب على الاستمرار، وأهون ملايين المرات من تمكن هذه المشاعر، فإن من المصائب أن تتملك هذه المشاعر القلوب، ثم يُحال بين هذه القلوب وبين اللقاء لأي سبب من الأسباب، وعند ذلك تكون الفتاة معذبة، ويكون الشاب معذبا، لأنها ستضطر إلى أن تعيش مع رجل بجسدها وقلبها عند آخر، كذلك الرجل يضطر أن يعيش مع امرأة وقلبه مع أخرى، وهذه العلاقات العاطفية شؤم على السعادة إلا إذا تُبنا، إلا إذا صدقنا في توبتنا، إلا إذا صدقنا وأخلصنا في أوبتنا لله تبارك وتعالى، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا.

إذًا لا مجال للتهاون، ولا مجال للاستمرار إلا بعد إعلان العلاقة، وإخراج هذه العلاقة إلى السطح، والتأكد من حصول التوافق، والتأكد من إمكانية الزواج، وحتى بعد ذلك هذه تسمى الخطبة، والخطبة في نفسها ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في المكالمات، ولكنها رباط شرعي من أجل المزيد من التعارف بين الأسرتين، بين الشاب والفتاة، من حقه أن يكلمها، ولكن في الأمور التي تحدد مستقبلهم وتهمهم، ومن أجل أن يزورهم ويجلس عندها في حضور محارمها، ولا ننصحك بإكثار الزيارات حتى بعد الخطبة.

ولذلك ينبغي أن تنتبهي لهذه المسائل، وتأكدي أن التجربة الأولى التي خُدعت فيها ينبغي أن يكون فيها درس، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وحتى لا نظلم الشاب، فقد لا يكون بذلك السوء، ولكن الحذر مطلوب، بل الحذر والتقيد بالضوابط هو الذي يجلب رضا الله تبارك وتعالى، فهذه مسألة دين.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير، ونحن سعداء جدًّا بهذا التواصل مع الموقع، ونتمنى أن يدوم هذا التواصل، وشرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك من الفاضلات، ونؤكد أن لك نفسا كبيرة، وأن في نفسك خير، فأيدي وقوي عناصر الخير في نفسك، واشغلي نفسك بطاعة الله، وأكثري من التوجه إليه، واحفظي الله يحفظك، احفظي الله تجدينه تجاهك وأمامك، يجلب لك الخير، ويدفع عنك الشر.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

www.islamweb.net